شؤون عربية

الغارديان تتساءل عن حكمة بن سلمان بضوء أزمات بلاده

تساءلت صحيفة الغارديان البريطانية عما إذا كان صعود ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى ولاية العهد في يونيو/حزيران الماضي سيجعل منه إصلاحيا يقود المملكة، أم أن هذا الصعود في السلطة سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.

وأضافت الصحيفة أنه من المعروف أن الأمير محمد بن سلمان (32 عاما) يهيمن على السياسات الاقتصادية والدبلوماسية والداخلية السعودية.  

وذكرت أنه في الأسبوع الماضي شنت السلطات السعودية حملة ضد المعارضين السياسيين ورجال الدين والنقاد، إضافة إلى سجن ناشطين في حقوق الإنسان ثماني سنوات لقيامهم بحملات سلمية، وهو ما تقول الصحيفة إنه يبرز “جنون العظمة” لدى ولي العهد ضد أي معارضين.

وتساءلت الصحيفة هل هو مصلح مستعد ليقود مملكته، ذاك النظام القمعي الذي يكتب شيكات رفاهية كبيرة جدا للرعاية الاجتماعية، إلى القرن الحادي والعشرين أم أنه أمير قليل الخبرة يمكن أن يؤدي صعوده إلى السلطة إلى زعزعة استقرار المنطقة؟

وأضافت أن الأمير المعروف أيضا بالأحرف الأولى (م ب س) هو أيضا مهندس المستنقع الدموي للحرب اليمنية وأحد الصقور في النزاع الخليجي الحالي مع قطر المجاورة. كما أن والده الملك سلمان البالغ 81 عاما ليس بصحة جيدة وباختياره ابنه السابع كأصغر ولي عهد في تاريخ السعودية يكون قد أومأ بطي صفحة الماضي.

وعلقت الصحيفة بأنه إذا كانت الأشهر القليلة الأولى مؤشرا موثوقا به، فحينئذ لن تكون نذر المستقبل جيدة.

وأشارت غارديان إلى اعتقال بعض أشهر علماء الدين لامتناعهم عن إعلان تأييدهم العلني لموقف ولي العهد من قطر، ومنع صحفي آخر من الكتابة وأحكام بالسجن لناشطي حقوق الإنسان بسبب حملات سلمية. وقالت إنه أيا كان الوجه العام لمحمد بن سلمان فإن هذه الحساسية المفرطة مع المعارضة تجعله أقرب إلى مريض بجنون العظمة.

ورأت الصحيفة أنه إذا كان هناك وقت للمجتمع السعودي لمناقشة كيفية المضي قدما فمن المحتمل أن يكون هذا هو الوقت المناسب. ووصفت الصحيفة السعودية بأنها مهد “الجهادية” وأن استقرارها يشكل شاغلا عالميا.

وفيما يتعلق بالشأن الداخلي، فإن المملكة في حالة فوضى. ورغم أنها أكبر مصدر للنفط في العالم باحتياطيات تقدر بـ260 مليار برميل، فإن اقتصادها مرتبك نظرا لتدني أسعار النفط بعد أعلى مستوياته في عام 2014، مما أجبر الرياض على إنفاق نحو 200 مليار دولار من احتياطيات النقد الأجنبي لتغطية عجزها.

وردا على ذلك بادر ولي العهد ببرنامج خصخصة وتخفيض الإعانات لتحقيق التوازن. ولكن هذه الخطوات تهدد العقد الاجتماعي بين الأسرة المالكة ورعاياها، الذين أغلبهم دون سن الخامسة والثلاثين.

وعلى الساحة العالمية، دفعت الأحداث وعدم الكفاءة إلى نكوص المملكة على أعقابها. فالحرب في اليمن المكلفة في أرواح المدنيين، والحصار المفروض على قطر هما نتيجة لحالتي هوس استنزافيتين: كبح نفوذ إيران في العالم العربي وإزهاق أي نفحة من الإسلام السياسي.

وقالت الصحيفة إن أيا من الحالتين لم تسفر عن نجاح كبير. وبدلا من ذلك كانتا محرجتين لولي العهد. وأضافت أن الرياض تغازل الآن القيادة العراقية، وخاصة أولئك المقربين من إيران، وقد انسحبت من سوريا تاركة مستقبل البلد في أيدي موسكو وأنقرة وطهران. وهي الآن تواجه خيارا صعبا بشأن أفغانستان بين حليفيها باكستان ودونالد ترمب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى