مقالات مختارة

أكبر انتصار هو انتصار الجرود الشرقيّة: شارل أيوب

 

وعد سماحة السيد حسن نصرالله بخوض معركة عبر المجاهدين ومقاتلي حزب الله ضد جبهة النصرة وتنظيم داعش واقتلاعهما من جرود الجبهة الشرقية، على أن تنقسم الجبهة قسمين : الاولى جبهة عرسال وجرودها ومغاورها وكهوفها وكل الدشم فيها، والجبهة الثانية يتولاها الجيش اللبناني في جرود راس بعلبك والقاع .

ولم يعد مرة واحدة سماحة السيد حسن نصرالله بأمر ما أو بوعد إلا وصدق، ومهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات. وخاض معركة عنيفة ضد جبهة النصرة هي من أصعب المعارك حيث الجرود الوعرة وحيث التلال الصعبة وحيث المرتفعات الخطرة. وانتصر على جبهة النصرة وسقط لحزب الله 11 شهيداً هم خيرة المجاهدين ومن أبطال الساحات. وهكذا ضرب سماحة السيد حسن نصرالله الارهاب الذي كان يرسل السيارات المفخخة إلى بيروت والى الضاحية والى الحدث وإلى مناطق عديدة، وضرب تنظيماً تكفيرياً إرهابياً محطماً إياه واقتلعه من جذوره حتى استسلمت جبهة النصرة وقررت الرحيل في ظل هزيمة كبيرة.

أما في الجبهة الثانية في جرود راس بعلبك والقاع، فتولى الجيش اللبناني محاربة تنظيم داعش وضربه بالمدفعية حتى دمر له مواقعه وأصابه إصابات جسيمة. وتضعضع تنظيم داعش، واستعمل الدروع البشرية من نساء واولاد، بعدما أصبح مقاتلو داعش غير قادرين على مواجهة الجيش اللبناني، فاستستلمت داعش وقررت الذهاب إلى دير الزور. وهكذا حقق لبنان بواسطة الجيش اللبناني والمقاومة أكبر انتصار على الارهاب والتكفيريين الذين حاولوا ضرب الامن في لبنان وزعزعة الاستقرار وقتل الابرياء وتفجير السيارات واستعمال راجمات الصواريخ والمدفعية واستعمال الاحزمة الناسفة لقتل الناس تحت ستار الدين الاسلامي. والدين الاسلامي لا يقول بالارهاب وقتل الابرياء والتكفير وذبح الجنود والهجوم على مراكز الجيش وقتلهم وعناصر الجيش من كل المناطق، وهم يقومون بواجبهم بكل معنى الكلمة.

ها إن لبنان قد انتصر انتصاراً عظيماً، وما وعد به سماحة السيد حسن نصرالله حققه، واشترك الجيش اللبناني والمقاومة والجيش العربي السوري في المعركة ضد داعش وهزموها هزيمة كبيرة. وبات واضحاً أن التنسيق بين الجيش اللبناني والمقاومة والجيش العربي السوري، وحتى وبصورة غير مباشرة بين الجيش اللبناني والجيش العربي السوري، فإن الانتصار كان عظيماً.

إنتصر لبنان انتصاراً كبيراً ونظف كل الحدود من التكفيريين والارهابيين وحقق عليهم انتصاراً كبيراً وكما حققت المقاومة انتصاراً كبيراً في تلال عرسال وجردها ومغاورها، تشكل المقاومة درعاً قوياً يردع العدو الاسرائيلي على الحدود مع فلسطين المحتلة. ويمكن القول إن المقاومة بردعها العدو الاسرائيلي منذ عام 2006 وإلحاق الهزيمة به، ثم إلحاق الهزيمة بالارهابيين والتكفيريين في الجبال الشرقية، باتت ضمانة كبرى للحفاظ على كيان لبنان وسيادته بالتنسيق مع الجيش اللبناني والاجهزة الامنية اللبنانية.

حقق لبنان انتصاراً سريعاً وقوياً. وإذا نظرنا إلى سوريا فنرى أن انتصاراً وراء انتصار يحصل، لكن ليس كما حصل في لبنان. وإذا نظرنا إلى العراق، نرى ان الجيش العراقي والحشد الشعبي حققا انتصارات هامة، لكن ليس بحجم لبنان وانتصاراته وتأمين كل حدوده وتوجيه الضربات سواء للجيش الاسرائيلي العدو أم للتكفيريين والارهابيين وتنظيماتهم. وإذا نظرنا إلى المملكة العربية السعودية لوجدنا أن منطقة القطيف ليست هادئة، ويتم حجب الاخبار هناك في السعودية. أما إذا نظرنا إلى اليمن لوجدنا أن الحرب التي شنتها السعودية على اليمن وصلت إلى الفشل الكبير. وأدى ذلك إلى تقسيم اليمن، إضافة إلى الحرب في ليبيا ووجود داعش والحوادث الامنية المتكررة يومياً في مصر، رغم حجم الجيش المصري الكبير وانتشار الشرطة المصرية في كل مكان.

بعد الانتصار العسكري والامني والامان في لبنان، لم يعد ينقص إلا ورشة ضرب الهدر والفساد الذي يستشري في الادارات والوزارات والكهرباء ومؤسسات كثيرة ووزارات وتضيع المليارات حتى وصل العجز السنة إلى 6 مليارات دولار تضاف إلى الدين العام الذي وصل إلى حدود 80 مليار دولار واكثر.

أما الخطة الاقتصادية في لبنان فغائبة كلياً، ولا توجد خطة انمائية اعمارية في لبنان، ولا توجد خطة اقتصادية تجارية وصناعية وزراعية في لبنان على مستوى الاقتصاد.

أما على صعيد السياسة الخارجية، فالحكومة اللبنانية ليس لها سياسة خارجية. فالوزير باسيل يتصرف على هواه، والوزراء يزورون سوريا، والحكومة ترفض ذلك. وتقول انها لا تعترف بالنظام السوري وترفض التعاطي معه، وهي في الوقت ذاته اعتمدت سفيراً لبنانياً في دمشق ليقدم أوراقه للنظام السوري. وفي الوقت ذاته هناك سفير سوري في بيروت يمثل النظام السوري، ومع ذلك لا سياسة خارجية لبنانية بل فوضى.

أما على صعيد السياسة التربوية فهي مذهبية. وهنالك المدارس الكاثولكية لها برنامجها الخاص تربوياً، وهنالك المدارس الشيعية ولها برنامجها الخاص، وهنالك المدارس السنية ولها برنامجها الخاص. وكل تجمع مدارس كاثوليكي وشيعي وسني ودرزي يعلم على هواه وعلى منطق غير لبناني موحد. فكيف يمكن نشوء جيل جديد وطني لبناني الهوية يؤمن بلبنان الواحد بدل أن يؤمن بالمذاهب، ويبقى لبنان مقسما مذاهب بعد أن كان منقسماً طائفياً؟

اخيراً نقول ان مناقصات الكهرباء وحدها هي فضيحة فجرت المناقصات الاولى بطريقة غير شرعية، مما اضطر المسؤولين إلى إجراء مناقصات جديدة والسؤال هو لماذا تم ذلك؟

وحده إتمام السلسلة وتأمين مداخيلها المقبول هو الانجاز الذي حققه مسؤولون عديدون، وعلى رأسهم وزير المالية السيد علي حسن خليل.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى