بقلم غالب قنديل

رئيس لبنان المقاوم

غالب قنديل

اتخذت كلمة الرئيس ميشال عون اهمية بارزة لكونها جاءت مباشرة بمثابة رد حازم على دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتوطين النازحين في اماكن وجودهم ولبنان أول المعنيين المفترضين بتلك الدعوة وهي ليست مفاجئة في ظل ما تثيره السلوكيات الأميركية من شكوك في هذا الملف منذ انطلاق العدوان على سورية بقيادة أميركية .

الغاية الأميركية الصهيونية الغربية والخليجية كما هو واضح هي إدامة عناصر الاضطراب والقلق في الدول المحيطة بفلسطين المحتلة لحماية دولة العدو عبر استنزاف سورية بعد الفشل في إسقاطها وتحويل قضية النزوح إلى قنبلة متفجرة في لبنان والأردن خصوصا والقضية على هذا النحو مفضوحة من زاوية خدمة الأمن الصهيوني ولذلك هي مرتبطة كما اعتبر الرئيس ميشال عون بمحاولة توطين اللاجئين الفلسطينيين وبالمخطط الأميركي الغربي القديم لتصفية قضية فلسطين الذي رفضه الرئيس اللبناني المقاوم واحسن التعبير ببلاغة عن هذه القضية وعن عجز ما يسمى بالمجتمع الدولي عن فرض الالتزام بالحقوق الفلسطينية المغصوبة واولها حق العودة وتقرير المصير.

تضمنت الكلمة مطالعة مكثفة في الصراع العربي الصهيوني وفي فضح العدوانية الصهيونية التي تهدد لبنان وتستبيح سيادته والسيادة السورية بشكل فاضح كما لفتت في الكلمة الفقرة التي خصصها رئيس الجمهورية اللبنانية لموضوع عودة النازحين السوريين إلى بلدهم ورده المفحم على الاعتراضات والذرائع الأمنية بإشارته إلى سيطرة الدولة السورية على خمسة وثمانين بالمئة من الأراضي السورية وإلى كون السلطات السورية تحاور الجماعات المسلحة وتبرم تسويات معها فكيف بالمواطنين الذي هربوا من ويلات الحرب.

يؤكد الرئيس ميشال عون مجددا هويته الاستقلالية الرافضة للهيمنة الأجنبية ورفضه الإذعان للمخطط الأميركي الذي يضمر الشر للبنان وللدول الشقيقة وفي مقدمتها سورية وهو يهدف إلى تحويل قضية النازحين السوريين لعنصر اضطراب واستنزاف لدول المنطقة .

لبنان الكبير بمقاومته البطلة تمثل في نيويورك بما يستحق من الإباء والاستقلال برئيس لا يهاب التنمر الاستعماري ويعلن الموقف الوطني السيادي الذي يمثل المصلحة اللبنانية بكل حزم ووضوح ويتصدى لغطرسة الوحش الاستعماري الذي يرعى الكيان الصهيوني وحروبه العدوانية ويدعم عصابات التكفير وإرهابها الدموي.

يتشرف كل مواطن لبناني بهذا الرئيس المقاوم والاستقلالي الذي حسم بكلمته جدالات عقيمة وطويلة دارت في المنتديات السياسية والإعلامية اللبنانية طوال الأشهر المنصرمة بعباراته القوية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة معلنا باسم لبنان ما بات ملزما للجميع وسقفا للموقف الرسمي والشعبي ومن يخرج عنه هو النشاز الذي ليس سوى الصدى لهمس السفراء والقناصل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى