لاول مرة منذ سنين تهب رياح حرب في منطقتنا : أوري سفير
قال دافيد بن غوريون ذات مرة لشمعون بيرس الراحل ان الزعيم يقاس حسب قدرته على اتخاذ القرار في السلام او في الحرب. في حالة الحرب يكون الثمن في الارواح كبيرا، بينما في حالة السلم يمكن للثمن أن يكون بالاراضي بل واحيانا بالارواح. ولكن برأي بن غوريون لا بد أن ثمن السلام اقل .
الحرب في منطقتنا لم تعد مستحيلة. فلاسرائيل عدو مركزي، ايران، وهي تلوح في مواجهة عدم التنسيق بين الولايات المتحدة ودول الخليج. الايرانيون سيلتزمون بالاتفاق النووي ولكنهم سيتطلعون للانتقام من الرئيس ترامب، الذي يعتبرونه كتهديد وكاستفزاز في ضوء طبيعته غير القابلة للتشخيص. وتعتزم ايران تشكيل جبهة مع سوريا، حزب الله وحماس ضد تحالف الرياض الذي اقامه ترامب مع دول الخليج، مصر والاردن.
يحتمل أن من ناحية طهران حان الوقت لتفعيل الحلف مع حزب الله وحماس ضد اسرائيل، ضمن امور اخرى لصرف الانتباه عن الاتفاق النووي. لا يزال لدى اسرائيل اليوم الوسائل للتصدي لهذا التهديد ولمنع التصعيد. أبرزها هو اقامة جبهة مشتركة مع الدول العربية المعتدلة مصر، الاردن، السعودية وباقي دول الخليج (باستثناء قطر)، مع الولايات المتحدة، من خلال تفعيل العقوبات الامريكية والتهديد باستخدام القوة. ولهذا يوجد مفتاح موجود في جيب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: سماع أقوال الدول العربية المعتدلة، وكذا الولايات المتحدة، إذ أنه من أجل تفعيل حلف مناهض للاصولية ومناهض للارهاب يجب العمل على حل الدولتين.
على اسرائيل ان تختار بين ثمن الحرب وثمن السلام. في منطقتنا، يمتلىء الفراغ السياسي بشكل عام بالعنف. ومع ذلك، فان التهديد الايراني ليس الدافع الوحيد للتسوية، وليس حتى تحذيرات الدول العربية، الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي؛ الدافع الاساس هو مصلحة اسرائيل في انقاذ هويتنا الديمقراطية واليهودية من خلال السعي الى التعايش مع دولة فلسطينية مجردة من السلاح على اساس المنطقة في الضفة الغربية.
نتنياهو سيقول بالطبع ان مثل هذه الخطوة ستقرب العنف، ولكنه مخطيء ومضلل. فالفلسطينيون ليسوا تهديدا استراتيجيا او وجوديا على اسرائيل؛ فنحن قوة عظمى اقليمية رائدة مع قدرات هي من القدرات المتصدرة في العالم. ثلاثة ملايين فلسطيني في دولة مجردة من السلاح ليسوا تهديدا علينا، حتى لو كان في اوساطهم ارهابيون لا يريدوننا هنا. ومن معرفتي لكل قادة جهاز الامن المتقاعدين تقريبا، اعرف ان هذا هو ايضا رأي معظمهم.
ابو مازن هو الاخر ملزم بان يتخذ القرار بين ثمن السلام وثمن الحرب. فهو يعيش تحت ضغط المتطرفين في السلطة الفلسطينية وفي غزة، في ضوء الطريق المسدود في المسيرة السلمية واستمرار البناء في المستوطنات. ولاول مرة منذ سنين تهب رياح حرب في منطقتنا. ولا يمكن القتال ضد الاصولية العربية باصولية يهودية. هناك حاجة الى دمج قدرة الردع والحكمة السياسية من أجل عقد تحالف اقليمي ضد الارهاب.
معاريف