نداءات استغاثة وضحايا الروهينغا يقدرون بالآلاف
ناشد أهالي قرى الروهينغا المحاصرين في ميانمار (بورما) العالم لإنقاذهم بعد أن أشرفوا على الهلاك، في وقت يواصل البوذيون إحراق قرى الأقلية المسلمة، وقدرت بنغلاديش عدد قتلى الروهينغا في أراكان بثلاثة آلاف قتيل خلال الأسبوعين الماضيين .
وبعث مئات من الروهينغا من قريتي موزاي وأناوك برانغ مناشدة قالوا فيها إنهم محاطون بـ 24 قرية للبوذيين، ومحاصرون وطعامهم قد بدأ ينفد منذ ما قبل عيد الأضحى.
وأبدى هؤلاء المغلوبون على أمرهم مخاوفهم على أنفسهم وأهليهم من اعتداءات البوذيين الذين قالوا إنهم يطلقون أعيرة نارية قرب منازلهم لإخافتهم وإجبارهم على ترك منازلهم.
وفي نداء الاستغاثة المسجل على شريط فيديو ناشد المتحدثون “إخوانهم المسلمين التحرك لإنقاذهم” وقالوا إنهم مستعدون لترك القرية والتوجه نحو أي بلدة أخرى.
وقالت شخصيات قيادية مسلمة في ميانمار إن 50 بوذيا هاجموا محال تجارية للمسلمين في بلدة “تاونغ توين جي” بمقاطعة مَغوي، ولم ترد حتى الآن أنباء عن سقوط ضحايا لكن كثيرا من المسلمين تركوا منازلهم خشية تعرضهم للاعتداء.
في غضون ذلك، تحدث حقوقيون عن تعرض مزيد من القرى في شمال وجنوب بلدة منغدو للحرائق اليوم. وقال مصدران معنيان بمراقبة الوضع هناك إنه جرى إحراق ما يصل إلى أربعة تجمعات سكنية جديدة في راثيدونغ، لتدمر بذلك كل قرى المسلمين في المنطقة.
ومن جانبه، قال وزير خارجية بنغلادش محمود علي إنه يقدر عدد من قتلوا بولاية أراكان بنحو ثلاثة آلاف شخص خلال الأسبوعين الماضيين، واصفا ما يحدث بالاضطهاد وما يشبه الإبادة الجماعية بحق الروهينغا الذين أحرقت منازلهم.
واعتبرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الاثنين، أن أقلية الروهينغا في بورما تتعرض لعملية “تطهير عرقي”، ورغم أن مجلس حقوق الإنسان شكل “بعثة دولية مستقلة” للتحقيق في العنف الذي تتعرض إليه هذه الأقلية إلا أن السلطات البورمية رفضت دخولها.
وقال علي -للدبلوماسيين الأجانب في العاصمة دكا- إن الحل في العاصمة الميانمارية نايبيداو، مضيفا أنه مع وصول ثلاثمئة ألف لاجيء جديد إلى بلاده فإن العدد الكلي مع اللاجئين السابقين خلال العقود الماضية يصل إلى سبعمئة ألف شخص من قومية الروهينغا في بنغلاديش.
ودعا المجتمع الدولي للإسهام في إيواء الروهينغا وإطعامهم بإنشاء مخيمات جديدة للقادمين حديثا.
من جانبها رفضت حكومة ميانمار هدنة أعلنها “جيش إنقاذ روهينغا أراكان” (أرسا) وواصل جيشها استهداف المدنيين بأراكان والفارين باتجاه الحدود مع بنغلاديش، كما انتقل التوتر إلى وسط البلاد إثر مهاجمة عشرات البوذيين لممتلكات المسلمين.
وكان التنظيم قد أعلن الأحد أن وقف العمليات العسكرية في شمال ولاية أراكان يبدأ من اليوم نفسه ويستمر شهرا، مناشدا الأطراف العاملة بالإغاثة مساعدة المتضررين بغض النظر عن دينهم أو عرقهم.
ودعت أحزاب ماليزية معارضة حكومة ميانمار إلى التجاوب مع الهدنة، وقال حزب العمل الديمقراطي -الذي يهيمن عليه ذوو الأصول الصينية- إن وقف إطلاق النار يمنح وكالات الإغاثة فرصة للوصول إلى المتضررين، مضيفا أن ممارسات جيش ميانمار تسببت في ظهور تنظيمات مسلحة تدعي تمثيل جميع الروهينغا والدفاع عنهم.
كما نددت منظمة العفو الدولية بزرع جيش ميانمار ألغاما برية محظورة دوليا على طول الحدود مع بنغلاديش، مما يشكل تهديدا لمسلمي الروهينغا الفارين، وقالت إن “جميع المؤشرات تؤكد أن قوات الأمن في ميانمار تستهدف عن عمد المواقع التي يستخدمها اللاجئون الروهينغا نقاطا للعبور.