شؤون دولية

الغارديان: خطاب ترامب مشحون بالتبجح وروح العداء

اهتمت عناوين بعض أبرز الصحف البريطانية بأول خطاب للرئيس الأميركي دونالد ترمب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، معلقة على التحذيرات الشديدة اللهجة التي وجهها إلى كوريا الشمالية وإيران .

فقالت صحيفة غارديان في افتتاحيتها إن الرئيس الأميركي يخطئ في الاعتقاد بأن الدول التي تعمل من أجل مصلحتها الذاتية ستخلق من تلقاء نفسها عالما أكثر استقرارا، فالدول بحاجة إلى العمل معا بموجب قواعد توافق عليها وتتقيد بها.

وأشارت الصحيفة إلى أن خطاب ترمب الأول أمام المنظمة الأممية توقعه الكثيرون بشيء من الفزع، وحق لهم ذلك، لأن هذا الرئيس الأميركي هو الأول في التاريخ الذي جعل من كم الازدراء الذي يكيله للأمم المتحدة شيئا من التسلية.

فقد تراوحت آراؤه في هذا الصدد من العداوة الخالصة إلى الجهل المطبق، رغم أن الخطاب كان مكتوبا. وبخلاف سلفه البليغ أوباما، كانت فظاظته فجة، وسنتذكر خطابه بلغته المشؤومة.

وأشارت الصحيفة إلى التحذيرات الشديدة واللغة الفظة التي استخدمها ضد كوريا الشمالية وإيران، وكيف أنه لم يبد أدنى اهتمام بالقيم الديمقراطية الأساسية، وكيف حمل خطابه نفحة كافية من “تغيير النظام” لجعل طهران تفكر بشدة في الامتثال نوويا.

وألمحت إلى أن تصويت مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي على معاقبة كوريا الشمالية أظهر أن هناك توافقا دوليا في الآراء حول المخاطر التي يمثلها سلوك بيونغ يانغ. ولكن فيما يتعلق بإيران فإن الرئيس ترمب يجازف بأن يجد نفسه في عزلة واضحة، حيث أوضح الحلفاء الأوروبيون أنهم يريدون الحفاظ على اتفاق عام 2015 لا تمزيقه.

وأضافت غارديان أن التهديدات ومحاولات الإبهار مجرد ثرثرة وليست سياسة، فالأزمات تتطلب حنكة، وقد فشلت إدارة ترمب في إظهارها. فهو يريد حلفاء يدعمونه، ولكنه يبدو غافلا عن أن افتقاره إلى المصداقية الشخصية يشكل عقبة أمام التعاون الدولي، كما أن نهج “أميركا أولا” يتعارض مع تعددية الأمم المتحدة.

وختمت الصحيفة بأن الرئيس ترمب قد يرغب في التحدث عن “الواقعية المنضبطة”، لكنه زعيم متهور وخطير يجلس -للأسف- في أقوى منصب.

وفي هذا السياق أشار تحليل بصحيفة تايمز إلى أن خطاب ترمب الأول أمام الأمم المتحدة قدم أكثر النصوص إقناعا -حتى الآن- حول نظرته للسياسة الخارجية، وأن الرسالة الأساسية في الخطاب كانت مألوفة ومتجذرة في القومية.

وقالت الصحيفة إن مستشاري ترمب يقولون إنه لا يؤمن بنموذج البيروقراطية العالمية من الأعلى إلى الأسفل الذي تجسده الأمم المتحدة، بل يرى أن الدول القومية هي اللبنة الأساسية للنظام العالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى