مقالات مختارة

مفاتيح السلام في واشنطن: سمدار بيري

 

من السهل أن نخمن أن في المسيرة التي ستجري نحو جناح دونالد ترامب في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك في الأيام القريبة المقبلة، لن يلوح فائض صبر من جانب المضيف. فالطابور طويل، والمساعدون سيدخلون الزعماء إلى محادثات «واحد واحد»، كل حاكم وقائمة بقالته لديه، والنفس الرئاسي عديم الراحة. من حارتنا سجلت حتى الآن ستة لقاءات: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، رئيس مصر السيسي، ملك الأردن عبدالله، حاكم قطر الشيخ تميم والرئيس التركي اردوغان. مشوق بقدر لا يقل أن نحدد مع من لم تتقرر لترامب لقاءات. وهذا يعني من ليس حقا في رأس رئيس القوة العظمى الأكبر في العالم. مثلا، زعماء دول شمال أفريقيا، التي لا يكترث ترامب للتغييرات والتطورات في محيطها. كما لا يوجد انشغال من الإدارة في الحرب الدموية الفظيعة الجارية بين السعودية واليمن (وباء الكوليرا في اليمن الذي يسقط مئات الضحايا الجدد في كل يوم)، في العراق المنقسم وفي كردستان التي لم يتقرر بعد كانت ستخضع للتهديدات وتلغي الاستفتاء الشعبي في اللحظة الأخيرة .

يعرف هربرت مكماستر، مستشار الأمن القومي، ونيكي هيلي، السفيرة الأمريكية إلى الأمم المتحدة، بأن يروِيا بأن ترامب يعتزم ملاطفة الأصدقاء وصفع الأعداء. وإذا عدنا إلى قائمة اللقاءات من الحارة، فإن الزمن الغالي للرئيس آخذ في الضياع. فليس سرا أن كل الزعماء من الحارة تقريبا ممن حصلوا على لقاء في الجناح الرئاسي سيكلفون الولايات المتحدة مئات ملايين الدولارات وربما اكثر. كل واحد ومصالحه. في نهاية المطاف هم يأتون للحرص ألا يكون تقليص في المساعدة الأمريكية.

على منصة الأمم المتحدة من المتوقع لترامب أن يجلد الإيرانيين ولكنه لن يلغي الاتفاق النووي. وحسب منشورات من الأسبوع الماضي فإن الموضوع الإيراني ـ سواء في سياق الاتفاق أم في سياق الوجود الإيراني في سوريا وفي لبنان ـ سيقف في مركز لقائه مع نتنياهو، ولكن يمكن الافتراض بأن في الغرفة المغلقة سيحاول ترامب ايضا حل المتاهة الفلسطينية. ربما رزمة الامتيازات الاقتصادية للفلسطينيين التي يفترض برئيس الوزراء أن يجلبها معه إلى اللقاء، ستسمح للرئيس الأمريكي ـ الذي بحاجة ماسة لإنجاز سياسي ما، أن يشير إلى تقدم ما، وإن كان رمزيا، في إطار المحاولة لاستئناف المفاوضات بين الطرفين.

هذا لا يكفي. فقد كان ينبغي لك سيدي الرئيس أن تستغل حقيقة ان نتنياهو وأبا مازن يوجدان في ملعبهما في الوقت ذاته (أو إخضاع جدولهما الزمني) وضرب رأسيهما الواحد بالآخر عندك في الجناح. نتنياهو قال: لا أعرف أن لدي لقاء مع أبي مازن؟ أمسكه من لسانه. أبو مازن يسمع تقريبا ذات العبارة؟ فهيا، تفضل، تعال وصافح نتنياهو.

أفترض أنك تعلمت ما يكفي عن النزاع، وحتى مستشاريك باتوا قادرين على أن يرددوا وهم نائمون مواضع الخلاف. صحيح، لا جديد وكذا لن يكون قريبا تحت شمس الشرق الاوسط. النزاع لن يتقلص، إسرائيل لن تقسم القدس، اللاجئون لن يعودوا ولكن هذه يمكنها أن تكون فرصة لخلق زخم لحل الجمود في المسيرة. المفاتيح في الداخل، ولا حاجة إلا إلى التدوير والتحريك.

خسارة على وقتك، سيدي الرئيس، مع عبدالله من الأردن، مع السيسي من مصر، مع الخليج وحتى مع اردوغان. فهذه اللقاءات لن تدفع شيئا إلى الأمام في السياق الإسرائيلي ـ الفلسطيني. ما كان أحد ليلومك لو أجبرت نتنياهو وأبا مازن على المصافحة وعلى الأقل على إطلاق أصوات السلام. مع التجربة الطويلة للرجلين، ثق بهما إنهما سيعرفان كيف يتدبرا أمرهما مع المعارضة لديهما في الداخل.

كان يتعين عليك أن تضغط عليهما، أن تجمعهما وتدفعهما لأن يتحدثا وجها إلى وجه وأن يتصافحا أمام الكاميرات. غذا حصل هذا فستتلقى صورة الإنجاز السياسي الذي تبحث عنه جدا وربما أيضا تحرك خطوة. لا يزال ليس متأخرا خلق دراما الأسبوع.

يديعوت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى