ناشونال إنترست: أميركا تدمر مدن العراق بذريعة إنقاذها
تحدثت مجلة ناشونال إنترست الأميركية عن الدمار الذي يلحقه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش بالمدن العراقية، وتساءلت لماذا تقوم واشنطن بتدمير المدن من أجل إنقاذها؟
ونشرت المجلة مقالا للكاتب جون سبنسر أشار فيه إلى أن هذه الحملة ألحقت بمدينة الموصل وبغيرها من المدن والبلدات العراقية دمارا شاملا، وأنها تسببت في تشريد ونزوح نحو 875 ألفا من سكان الموصل الذين لا يستطيعون العودة إليها، وذلك لأن منازلهم التي تركوها خلفهم أصبحت أكواما من الأنقاض أو أثرا بعد عين.
وأضاف الكاتب -وهو برتبة رائد في مشاة الجيش الأميركي ونائب مدير معهد الحرب الحديثة في الأكاديمية العسكرية الأميركية في ويست بوينت- أن الموصل المدمرة تنضم الآن إلى لائحة مدن أخرى لحق بها الدمار مثل ستالينغراد و”هو” وغروزني وحلب والرقة وغيرها من المدن التي دمرها القتال.
وأضاف أن التقديرات تشير إلى أن عملية إعادة إعمار الموصل تحتاج إلى المليارات، وقال إنه لا يمكن استرجاع مئات الآلاف من الضحايا الذين قتلوا في معركة الموصل ولا يمكن استرجاع المواقع الأثرية التي دمرتها الحرب مثل جامع النوري.
وتساءل الكاتب هل طرد مقاتلي تنظيم داعش في الموصل يحتاج إلى تدمير ثاني أكبر المدن العراقية؟ وقال إن الجواب هو نعم مع الأسف، وإن هذا هو الذي حصل.
وأوضح أن الجيش الأميركي لم يشارك في معركة الموصل ولكن القوات العراقية هي التي خاضتها باستشارات وتدريبات وأدوات أميركية، بما في ذلك تقنيات المراقبة وقوة النيران.
وتحدث الكاتب بإسهاب عن التفاصيل المتعلقة باجتياح تنظيم الدولة للموصل منتصف 2014 وعن التحصينات العسكرية التي أقامها في المدينة كثيفة السكان من سواتر وجدران خرسانية وأنفاق تحت الأرض وإغلاقات للشوارع وغيرها من التحصينات.
كما تحدث عن الاستراتيجيات والتكتيكات التي يتبعها العسكريون في حروب الشوارع والمدن، وقال إن اللجوء إلى تدمير المنطقة المأهولة بالكامل يشبه قتل المريض من أجل السيطرة على داء السرطان الذي أصابه.
وقال إن مصادر تهديد أخرى ستتعلم الدروس من تنظيم داعش، وذلك من خلال اللجوء للتحصن في المدن المأهولة من أجل جر الجيوش ومواجهتها هناك.