سكاف: التاريخ لا يرحم ولا ينسى
كرمت رئيسة “الكتلة الشعبية” ميريام سكاف المطران نيفين صيقلي لمرور 40 عاما على تعيينه سفيرا لكنيسة إنطاكيا الأرثوذكسية في روسيا، في كازينو عرابي – زحلة، في حضور وزير العدل سليم جريصاتي ممثلا رئيس الجمهورية ميشال عون، النائب عاصم عراجي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، الرئيس أمين الجميل، النائب عاطف مجدلاني، السيدة منى الهراوي، المتروبوليت هيلاريون نائب البطريرك كيريل للشؤون الخارجية في بطريركية موسكو وفاعليات سياسية ودينية .
وألقت سكاف كلمة رحبت فيها بضيوف “زحلة حصون إيمان الشرق” وقالت:”منذ أربع سنوات اجتمعنا هنا وكانت الحياة مازالت حياة، وكان إيلي سكاف وسطنا ويتطلع الى البعيد، وقفنا سويا نحن وأنتم على حدود الخطر كأننا كنا هذا الخطر يقترب منا. يومها نطقتم كلاما ذهبيا في يوبيلكم الفضي ولا أنسى قول المتروبوليت هيلاريون: لن نسمح بتهجير المسيحيين من هذا الشرق، روسيا ستحميهم وستعمل على تثبيتهم في أرضهم“.
أضافت: “ان روسيا في السياسة لم تترك حلفاءها وهي تسترد بلادا لأهلها، فكيف الأمر بالدين والرعاية الكنسية وحضانة الثقافات وسماع كلمة الرب. كنتم مع مسيحيي الشرق اوفياء ولم تتأخروا عن النداءات. لكننا ما نزال نتلمس الخطر الذي يتطلب منا أولا أن نعترف بوجوده ولا نقلل من شأنه أو نعتبره مجرد كذبة، لأن الكذب كلفنا الكثير وزيف الحقيقة“.
واستعادت كلاما للراحل ايلي سكاف منذ اربع سنوات وللمناسبة نفسها، عندما قال:”وفي حضور رجال الكنيسة الروسية نحن اصبحنا في زمن ضاعت فيه القيم والمبادىء والاخلاق وسادت فيه ثقافة التعصب والطائفية والتكفير. وأكد أن الشرق الأوسط على فوهة بركان ديني ومذهبي وطائفي، مطالبا بالعمل على التهدئة قبل فوات الأوان“.
وسألت “ماذا كنا نسمع في المقابل؟ مواقف تعتبر أن لا شيء يستأهل دق جراس، سوى علينا”، وقالت:”لا بل كنا نسمع تصريحات تسمح للارهاب أن يعيش مرتاحا في جردونا، زيارات وعبارات تنصر منطق التطرف وتعزز وجود الارهابيين وتهدد وجودنا كلبنانين“.
اضافت: “ان كل ما كنا وما زلنا نطلبه هو الاعتراف بالخطر وتوحيد الجهود بمحاربته، يمكن أن نختلف على كل العناوين الداخلية لكن لا يمكن أن نزايد على بعضنا وجيشنا وناسنا ووطننا لمجرد ان لدينا ضائقة شعبية“.
واعتبرت “ان التاريخ لا يرحم ويسجل المواقف ولا ينسى”، واعربت عن تمنياتها “في أن تنتهي كل هذه الأزمات، والأيادي المخربة الكبيرة تعتزل مهمة تدمير المدن إذ يكفي فعلا كل هذه الحروب وتشريد الشعوب“.
وقالت للآباء الحاضرين “إن صرختنا تلتقي مع صرختكم وحرصكم على السلام وحماية مسيحيي الشرق والحفاظ على وجودهم الذي يتعرض للتهجير المستمر، والسنوات القليلة التي مرت على المنطقة شهدت على اقسى انواع الظلم والاستهداف: ملايين مسيحيي الموصل تركوا ارضهم تحت افظع قهر عبر التاريخ، كنائسهم دمرت. اقباط مصر صاروا هدفا للارهاب، مسيحيو فلسطين المحتلة صاروا غرباء بارضهم ومن بقي تصادر أرضه“.
ولفتت الى انه “في مهد المسيحية، يشرد المسيحيون والحفاظ على وجودهم لا يكون بغير ثقافة الوحدة المسيحية الاسلامية. وفي بلدنا يمكن دائما أن نكون أكثر قوة لأن تنوعنا وعيشنا المشترك يحمينا أكثر من أي شيء آخر”، مشيرةالى انه “من الشراكة إستوحى البابا القديس يوحنا بولس الثاني مفهومه لبلدنا حين قال إن لبنان أكثر من وطن، هو رسالة حرية وعيش مشترك للشرق والغرب، بين المسلمين والمسيحيين. ووظفيتنا ان نحرس هذه الرسالة ونبشر بها ونفتخر بأن بلدا مساحته صغيرة، سكانه قادرين أن يكونوا جوهرة التعايش، مسلمين ومسيحيين، وأمام كلام الوحدة يسقط اي كلام سياسي آخر“.
وابدت سكاف كل فخر “بهذه الزيارة التي تأتي في زمن تسجيل التاريخ، أن لبنان اول بلد اقليمي ينتصر على الارهاب، مهما اختلف اللبنانيون في توصيف هذا النصر“.
وختمت مرحبة بالضيوف على ارض زحلة “مدينة الكنائس الخمسين، عاصمة الكثلكة التي تلتقي بحب مع مهد الكنيسة الارثوذكسية”، كما رحبت ايضا “بالرجل الذي نقل هواء موسكو إلى زحلة المطران نيفين صيقلي الذي هو معتمد المحبة وناشر السلام قبل وخلال وبعد أن يكون معتمدا بطريركيا”، مثمنة دور صيقلي و”صداقته المتينة مع الراحل ايلي سكاف والذي كان يراه بصورة نقية دون تحريف”.