مقالات مختارة

الاتفاق النووي مع إيران… إيجاد البدائل قبل الالغاء: عاموس يادلين

 

قبل لقائه مع الرئيس ترامب، عرض رئيس الوزراء نتنياهو الموقف الاسرائيلي: تعديل أو إلغاء الاتفاق النووي مع إيران. في نيويورك، بخلاف الماضي، سيلتقي رئيسا متعاطفا مع حججه. وفي لقائهما اليوم سيكون الزعيمان مطالبين بالإجابة على اربعة اسئلة كي يختارا البديل الأكثر نجاعة للتصدي للتهديدات النووية والتقليدية من طهران .

1. هل يخدم الاتفاق المصلحة القومية للدولتين؟ هذا السؤال يقبع في مركز الخلاف بين القيادات السياسية والمهنية في الدولتين. فبينما هناك اجماع على أن الاتفاق ينطوي على تهديدات عديدة في المدى المتوسط والبعيد، تقدر محافل المهنة في اسرائيل وفي الولايات المتحدة بأن في المدى القريب فضائله تفوق نواقصه. بالمقابل، فان ترامب ونتنياهو ليسا واثقين بأن خليفتاهما سيرغبان أو يتمكنان من معالجة التهديد في المستقبل. كلاهما يريا في هذا الوقت فرصة لإلغاء اتفاق خطير، من المتوقع أن يكون حتى أخطر في المستقبل.

2. هل تفي إيران بالتزاماتها في الاتفاق؟ هناك فجوة بين قول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران لا تخرق الاتفاق وبين الإدعاءات الإسرائيلية والأمريكية بأن إيران لا تفي بالتزاماتها. وتنبع الفجوة من «المجال القاتم» ـ الإلتزامات في الاتفاق التي صيغت بلغة غامضة عن عمد، لأجل السماح بمرونة سياسية للطرفين. كل الانتهاكات الإيرانية، حسب التفسيرات الأمريكية، تتم في هذا المجال. على إدارة ترامب أن تقنع باقي القوى العظمى الموقعة على الاتفاق بأن هذه الانتهاكات تسوغ الغاءه، أو على الأقل إعادة فتحه. لا يبدو اليوم أنها ترى في هذا العمل انتهاكا يستوجب خطوة من شأنها أن تعرض الاتفاق للخطر.

3. هل يمكن تعديل الاتفاق بحيث يقدم جوابا لمواضع ضعفه؟ عُلم أن نتنياهو سيقترح ملحقا للاتفاق، يقيد برنامج الصواريخ الإيراني ونشاطات البحث والتطوير فيه ويطيل الفترة التي تكون فيها إيران خاضعة للقيود على البرنامج النووي. مثل هذا الملحق سيعزز الاتفاق النووي جدا، ولكن من الصعب أن نرى كيف يمكن لإيران أن توافق على قبوله. كما لا يبدو أنه يوجد تأييد في أوساط القوى العظمى لمثل هذه الخطوة، التي تستدعي جهدا وتنسيقا دوليين واسعين.

4. هل سيبعد إلغاء الاتفاق أو يقرب إيران نوويا؟ للإجابة على السؤال، بداية ينبغي تقدير الرد الإيراني على خطوة أمريكية: هل ستبقي إيران على التزاماتها أم تستأنف النشاط النووي وتستغل غياب القيود كي تدفع إلى الأمام وتوسع قدراتها النووية؟ إضافة إلى ذلك، من المهم التقدير كيف سترد باقي القوى العظمى على الخطوة: إذا ما قررت الإبقاء على الاتفاق، فلن تكون للولايات المتحدة ولإسرائيل شرعية لخطوات ناجعة حيال إيران. هاتان النقطتان حرجتان في الحفاظ على روافع الضغط المركزية على إيران «في اليوم التالي» للمغادرة: العقوبات الدولية والتهديد العسكري المصداق.

هذا اعتبار مركزي، كون الخروج من الاتفاق سيسمح لإيران بالانطلاق نحو القنبلة النووية، وعلى الولايات المتحدة وإسرائيل الاستعداد لمثل هذا السيناريو. وبلا تأييد دولي لاستئناف العقوبات الدولية، سيبقى الخيار العسكري الأداة الوحيدة لمنع السلاح النووي عن إيران. وعليه، من يدعو إلى تعديل الاتفاق أو الغائه ملزم بأن يتأكد أن في حوزته قدرة على ضمان ألا تطور إيران سلاحا نوويا إذا ما فشلت خططه لتعديل الاتفاق أو استبداله باتفاق جديد. حتى الآن لم يعرض الزعيمان خطة واقعية للتصدي لانطلاق إيراني نحو القنبلة النووية، وبلا خطة كهذه من الافضل الابقاء على الاتفاق القائم وفتحه في السنة الاخيرة لإدارة ترامب. وبالتوازي، يجب العمل تجاه كل نشاط إيراني تآمري لا يتعلق بالاتفاق. حتى تلك اللحظة، يجب اعداد القدرات الاستخبارية، العسكرية والسياسية اللازمة للتصدي لإيران التي لا تخضع للاتفاق النووي ـ سواء باختيار ذلك أم كنتيجة لقرار أمريكي. إن هذا الاستعداد والتنسيق الأمريكي الاسرائيلي الوثيق حيويان للسماح للدولتين بمرونة استراتيجية في مواجهة التهديدات التي ينطوي عليها الاتفاق.

يديعوت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى