“التعايش” الحكومي ساري المفعول الى ايار؟: محمد بلوط
برهنت اجواء مجلس الوزراء امس ان هناك قرارا متخذا لا يزال ساري المفعول حتى اشعار اخر، بأن هذه الحكومة باقية الى موعد الانتخابات النيابية في ايار المقبل، وان التجاذبات السياسية الموسمية مع كل قضية او ملف يطرح تبقى تحت سقف هذا القرار .
ورغم رمزيته الساخرة فإن مثل «كل الضرب تحت الزنّار» ينطبق على ما يجري، كما يعبر مصدر وزاري في اشارة الى ان المواقف التصعيدية الاخيرة لم تؤثر على وضع الحكومة وانتظام عملها الى حدّ ما.
ورغم التباين الذي سجل حول قراءة ما جرى في جرود عرسال او في ما يتعلق بقضية العسكريين الذين تمت تصفيتهم بشكل اجرامي وبشع على يد تنظيم «داعش» الارهابي، بقيت اجواء جلسة مجلس الوزراء امس مقبولة وهادئة نسبيا، ولفت ايضا اجماع المجلس على تجميد سلسلة الرتب والرواتب وربطها «عضويا» رغم انها بقانون منفصل بقانون الضرائب المطعون به امام المجلس الدستوري.
ومما لا شك فيه ان هذه الاجواء المستقرة في الحكومة تظهر جليا فشل المحاولات الداخلية والخارجية احيانا في زعزعتها او حتى احداث بلبلة كبيرة على الساحة السياسية عموما. وبرأي المصدر الوزاري ان اكبر دليل على ذلك هو فشل مفعول التصريح الناري للوزير السعودي ثامر السبهان ضدّ حزب الله ومحاولته خلق شق او اصطفاف حادّ قاتل بين اللبنانيين على طريقة «مين مع ومين ضد».
ويضيف المصدر حسنا فعل حزب الله عندما قرر عدم الردّ او الانجرار الى مثل هذا التصريح غير المألوف على لسان وزراء، لإدراكه جيدا ان القصد منه توجيه رسالة الى اطراف عديدة اخرها الحزب ومنها بطبيعة الحال الرئيس سعد الحريري.
وبرأي المصدر الوزاري ان ما جرى في مجلس الوزراء وما ادلى به رئيس الحكومة خلال الجلسة عبر عن رغبة الجميع في المحافظة على الحكومة اولا وعلى اجواء «التطبيع الايجابي» قدر الامكان بين اهل الحكم ثانيا وتخفيف حدة الاحتقان قدر الامكان طالما ان القرار الدولي الساري المفعول حتى الان هو ابقاء لبنان في دائرة الامان والاستقرار النسبي.
اما السجالات والتجاذبات التي سجلت مؤخرا حول ما جرى في جرود عرسال وقضية العسكريين فبقيت في حدود تسجيل المواقف ولم تتحول الى ازمة فعلية داخل الحكم والحكومة.
وتقول المعلومات ان محاولة بعض الوزراء اثارة موضوع اتفاق انسحاب مسلحي «داعش» من الجرود لم تأخذ مجالها او تصل الى اي هدف من اهدافها، وتحولت الى فقاعة صابون على طاولة مجلس الوزراء كما خارجه ايضا.
ويؤكد المصدر الوزاري انه حسنا فعل الحريري عندما شدد على «ان تكون مناسبة تشييع الشهداء العسكريين اليوم مناسبة وحدة وطنية، وان لا تتحول الى انقسام سياسي، داعيا الى الترفع لمستوى شهادة ابطالنا العسكريين والابتعاد عن المزايدات الصغيرة لأن المسؤول عن هذه الجريمة هو تنظيم «داعش» الارهابي.
وسيتوج هذا التوجه اليوم في حفل التشييع الرسمي الذي سيقام في ثكنة الفياضية برئاسة رئيس الجمهورية ومشاركة رئيسي المجلس النيابي والحكومة.
واذا كانت جلسة مجلس الوزراء قد اكدت ان لا خوف على الحكومة وعلى مصيرها، فإن التصعيد الذي سجل ويسجل من قبل جهات داخلية وخارجية لن يتوقف خصوصا بعد تحرير الجرود الشرقية والانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش السوري والحلفاء في سوريا واخرها فك الحصار على دير الزور وتحريرها.
(الديار)