صحف اميركية: ماذا لو دمر ترمب كوريا الشمالية؟
تناولت صحف أميركية الوعيد الذي أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد كوريا الشمالية من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، المتمثل في استعداده لتدميرها بالكامل إذا هددت بلاده أو حلفاءها من الدول المجاورة، وتساءلت عن العواقب الكارثية لهذه الحرب المحتملة في شبه الجزيرة الكورية .
فقد أشارت مجلة ناشونال إنترست من خلال مقال للكاتبين جاكوب هيلبرين وهاري كازيانيس إلى التجارب على إطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي ما انفكت بيونغ يانغ تجريها غير مبالية ولا آبهة بالتحذيرات الدولية.
وقالت إن من بين هذه التجارب اختبارا لقنبلة هيدروجينية خطيرة، الأمر الذي ينذر بأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون سرعان ما يمتلك أسلحة نووية تكون قادرة على الوصول إلى مواقع مختلفة من الولايات المتحدة
وأضافت أن هذا ما سيحصل في حال عدم اتخاذ إجراء رئيسي معين يمنع بيونغ يانغ من مواصلة هذه اللعبة الخطيرة، وتساءلت ما الذي يمكن فعله؟
من جانبها، أشارت مجلة ديلي بيست من خلال مقال للكاتب غوردون تشانغ إلى تصريحات ترمب الغاضبة من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، المتمثلة في قوله إن “الرجل الصاروخي” أو الرئيس الكوري الشمالي انطلق في مهمة انتحارية لنفسه ولنظامه.
وأضافت أن ترمب توعد بيونغ يانغ بالقول إن لدى الولايات المتحدة قوة كبرى وإنها تتحلى بالصبر ولكنها إذا ما اضطرت للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها، فإنه لن يكون أمامنا من خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل.
وحذرت المجلة إزاء العواقب الوخيمة لاندلاع الحرب الكارثية في شبه الجزيرة الكورية، وقالت إن إعادة بناء الأمة الكورية بعد أكثر من قرن من المأساة والانقسام ستكون من أصعب المشاريع وأكثرها كلفة في التاريخ.
وأضافت أن التكلفة الحقيقية تكمن في المعاناة التي سيعيشها أكثر من 25 مليون كوري شمالي، الذين ربما يتحركون إلى الشمال في حال انهيار نظام كيم، الأمر الذي يتسبب للصين بالقلق إزاء تدفق اللاجئين إلى مقاطعاتها الشمالية الشرقية.
وأشارت المجلة إلى أن الكوريين الشماليين قد لا يروق لهم ترك مصيرهم للصينيين، ولهذا فإنهم قد يتحركون إلى الجنوب بدلا من الشمال وذلك لكي يكونوا لدى الكوريين الجنوبيين.
وقالت إنه إذا كانت كوريا الشمالية ستتعرض للتدمير بالكامل، فإن أولى المهام التي يتعين على قوات كوريا الجنوبية والولايات المتحدة القيام به هو العمل على تحقيق الاستقرار للشعب الكوري الشمالي نفسه.
ونسبت إلى أحد الباحثين لدى مركز جامعة جورج تاون للدراسات الأمنية ديفد ماكسويل القول إنه من المرجح أن ينفذ الجيش الكوري الجنوبي عمليات استقرار تركز على إيجاد الأمن وتوفير الخدمات الأساسية للسكان داخل كوريا الشمالية نفسها، بحيث يبقى السكان في قراهم وأماكن سكناهم.
وأضاف ماكسويل أنه في حال نشوب الحرب فإنه يتعين على قوات كوريا الجنوبية بمساعدة من الولايات المتحدة البحث عن أي أسلحة دمار شامل متبقية في كوريا الشمالية وتحديد مكانها وتأمينها والعمل على تدميرها.
وقالت المجلة إن الجيش الصيني يرغب أيضا في البحث عن الأسلحة النووية ومخزونات العوامل الكيميائية والبيولوجية والصواريخ البالستية التي لدى كوريا الشمالية، وذلك لإخفاء أي تواطؤ صيني في برامج عائلة كيم وجرائمها المروعة.
وأوضحت أن الصين قد تبادر إلى تأمين العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ ومواقع الأسلحة النووية، وذلك قبل وصول القوت الكورية الجنوبية والأميركية إليها، وسط التحذير من أن بكين ستتوقف عن الحديث إلى سول وواشنطن عندما يصبح الوقت مناسبا.