هآرتس: معاداة ليبرمان لعباس تخدم دحلان
قال كاتب بصحيفة هآرتس إن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يقدم خدمة للقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، بسبب كراهية ليبرمان المتأصلة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس .
وأضاف رفيف دروكر، وهو صحفي لامع، وأجرى تحقيقات استقصائية كبيرة، أن ليبرمان حين كان وزيرا للخارجية عام 2012 أطلق على عباس ألقاب “الكاذب، الجبان، والضعيف” وتوقع عزله عن منصبه، ودأب على القول إن عباس ليس شريكا لعملية السلام مع إسرائيل، وإنه “أسوأ من ياسر عرفات” الزعيم الراحل.
ويقول ليبرمان إن “الإرهاب السياسي” الذي يستخدمه عباس أسوأ من “الإرهاب التقليدي”. وبناء على ذلك فقد اعتاد أن يشن على عباس حربا سياسية، من خلال مهاجمة ما يعتبره “نظام عباس المتعفن والفاسد” الذي يحول دون تحسين الاقتصاد الفلسطيني.
وأشار دروكر، وهو وثيق الصلة مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إلى أن ليبرمان جدير به أن يركز أكثر على الإنجازات الأمنية لعباس، من خلال الاستماع لما يقوله رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن دور الرئيس الفلسطيني في الحد من العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيل.
يقول رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال غادي آيزنكوت في كل مناسبة أن عباس ملتزم بتصفية الهجمات المعادية لإسرائيل، واصفا إياه بأنه يقوم بعمل ممتاز، في ضوء أن 60%بات المخطط لها يتم إحباطها بصورة مسبقة من قبل قواته الأمنية
كما أن رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غادي آيزنكوت يقول في كل مناسبة إن عباس ملتزم بتصفية الهجمات المعادية لإسرائيل، واصفا إياه بأنه يقوم بعمل ممتاز، في ضوء أن ستين في المائة من العمليات المخطط لها يتم إحباطها بصورة مسبقة من قبل قواته الأمنية.
كما أن رئيس جهاز الأمن العام الشاباك نداف أرغمان دأب على تكرار أقوال مشابهة، ومنها ما قاله في يونيو/حزيران 2016 أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة لـ الكنيست من أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة لعباس تعمل بشكل مكثف ضد نشطاء التنظيمات الفلسطينية في الضفة.
وأوضح دروكر أن المستويات الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية لديها إجماع شبه تام على أنه ليست هناك فترة أفضل من فترة عباس بالنسبة لأمن إسرائيل، في ظل وجود فرضيات متزايدة بأن من سيحل محله سيكون أكثر تطرفا بعلاقته مع إسرائيل بغرض ترسيخ زعامته بين الفلسطينيين، وكل ذلك يطرح التساؤل الكبير لماذا يقوم ليبرمان بإضعاف عباس، ودعوته لعدم تحويل أموال الضرائب التي تجبيها إسرائيل لحساب السلطة بهدف إجباره على الاستقالة.
وأكد أن كل ذلك يعني أن سياسة ليبرمان هذه تخدم دحلان الذي يحاول العودة ثانية لصدارة المشهد السياسي الفلسطيني بواسطة الأموال العربية الطائلة التي يتلقاها في السنوات الأخيرة، مع العلم أن هناك شكوكا كبيرة تحيط بأن يكون لدحلان فرصة لخلافة عباس، فالدعم الشعبي الذي يحظى به ليس كبيرا، وعلاقته مع الشارع الفلسطيني تعتمد أساسا على شراء المناصرين له بالمال، في حين خصومه الآخرين على الساحة الفلسطينية يبنون مراكز قوة حقيقية أكثر.
وختم بالقول: الغريب أن ليبرمان يعرف كل هذه الحقائق، ما يجعل الإشارة تذهب باتجاه أن يكون دعم ليبرمان لدحلان نابعا من ارتباطهما بالملياردير النمساوي مارتن شلاف الذي توسط لعقد لقاء بينهما في سبتمبر/أيلول 2015، وهو مثلث أقل ما يمكن وصفه بأنه غريب، رغم أنه استمر سنوات كثيرة.