التحدي الذي يواجه اسرائيل هو حزب الله : د. ايال زيسر
“ضوء دغان” مناورة التجنيد الشمالية التي ابتدأت قبل يومين والاكبر من نوعها الذي أجراها الجيش الاسرائيلي في العقدين الماضيين يستهدف مقاربة الحرب القادمة، حرب لبنان الثالثة، حيث يخاف الجميع – في اسرائيل وايضا في لبنان – منها ولكنهم يستعدون لها .
كما في الحروب التي سبقتها في الساحة اللبنانية الافتراض هو أنه ايضا في المرة القادمة يدور الحديث عن حدث متدحرج من فرض السيطرة، ويتبعه رد مضاد. تدحرج الطرفان نحو جولة مواجهة وحتى حرب. ولكن في هذه المرة فان لائحة المفاجآت لحزب الله ستتضمن ليس فقط اطلاق مكثف لصليات صاروخية نحو المدن الاسرائيلية ونحو مواقع حيوية، مثل الموانيء، المطارات ومنشآت البنية التحتية، بل ايضا محاولة الدخول الى الاراضي الاسرائيلية والسيطرة على موقع لجيش الدفاع الاسرائيلي او حتى على قرية اسرائيلية على خط الحدود مع لبنان.
منذ صيف 2006 امتنع حزب الله عن المواجهة مع جيش الدفاع. الضربة التي تلقاها التنظيم في حرب لبنان الثانية والذي تلقاها داعمو الشيعة قلصت شهيتهم لاستفزاز اسرائيل. وهكذا تحول حسن نصرالله المثخن بالضربات التي تلقاها الى (ذخر اسرائيلي) حيث أنه لا يوجد له مثيل يريد المحافظة على الهدوء على طول الحدود ومنع التدهور. مع ذلك في نفس الوقت نجح حزب الله في شل قدرة العمل لاسرائيل امامه، وبالتأكيد على ارض لبنان. التنظيم استطاع ان يسوق معادلة تقول ان ترسانة صواريخه بامكانها ان تحدث في اسرائيل اضرار كبيرة تزيد عن الضرر التي يمكن لاسرائيل الحاقها به وبمؤيديه. اذا كان كل هدف اسرائيل هو، كما في الحروب السابقة امام حزب الله وحتى حماس، هو ان تشتري لنفسها عدة سنوات اخرى من الهدوء، ولا تنوي احداث تغيير اساسي للواقع في لبنان.
من هنا فان استنتاج المحللين وكذلك سياسيون كثيرون في اسرائيل، اذا كان اسرائيل في المواجهة المستقبلية مع حزب الله ستتلخص في الحفاظ على الوضع القائم وارجاع الهدوء المتوتر على طول الحدود، مع التسليم باستمرار تزايد قوة حزب الله داخل لبنان – من المفضل لها ان تضع كل جهودها في منع حرب جديدة.
يبدو أن هذا هو التحدي الذي يقف امام اسرائيل ويجدر ايضا ان يكون ماثلا في مركز وقلب المناورة القريبة. في ايامنا هذه فان الواقع الافتراضي ولا نقول الخيالي، الحسم والانتصار هي مفاهيم مضللة. ولكن خلافا للافتراض السائد في اسرائيل حزب الله لم يعد (وكما يبدو ايضا لم يكن في يوم من الايام) تنظيم حرب عصابات لا شكل له، ليس له وجود ملموس في ساحات القتال، ولا يقف خلفه شخص – لا جمهور داعم ولا دولة. حزب الله ليس فقط يمكن ضربه بل ايضا الانتصار عليه. واذا لم يقتنع التنظيم بانه يوجد لاسرائيل القدرة وبالاساس الاستعداد والرغبة السياسية والجماهيرية لقهره – فان كل جولة عنف ستنتهي كسابقتها، بتوازن مركب ويصعب حساب الخسارة في الجانبين، والذي يمكن دائما نصرالله ان يسوق لاسرائيل لانهم قد خسروا في الحرب.
التحدي في هذه المناورة التي أمامنا ليس فقط بتدريب المقاتلين والقادة الصغار، وحتى ليس بزيادة وعي قادة جيش الدفاع الاسرائيلي بالسيناريوهات الممكنة (والتي لم يكونوا مستعدين لها في صيف 2006). ان التحدي كان وما زال للمستوى السياسي – ان يقرر ما هو هدف جولة المواجهة القادمة مع حزب الله. من هذه الناحية كان من المفضل الا يكون مشاركا في هذه المناورة ليس فقط كبار القادم، بل ايضا وزراء المجلس الوزاري المصغر.
اسرائيل اليوم