وهاب: خيار المقاومة والجيش والدولة أمر استراتيجي للطائفة الدرزية في سوريا
إستقبل رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب، في دارته في الجاهلية، شيخي عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا حمود الحناوي ويوسف جربوع، في حضور المرجع الروحي الشيخ أبو علي سليمان أبو ذياب وعدد من المشايخ .
وتناول اللقاء أوضاع طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا وكل ما يتعلق بالمصلحة الشخصية للطائفة في سوريا، وتحديدا في محافظة السويداء والأوضاع العامة في المنطقة، حيث أكد وهاب خلال اللقاء “أهمية هذه الزيارة التي تأتي في وقت مهم جدا ومفصلي ليس على مستوى لبنان فقط، بل على ساحة المنطقة بشكل عام وعلى الساحة السورية بشكل خاص”، مؤكدا أن “طائفة المسلمين الموحدين الدروز كانت وستبقى حصنا للعروبة في هذه المنطقة، والتي وقفت في سوريا الى جانب الدولة والجيش العربي السوري الذي يحقق اليوم الإنتصارات الكبيرة في سوريا كمقدمة لإعادة توحيدها وضرب الإرهاب فيها“.
وإذ جدد تأكيده على أنه “كما كانت هذه الطائفة وكما كنا جميعا بتوجيه من مشايخنا هنا، وراء مشايخ السويداء، وكنا على ثقة بأن مشايخ سوريا وبالتحديد مشايخ العقل فيها وكل الحكماء في هذه الطائفة، قادرون على إتخاذ الموقف المناسب في اللحظات الصعبة، وإتخذوا الموقف المناسب في لحظات صعبة جدا”، مشيرا الى مدى الضغوطات التي مورست على السويداء وعلى الموحدين في سوريا لتغيير موقفهم.
كما أكد أن “الموحدين الدروز في سوريا كانوا في الموقف الصحيح، وكانوا الى جانب الجيش العربي السوري في هذه المعركة المصيرية، وحتى تعرضوا لكثير من الحملات في لبنان وغيره حتى وصل الأمر بالحديث عن عصابات معينة”، موضحا “نحن لم نكن يوما عصابة، نحن عصبة موحدين وعصبة شرفاء ومعروفيين، أما العصابات فلنتركها للذين تعودوا عليها، نحن لا نكون إلا توحيديين وعاملين وخدما أمام هذه الطائفة المعروفية التي مرت بظروف صعبة“.
وإذ إعتبر أن “الدروز لم يكونوا يوما ولن يكونوا إلا الى جانب الجيش لأنهم يؤمنون بوحدة سوريا وبعودة الدولة إليها، ولم يكونوا يوما إلا الى جانب العروبة والمقاومة، وهذا الخيار ليس خيارا جديدا، بل كان منذ أيام الإحتلال العثماني الى الإحتلال الفرنسي، كانوا هم أول من أطلقوا المقاومة في المنطقة، حيث لم يكن هناك شيء يدعى مقاومة قبل جبل العرب”، اكد أن “المقاومة إنطلقت من جبل العرب، لذلك خيار طائفة الموحدين في سوريا سيبقى باستمرار خيار المقاومة والجيش والدولة، وهذا أمر مسلم به، وهذا أمر استراتيجي بالنسبة الى الطائفة الدرزية“.
وأشار وهاب الى “الوجود الروسي في سوريا، الذي حقق إطمئنانا لكثير من فئات الشعب السوري، ودعم سوريا وجيشها ودولتها”، معتبرا أن “لولا هذا الوجود والتدخل الروسي لكان الإرهاب ربما توسع وبطش وأجرم أكثر”، متوجها بالتحية الى دولة روسيا الإتحادية والى الرئيس فلاديمير بوتين على هذا القرار الشجاع الذي أتخذ بالتدخل في سوريا.
من جهته، أثنى الشيخ جربوع على موقف الجيش العربي السوري بعد الإنتصارات التي تحققت، متقدما بالشكر الى كل الأصدقاء الذين ساعدوا لتحقيق هذه الإنتصارات مرورا بالمقاومة وروسيا وإيران والدول الحليفة، لافتا الى أهمية هذا اللقاء مع “شيخنا أبو علي سليمان أبو ذياب والإخوان الذين كانوا بصحبته”، متوجها بالشكر الى وهاب على “الإهتمام بهذه الزيارة، في منزله العامر والمشهود له بالوطنية منذ سنين عديدة منذ أيام الإحتلال الفرنسي وما سبق“.
من جهته، أكد الشيخ الحناوي على “أهمية هذه الزيارة الى أهلنا في لبنان الذي هو بالنسبة الينا وطن شقيق، ودائما نحن نعتبر أن سوريا ولبنان شعب واحد في دولتين لأن العلاقات الموجودة منذ القدم، والتي تربطنا مع أهلنا في لبنان هي علاقات ثابتة وعلاقات الأسرة الواحدة، وكلنا في لبنان عندما نأتي الى هذا البلد لا نشعر إلا بأننا بين أهلنا وذوينا، خاصة ونحن في ظروف أحوج ما نكون لها كي نقف الموقف الوطني المفروض علينا، والذي يدعونا إليه الواجب وهو الوضع الحالي الذي تعرضت له سوريا من خلال الحرب الكونية خلال السنوات السبع التي عانينا من جرائها، ونؤكد أيضا أن موقفنا الوطني الذي وقفناه قبل الأزمة ومنذ بدايتها لم يخرج عن وحدة التراب السوري ولا يخرج عن سوريا الموحدة كما لا يخرج عن الإرث الذي ورثناه عن أجدادنا وآبائنا“.
وختم الحناوي: “نحن أبناء وأحفاد سلطان باشا الأطرش وأمثاله الذين قاوموا الإحتلال العثماني والإستعمار الفرنسي وساهموا في كل المواقف الوطنية، سواء على الصعيد السوري أو على الصعيد العربي أو حتى على الصعيد الإنساني، نحن أهل إرث توحيدي عودنا على الفضائل وحب الوطن وعودنا على السلم واحترام الإنسان وعلى عدم تكفير الآخر، لأننا نحمل مقولة الدين لله والوطن للجميع، وما علينا في هذه اللحظات الهامة إلا أن نتوجه بالشكر الجزيل الى أخينا الشيخ الجليل الشيخ أبو علي سليمان الذي نتبارك بوجوده وببيته الكريم وكذلك الأستاذ وئام وهاب، المعروف بتاريخه وبمواقفه الجريئة الذي غمرنا بكرمه العربي المعروف وبكرمه المعروفي التوحيدي، متوجها الى الشعب السوري كافة والى أهلنا وأشقائنا في لبنان لنقول لهم بأن الوطن بخير ما دام الشرفاء والمقاومون والمناضلون فيه“.
من جهته، رحب أبو ذياب بشيخي العقل جربوع والحناوي، مثنيا على “خيار طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا الذي سيبقى دائما الى جانب المقاومة والدولة والجيش العربي السوري“.
وكان وهاب أولم على شرف الشيخين الحناوي وجربوع.