صحف: إعصار هارفي مرتبط بالتغير المناخي
أجمعت صحف بريطانية وأميركية على ضرورة الاهتمام مجددا بـ التغير المناخي في ظل حديثها عن إعصار هارفي الذي ضرب مدينة هيوستن الأميركية، مشيرة إلى أن هذا الإعصار على صلة بعوامل التغير المناخي .
فقد قالت ذي إندبندنت البريطانية إن صور رابع أكبر مدينة أميركية (هيوستن) وهي تغرق عدة أقدام في المياه تذكر بأنه حتى أغنى الدول على كوكب الأرض ليست محصنة أمام تأثيرات الطقس القاسي.
وأضافت أن دونالد ترمب من أكثر الرؤساء تشككا بتداعيات التغير المناخي، وأنه من المثير للاهتمام معرفة ما سيدلي به من تصريحات لدى زيارته إلى المناطق المنكوبة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأعاصير ليست جديدة، ولكن الولايات المتحدة شهدت أسوأ عاصفتين خلال عقد من الزمان، مضيفة أن مثل هذه الظواهر المناخية القاسية ما هي إلا سمات التغير المناخي.
وفي مقال بصحيفة ذي غارديان، قال الكاتب مايكل مان إن ثمة بعض العوامل المرتبطة بتغير المناخ التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الفيضانات، كما حدث في أسوأ كارثة حديثة بهيوستن الأميركية.
وذكر أن من بين هذه العوامل ارتفاع منسوب مياه البحر أكثر من نصف قدم (15 سنتيمترا) على مدى عقود، ما يعني أن العاصفة ارتفعت إلى مستوى نصف قدم، أي أعلى مما يمكن أن يكون عليه قبل عقود.
كما أن درجة حرارة سطح البحر بالمنطقة ارتفعت حوالي نصف درجة مئوية (من 30 إلى 30.5 درجة) خلال العقود الماضية، إضافة إلى ارتفاع نسبة الرطوبة في الغلاف الجوي، وهو ما يسهم في زيادة الأمطار وبالتالي الفيضانات.
ويختم الكاتب -وهو أستاذ في علم الغلاف الجوي بجامعة بنسلفانيا- بالقول: بينما لا نستطيع أن نقول إن التغير المناخي تسبب في إعصار هارفي، فإنه يمكن القول إنه أدى إلى تفاقم العديد من خصائص العاصفة بطريقة زادت من خطر الأضرار والخسارة في الأرواح.
أما صحيفة نيويورك تايمز، فقالت بافتتاحيتها إن ما هو مشرق -وسط الأخبار القاتمة بشأن التغير المناخي ورفض إدارة ترمب لعمل أي شيء إزاء ذلك- هو إصرار عدد من حكومات الولايات لاتخاذ إجراءات بنفسها.
وأوضحت أن تسع ولايات، من بينها نيويورك وكونيكتكيت وماساشوسيتس اتفقت الأسبوع الماضي على خفض انبعاث الغازات من مصانع الطاقة بنسبة 30% إضافية بحلول 2030، بعد أن خفضت ما نسبته 40% منذ انطلاق البرنامج عام 2009.
أما مجلة إنترست الأميركية فنشرت مقالا لنيومي كلين تقول فيه إن إعصار هارفي لم يأت من فراغ، وقد حان الوقت للحديث عن التغير المناخي.
وتتابع الكاتبة بأن الأرقام القياسية -سوءا على صعيد الجفاف أو ارتفاع العواصف أو حرائق الغابات التي تكسر عاما بعد عام- تحدث لأن الكوكب بات أكثر حرارة مما كان عليه لدى البدء بتسجيل تلك الأرقام.
وتضيف أن التغطية الصحفية لمثل تلك الأحداث وسط تجاهل لتلك الحقائق، وعدم توفير منصة لعلماء المناخ الذين يوضحون ما يجري، مع عدم ذكر قرار ترمب بالانسحاب من اتفاق باريس للمناخ، كل ذلك يسهم في إخفاق الواجب الصحفي الأساسي وهو تقديم الحقائق والسياق.
وتشير الكاتبة إلى أن ذلك الإخفاق سيترك انطباعا خاطئا لدى الجمهور، وهو أن هذه الكوارث ليس لها أسباب، وأنه لا يمكن القيام بشيء لمنع حدوثها.