تلغراف: بأميركا حاليا ثلاثة أحزاب
أشارت الكاتبة بصحيفة تلغراف البريطانية مولي كينيري إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب توصل لاتفاق مهم مع قادة الحزب الديمقراطي بالكونغرس الأسبوع الماضي ليس بمعزل عن الحزب الجمهوري فقط، بل بما يتعارض وسياسات هذا الحزب، لتقول إن ترمب بات يمثل حزبا ثالثا بأميركا .
وأضافت الكاتبة أن الاتفاق الذي توصل إليه ترمب مع زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيمهم بمجلس الشيوخ تشاك شومر حول سقف الدين الحكومي والضرائب، لهو اتفاق مهم حول قضايا رئيسية يختلف حولها الحزبان الجمهوري والديمقراطي اختلافا كبيرا.
وأوضحت أن هذا الاتفاق سيفتح الباب للمزيد من الحوار بين ترمب والحزب الديمقراطي في جميع القضايا الساخنة بأميركا مثل الرعاية الصحية وإصلاح قوانين الهجرة وغيرهما.
وألمحت كينيري إلى أن ترمب والديمقراطيين أصبحوا على وشك التوصل لصفقة بشأن برنامج “داكا” الذي يعطي الأطفال الصغار الذين يدخلون أميركا بشكل غير قانوني الحق في العمل المؤقت وفيزا للتعليم بأميركا، وهو البرنامج الذي أثار خلافا كبيرا بين الحزبين بالكونغرس مؤخرا.
ووصفت الكاتبة ترمب في اتفاقه مع الديمقراطيين بأنه برز كقوة سياسية ثالثة، قائلة إن ترمب قد غادر “فعليا” الحزب الجمهوري، مضيفة أنه فقد الرغبة في قيادة هذا الحزب أو الترويج لمبادئه والدفاع عن مواقفه السياسية.
وقالت إن رغبة ترمب في التعاون مع الديمقراطيين ليست نابعة من حرصه على تنفيذ ما تعهد به خلال حملته الانتخابية، بل لإثبات أن رئاسته كانت ناجحة، وإن حجر الزاوية في أيديولوجيته هو الانتصار في كل شيء كل الوقت.
وأضافت أن ترمب ليس بمحافظ أو جمهوري ولا يتبع إلا لنفسه، وأن الديمقراطيين بتعاونهم الأخير معه يتعاونون مع رئيس من قوة ثالثة لا اسم لها، وهذا وضع غير مسبوق في المشهد السياسي الأميركي.
وأكدت أن ترمب ترشح للرئاسة العام الماضي جمهوريا بعد أن اقتنع تماما بأن فرصته للفوز هنا أكبر من فرصته إذا ترشح ديمقراطيا -كان ترمب في إحدى مراحل حياته ديمقراطيا-، كما أنها أكبر بكثير من فرصته إذا ترشح مستقلا.