السيد نصر الله: 28 آب 2017 يوم التحرير الثاني الذي سيسجل يوماً في تاريخ لبنان والمنطقة
تقدّم الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في كلمة متلفزة بالتعزية بشهداء الجيش اللبناني الذين استعيدت جثامينهم بالامس، وقال “اتوجه بأحر التعازي الى عائلات الشهداء، عائلات شهداء الجيش والجنود المختطفين من “داعش” قبل سنوات، ونحن ننتظر التأكيد النهائي بملف الجثامين”، وأضاف “كذلك اتوجه الى بقية عوائل الشهداء شهداء الجيش اللبناني والجيش السوري والمقاومة بالتحية“.
وحول ما أثير بعد كلمة سماحته الاخيرة بأن حزب الله يبتز الحكومة اللبنانية لتتصل بالحكومة السورية، قال السيد نصر الله “لم ننتظر من الحكومة اللبنانية أن تفعل شيئاً ولم ننتظر أحداً في ظل القتال الدائر”، وأضاف “لا يمكن أن يقال عن حزب الله أنه يبتز في قضية انسانية وكل من قال ذلك اما جاهل واما عديم الاخلاق“.
وحول سير المفاوضات، أعلن السيد نصر الله أنه “لم نكن لا نحن ولا الجيش في وارد وقف إطلاق النار إلى أن وجد داعش نفسه في المربع الأخير”، وأضاف “منذ بداية المعركة كانت “داعش” تريد وقف اطلاق النار وقد استمرت المعركة على الجبهتين، وحين وجدت “داعش” نفسها في المربع الاخير انهارت واستسلمت”، وأوضح “عندما طرح “داعش” أمر التفاوض عرضنا شروطنا بكشف مصير العسكريين وتسليمنا أجساد كل الشهداء الذين قاتلوا على الجبهة وإطلاق سراح المطرانين المختطفين والإعلامي سمير كساب”، وتابع القول “جواب “داعش” كان بأن المطرانين المخطوفين والإعلامي سمير كساب ليسوا لديه“.
وأردف سماحته القول “في موضوع الأسرى أجاب “داعش” أن لديه الأسير المقاوم أحمد معتوق و3 أجساد لمقاومين في القلمون”، وكشف أنه “جرى رفض إطلاق سجناء لـ “داعش” من سجن رومية وتجزئة المراحل خلال التفاوض وأصرينا على كشف مصير الجنود اللبنانيين”، ورأى أنه “ما جرى بالمعنى العسكري والسياسي في الجرود هو فعل إستسلام من “داعش””، ولفت الى أنه “لو لم يحصل ذلك كان هناك عملية كبيرة ستنهي المعركة عسكرياً”، وأعلن عن أنه سيتم الاحتفاظ “بعنصر ’داعش’ الذي استسلم الى حين كشف موضوع جثمان الشهيد مدلج“.
واعتبر سماحته أن “أحد أسباب تبطيء المعركة في الجرود كان كشف مصير العسكريين ولو ذهبنا إلى خيار الحسم كان من الممكن أن يُقتل من يعرف مكان الجنود والكثير من المدنيين”، وأضاف “الكل متفق أنه لو حررنا الأرض اللبنانية والسورية بدون كشف مصير العسكريين كان سيصبح النصر منقوصاً”، وتابع القول “لمن طالبنا بالحسم العسكري والإنتقام من ’’داعش’’ نقول إننا وقفنا عند الإتفاق وإلتزمنا بالعهود“.
وفي جزء آخر من حديثه، قال سماحته “فتشوا على من سمح بأن يبقى هؤلاء الجنود بأيدي خاطفيهم”، وأضاف “حققوا مع أصحاب القرار السياسي الجبان الذي كان يرى هؤلاء المسلحين جزءاً من مشروعه السياسي الكبير“.
