باب “الرزق” الباقي
غالب قنديل
لو كان ما يقال او يكتب ضد المقاومة وانتصارها بالشراكة مع الجيشين اللبناني والسوري اجتهادا جديدا في “ابتكار” صياغة للمصلحة اللبنانية من وجهة نظر معينة وفقا لمنطق أصحابها لاستحق النقاش والحوار بل لبات واجبا على كل من يخالفهم في الرأي ان يجادل بالتي هي أحسن سعيا للإقناع والتأثير.
ومن أين يبتكر أصحاب العقول المسطحة التي تدمن تلقين القناصل وماذا علهم يضيفون إلى منطق تداعى وتهاوى برمته مهما استعانوا بمنتفعين جدد ضمهم المشغلون إلى قائمة العار لإغاثة “عدة الشغل ” العاجزة والفاشلة فقد فاتت الفرصة وانقضت بعدما انتهت الحرب إلى هزيمة مبرمة فماذا ينفع الآن كل الندب والعويل ؟!.
اولا كان يمكن التعامل ببراءة مع الأمر من باب احترام الرأي الآخر لوكان هؤلاء المجادلون غير من تورطوا في شبكات دعم عصابات التكفير التي ألبسوها قناع ” الثورة السورية ” وثوب “كتائب الجيش السوري الحر” ثم تبين من طرابلس ووادي خالد والضنية وعرسال وصيدا ومخيم عين الحلوة ان المسلحين الذين أدخلوا إلى مدن وبلدات لبنانية كثيرة في المناطق الحدودية وفي العمق كذلك ليسوا سوى إرهابيين ينتمون فعليا إلى جبهة النصرة وداعش.
راجعوا قوائم المتحاملين على حزب الله وقارنوها بلوائح إنكار النصر في تموز وعودوا إلى أرشيف الصحف … إنهم انفسهم من أفرغوا حمولات بواخر السلاح ونظموا شبكات التهريب عبر الحدود ومن أقاموا محطات البث الإذاعي غير الشرعية الموجهة إلى الداخل السوري ومن أنشأوا غرف عمليات مخابراتية وإعلامية لقيادة العمليات في سورية ومن أقاموا معسكرات تدريب للمسلحين السوريين على أرض لبنان بإشراف فرنسي واميركي وبريطاني.
ثانيا في مقدمة الطابور من اطلق شعار “فليحكم الأخوان” ومنهم من أرسلوا المواكبات الأمنية في حراسة أمراء عصابات التكفير والكبتاغون القادمين إلى مطار بيروت ومن أوفدوا ضباطا متقاعدين ومدربين إلى أرياف إدلب ودمشق وحلب وحمص ومن ضغطوا للإفراج عن متورطين موقوفين لدى القضاء ومن جعلوا مساحات من الإعلام اللبناني المرئي والمسموع والمقروء تضج بالترويج لعصابات الإرهاب وتغدق المساحيق على وجوه القتلة بالمال القطري والسعودي ثم منعوا المحاسبة عنها.
أليس المتحاملون المنكرون هم من حولوا سجن رومية إلى غرفة عمليات للإرهابيين ومن احرقوا شوارع طرابلس وافتروا على الجيش وغطوا تمزيق اجساد ضباطه وجنوده بالبلطات قبل ذبح المخطوفين العسكريين وهم من مارسوا الفجور السياسي وبثوا الأحقاد لإثارة الفتنة المذهبية .
هؤلاء يتكلمون اليوم ويهاجمون لتغطية تورطهم وللتنصل من المسؤولية التي لا يجب ان تطمس بأي ذريعة هؤلاء هم من ورط الناس في احتضان الإرهابيين وهم جندوا مئات الشباب اللبنانيين للقتال والموت في سورية تحت غطاء الترويج لثورة مزعومة تكشفت عن قتلة ومرتزقة ووحوش تقودهم المخابرات الأميركية ويدعمهم العدو الصهيوني.
هؤلاء هم من تاجروا بالبطانيات والأغذية والخيم والملابس والأدوية وحفاضات وعلب حليب الاطفال المخصصة للنازحين السوريين بالشراكة مع موظفي صناديق الإغاثة الدولية والخليجية الفاسدين وانشاوا جميعات الزوجات الأبناء وحصدوا ملايين الدولارات من المخصصات الأممية ومن الخزينة اللبنانية دون وازع أوسؤال … مجرد سؤال !
ثالثا لو كان الاجتهاد المطروح من خارج نادي أيتام فيلتمان وبندر وجماعة “عنزة لو طارت” الناشطة منذ اندحار العدو الصهيوني بعد هزيمته في تموز 2006 لقبلنا سوية المناقشة ببراءة ومن غير سوء الظن هذا. لكنه الاقتصاد السياسي للحملات اللبنانية ضد المقاومة وسورية يعمل منذ أربعين عاما وقد أعلن السيد فيلتمان نفسه امام الكونغرس منذ سنوات أنه أنفق بيديه ومن عوكر نصف مليار دولار في سنوات قليلة على هذا الطابور وما يزال حبل الدفع على الجرار ولكن بالفاتورة وبالقطعة على مايبدو مع انكماش الموارد المخصصة لخطة تشويه سمعة المقاومة ولحرمانها من حصاد بطولاتها وانتصاراتها بالشراكة مع الجيشين والشعبين في سورية ولبنان وهنا شطر كبير من بيت القصيد في كل ما يقال ويردده ثرثارون تكاثروا وانبروا يرفعون عقائرهم بإيعاز معلوم.
التوقيت غير البريء كان بعد عودة نتنياهو من موسكو فالهزيمة صارت يقينا والخيبة الثقيلة تهد حيلهم وحيل مشغليهم جملة وتفصيلا خصوصا بعدما عمت عبارة روبرت فورد عن “نهاية اللعبة في سورية ” وتهاوت الأوهام عن فرص تصيد حصة بالتسلل إلى مشاريع بناء سورية بعدما خربها حلف العدوان الذي كانوا ذيله التافه بينما اكتمل نقل الخيبات بزعرور تحرير الجرود ومع اندحار الإرهابيين عن شرق لبنان وغرب سورية.
الهدوء والثقة من مزايا قوة المقاومة ومحورها فلنحتفل بالتحرير الثاني ولندع المتطاولين يختنقون بألسنتهم العالقة في سلال أوساخهم الطافحة والكثيرة.