فلتكشف الحقائق وفاء للشهداء
غالب قنديل
هو يوم الحداد الوطني على شهدائنا من العسكريين الذين قتلهم الإرهابيون التكفيريون في مختلف المناطق اللبنانية وخصوصا اولئك الذين خطفوا من عرسال في عملية مشبوهة نفذت بتآمر وتسهيل سياسي من الداخل والخارج.
أولا في صور الشهداء الذين يشيعهم لبنان في مأتم رسمي يليق بجنود جيشه الوطني نستحضر صور جميع شهداء الجيش دفاعا عن الوطن في مجابهة العدو التكفيري الذي استولده المخططون الاستعماريون لتعويض عجز الصهاينة بعد هزيمتهم في حرب تموز.
خلال سنوات تدخلت في تلك الأحداث وتفاصيلها استخبارات غربية وإقليمية رمت بثقلها لتنشيء على أرض لبنان قواعد انطلاق إرهابية لتخريب سورية وقد ارتدت بتلك الجماعات إلى عمق لبنان في خدمة مخطط خطير رسم دوليا وإقليميا لإخضاع لبنان للهيمنة الصهيونية وتمزيقه عبر إنشاء إمارات تكفيرية تولد تفجيرا أمنيا مديدا وتحرك اقتتالا طائفيا ومذهبيا بين اللبنانيين وهي مصدر الإيعاز بتكوين بؤر الإرهاب في المخيمات منذ اغتيال القضاة في صيدا قبل حوالي عشرين عاما وليسأل المعنيون عمن قدموا الحماية للجماعات الوهابية والأخوانية الإرهابية منذ اغتيال الشيخ نزار الحلبي بعد اتفاق الطائف وعندما كانت نقطة الانطلاق للإعلان عن خلايا قاعدية إرهابية في لبنان.
ثانيا منذ اتفاق الطائف والجيش اللبناني محاصر سياسيا وماليا ومعنويا من فريق سياسي محدد رمى بثقله لمنع تقوية المؤسسة العسكرية وهو الفريق نفسه الذي تورط في الحرب على سورية وحرض ضد الجيش اللبناني وحرك خيوط الفتنة للتستر على عصابات التكفير في كل مكان وشن نوابه ووزراؤه أعنف الهجمات ضد المؤسسة العسكرية الوطنية بكل نذالة وسفاهة.
كان جنودنا يستهدفون بالعبوات وعمليات القتل والاغتيال والمعركة بين الجيش وعصابات القاعدة أم النصرة وداعش سابقة للحدث السوري بأكثر من عشرة أعوام وعندما عجزوا عن زعزعة تماسك الجيش حاولوا النيل منه عبر نقل الفتنة إلى داخله بتكوين خلايا انشئت على بحر من التحريض السياسي شارك فيه نواب ووزراء ومسؤولون كبار في الدولة اللبنانية وظل الجيش اللبناني متماسكا قويا ومتفانيا في الدفاع عن وحدة الشعب والوطن.
ثالثا تكامل الجيش والمقاومة في الدفاع عن لبنان وحماية سيادته من العدوانية الصهيونية عبر منظومة الدفاع والردع التي كفت شر الكيان الصهيوني وهو التكامل ذاته الذي حمى لبنان من الفتنة التي تخاذل المسؤولون في كبحها وتورط بعضهم في فصول منها فقدموا الحماية المعنوية والسياسية لمثيريها وحولوا مجموعات من الزعران والقتلة والمشبوهين إلى حالات سياسية مدوها بالمال والمساندة والتغطية.
أفشل المخطط اللئيم بيقظة القيادات الوطنية وبانتباهها وتعميمها لثقافة المقاومة بالصبر ومنع الاستدراج بواسطة التحريض الذي لم يوفر أصحابه وسيلة ولا كلمة سفيهة ولا جريمة دموية لاستدراج الاقتتال ولإغراق البلد بحمام دم كبير سخرت في تيسيره منظومة إعلامية لبنانية مولت من الخارج لتنفيذ حصتها من المخطط الرهيب لتمزيق البلد وهي تكفلت بتعميم كذبة الثورة السورية لتغطية عصابات إجرامية أنشات مقرات لها في لبنان و تلك المنظومة الإعلامية حظيت بالحماية السياسية ومنعت عنها أي مساءلة او محاسبة وفقا للقانون العام او لقانون الإعلام.
رابعا التحقيق الذي أطلقه فخامة الرئيس ميشال عون لإعادة تكوين الوقائع ولتحديد المسؤوليات بجميع مستوياتها يتخطى كونه مجرد بادرة لتهدئة خواطر العائلات المفجوعة لأنه السبيل الفعلي لبلورة حقيقة صلبة للمرة الأولى عن مخطط جهنمي لم يكن متاحا إفشاله وحماية البلد من شروره لولا القيادات الوطنية التي استندت إلى وعي شعبي منع ردود الفعل العنفية.
كان لبنان سيحترق ويتفجر وتغرقه الدماء لولا وجود قادة كبار من جميع الطوائف والمناطق اللبنانية تصرفوا بمسؤولية في مقدمتهم الرئيسان ميشال عون ونبيه بري والسيد حسن نصرالله وسائر الزعامات والقامات الوطنية والدينية من جميع الطوائف ولاسيما من الطائفة السنية الكريمة حيث سعى المتواطئون لنشر كراهية خانقة أرادوا بها محاصرة القيادات الوطنية الحرة التي تصدت للمخطط التفجيري وفضحته كما أبطلت بمواقفها الشريفة فعل التحريض الفتنوي ولولا ما فعله الجيش مع المقاومة لتثبيت الأمن الوطني وبالتعاون العملي بين المقاومة ومديرية الأمن العام ومخابرات الجيش لكان لصوص المساعدات الإغاثية وتجار السلاح وازلام السفارات تسببوا بإحراق البلد وليس عرسال وحدها.
خامسا الجمعة يوم حداد واحترام لجميع شهداء الجيش وبالذات لعسكريينا الأبطال الذين اغتالهم إرهابيو القاعدة وداعش وتستحق دماؤهم المضي في التحقيق صوب نتائج واضحة وصريحة وبلا لفلفة او مواربة لتجنيب المتورطين من السياسيين عبء المساءلة.
لقد كشفت التطورات أي جحيم أعده للوطن وللشعب رهط المتورطين في دعم الإرهاب تحت شعارات الثورة السورية وهم منافقون انشأوا منصات تجارة وسمسرة استخباراتية فيها غرف عمليات وشبكات اتصالات وبواخر سلاح ومعسكرات تدريب وحملات إعلامية وخدمات استخبارية وكله مدفوع الثمن على حساب ما سفك من دماء لبنانية .
باسم شهداء لبنان من مواطنين وعسكريين ومقاومين نقول : المطلوب رواية بنقاء الدم الطاهر الذي سفكه الإرهابيون داخل عرسال وفي جرودها وفي كل نقطة على الأرض اللبنانية قتل فيها عسكريون اومواطنون ضمن هذا المخطط الإجرامي الذي تم إسقاطه بقوة الجيش والمقاومة وأصابع الصهاينة ظاهرة فيه نافرة في كل فصوله.