وفيما سأل السيد نصر الله “من الذي منع الجيش اللبناني في نفس اليوم على استعادة الجنود وكان قادراً على ذلك من اليوم الاول”، قال “نحن كنا نثق بالجيش وانتم كنتم تشتمون به على المنابر، والجيش كان يستطيع بكل بساطة ان يحاصر ويحرر الجنود ويعتقل مجموعات كبيرة من “النصرة” و”داعش” في عرسال ويفاوض على جنوده“.
وفي حين أعلن سماحته أن “عدد شهداء حزب الله في المعركة ضد “داعش” وصل الى 11 بينما سقط للجيش السوري 7 شهداء وأهداف العملية أنجزت بالكامل”، قال “نحن أمام نصر ثان هو تحرير كافة الاراضي اللبنانية وتحرير الاراضي السورية وهو شرط قطعي ولازم لتأمين الاراضي اللبنانية”، وأضاف “الجيش اللبناني يستطيع اليوم أن يقيم حواجز على الحدود دون اجراءات استثنائية لأن التهديد الامني في الطرف الاخر منتفي، وهذا ما نسميه النصر الكبير وجدير ان نسميه التحرير الثاني وهذا النصر هو جزء من الانتصار في المنطقة”.
وأعلن الامين العام لحزب الله أنه “نحن أمام تحرير كامل للأراضي اللبنانية وتأمين الحدود مع سوريا بالكامل”، ولفت الى أنّ “هذا النصر في الجرود هو جزء من الإنتصارات الموجودة في المنطقة”، واشار الى أن “الهزائم في الموصل والبادية وجنوب الرقّة باتجاه دير الزور وحلب تركت آثاراً معنوية كبيرة جداً على عناصر “داعش” التي كانت تقاتل على الحدود اللبنانية السورية“.
واذ لفت السيد نصر الله الى أن “معركة الجرود هي إستكمال لمعركة إسقاط المشروع “الإسرائيلي”، قال “من يبكي على “داعش” في سوريا والقلمون والعراق هم “الإسرائيليون”، وأضاف “كل يوم يثبت أن هذه الجماعات التكفيرية صنعتها الإدارة الأميركية وما قدمته هذه الجماعات للكيان الصهيوني لم يحصل عليه هذا الكيان من سنوات”، وأشار الى أن “التكفيريين في الجرود كان يشكلون تهديداً لكل الأراضي اللبنانية وليس فقط للمناطق الحدودية“.
وفيما رأى سماحته أنه “لم يبق “داعشي” وتكفيري في تلة أو جبل أو حبة تراب لبنانية”، أكد أن يوم “28 آب 2017 هو يوم التحرير الثاني الذي سيسجل يوماً في تاريخ لبنان والمنطقة سواء اعترفت فيه الحكومة اللبنانية أو لم تعترف”، وأضاف “في 25 أيار 2000 لبنان كله إنتصر وكان سعيداً بذلك إلا من راهن على ’’إسرائيل’’ وجيش لحد لأن خياراته سقطت“،
وبينما شدد السيد نصر الله على أن “لبنان اليوم كله إنتصر والأغلبية الساحقة سعيدة إلاّ من راهن على “جبهة النصرة” و”داعش” ومن يقف خلف هذه الجماعات من قوى إقليمية ودولية”، أعلن أن “الإحتفال بالإنتصار سيكون نهار الخميس عصراً في مدينة بعلبك بجوار مرجة رأس العين”، وأضاف “سنقف في بعلبك في نفس الوقت الذي يقف فيه حجاج بيت الله الحرام همّ يحجون ونحن نعبّر عن معاني الحج“.
وأردف السيد نصر الله القول “يوم الخميس سنجتمع للإحتفال بالإنتصار على كل هذه الشياطين”، وأضاف “أهل البقاع سيثبتون الخميس أنهم جديرون بهذا النصر العظيم الذي صنعوه بأرواح أبنائهم”، وأوضح أن “أهل البقاع هم الأصحاب الأوائل لهذا الإنجاز وهم مدعوون كباراً وصغاراً للزحف الجماهيري إلى بعلبك”، وتابع أن “أهل البقاع صنعوا هذا الإنتصار بدماء شبابهم وخيرة شبابهم“.