مقالات مختارة

تحرير دير الزور: سقوط آخر الرهانات: حميدي العبدالله

 

كان الرهان في بداية الحرب على إسقاط الدولة السورية من قبل الجهات الدولية والإقليمية التي شنت الحرب على سورية، واستمر الرهان حتى منتصف عام 2015، ولا سيما بعد سيطرة الجماعات المسلحة على محافظة إدلب، وقبل مشاركة القوة الجوفضائية الروسية إلى جانب الجيش السوري في مكافحة الإرهاب .

لكن في عام 2016، وبعد تحرير أجزاء من أرياف حلب تقلّص الرهان على إسقاط الدولة السورية، وبات الرهان على تقسيم سورية.

بعد تحرير حلب، وتحديداً تحرير الأحياء الشرقية ووصول الجيش السوري إلى ضفاف نهر الفرات، تغيّرت مرة أخرى الرهانات، وسقط الرهان على التقسيم، ويمكن القول إنّ انتصار حلب لم يؤدّ فقط إلى إسقاط الرهان على تقسيم سورية، بل إنه غيّر مجرى الحرب، وساهم في خلق وضع ميداني في مصلحة الجيش السوري وحلفائه لجهة توفر القوات البرية القادرة والمؤهّلة لتحرير مناطق جديدة بسرعة أكبر مما كان عليه وضع الجبهات قبل تحرير حلب، سواء في ريف دمشق أو في أرياف حمص وحماة.

بعد تحرير حلب وما أعقب هذا التحرير من تغيّر ميداني وسقوط الرهان على التقسيم، بات الرهان، ولا سيما من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، يكمن في السيطرة على محافظة دير الزور لجعلها ورقة ضغط في التفاوض بشأن الحلّ السياسي النهائي، بما يساعد الولايات المتحدة على فرض بعض النفوذ الدائم في سورية، لهذا السبب عمدت الولايات المتحدة إلى الاعتداء على الجيش السوري في الثردة، وسعت جاهدة لعرقلة زحف الجيش السوري وحلفائه نحو المنطقة الشرقية عبر اعتداءات متكرّرة على القوات المتجهة إلى الحدود العراقية وإلى محافظة دير الزور.

اليوم تحرير دير الزور أدّى إلى إسقاط آخر هذه الرهانات.

الرهان على إسقاط الدولة السورية تبدّد.

الرهان على تقسيم سورية تمّ دفنه في الأحياء الشرقية من مدينة حلب.

الرهان على زرع نفوذ أميركي في سورية عبر الحلّ السياسي أسقطه دحر داعش من مدينة دير الزور ولاحقاً من المحافظة بكاملها.

ما بعد تحرير دير الزور غير ما قبلها، إنْ لجهة ماهية الحلّ السياسي، أو لجهة سرعة الحسم العسكري ضدّ بؤر الإرهاب المتبقية، سواء في إدلب أو درعا والقنيطرة، وأيّ مكان آخر من الجغرافيا السورية.

(البناء)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى