معادلة القوة والحماية
غالب قنديل
ترسيخ النتائج العملية وتظهيرالتحديات المستمرة ما اكده قائد المقاومة في كلمته حول المعركة في الجرود اللبنانية السورية وسيرها بنتيجة التنسيق والتناغم التكاملي بين المقاومة والجيشين اللبناني والسوري في ميدان القتال الواحد ضد عصابة داعش الإرهابية والذي بلور في حصيلته معادلة التلاحم المصيري السوري اللبناني التي هي حقيقة حياة ووجود بين البلدين على مر الزمن وعلى الرغم من صفحات القطيعة والخصومة غير البريئة فقد ظلت تلك الحقيقة الوجودية قائمة وصامدة ومستمرة رغم شوائب الإنكار والإساءة على المقلبين.
هكذا كنا معا لبنانيين وسوريين في مجابهة الاحتلال العثماني وهكذا كنا معا لبنانيين وسوريين في مقاومة الاحتلال الفرنسي وهكذا استمرينا في مجابهة العدو الصهيوني وها نحن معا في معركة القضاء على وحوش التكفير الإرهابي.
ما يحدث فرقا اليوم هو ان قوة لبنانية طلائعية ناضجة ومتواضعة كسرت هيبة الكيان الصهيوني وحلفه الاستعماري وزرعت شبابها في الميادين لتقيم جسر تواصل يحقق معمودية الميدان في الشرق دفاعا عن الحرية والوجود ضد الأخطار المصيرية المحدقة بسورية وبلبنان معا وتعالت على الجحود والطعنات التي حركها الحلف الاستعماري الرجعي بخطوط اتصاله الساخنة سياسيا وإعلاميا ومخابراتيا.
من يرد فهم جوهر التحول الكبير الذي جسده سماحة السيد حسن نصرالله عليه ان يقرأ ما ينشر في صحف العدو الصهيوني وليس ما يدور من ثرثرة في صالونات السياسة ومنتديات الإعلام في لبنان من موجات هجاء مسموم ضد حزب الله والتعاون اللبناني السوري.
كان الزعيم الفيتنامي الكبير هوشي منه يقول إنه حين كان يواجه صعوبة في فهم الظروف والتطورات كان يسأل نفسه عما يزعج العدو او يريحه ويبني موقفه على هذا الأساس واليوم في الكيان الصهيوني تعليقات حول معارك تحرير الجرود تبدي الحذر والخوف من وحدة المعركة على جانبي الحدود اللبنانية السورية وتحذير من أي تواصل لبناني سوري ومحاولات لحث جهود حكومة نتنياهو في استدراج ضغوط اميركية إضافية على الحكومة والجيش اللبناني لقطع احتمالات التواصل والتنسيق بين الجيشين والمقاومة لأن ذلك في استنتاج الخبراء الصهاينة هو بلورة لكتلة مقاتلة تنطلق من تحرير الجرود وطرد داعش وجبهة النصرة وقد تتحرك معا ضد الكيان الصهيوني في أي حرب مقبلة وتطور خبراتها وقدراتها على هذا الأساس.
الغاية الصهيونية تلك أي منع التواصل بين الجيشين والمقاومة في سورية ولبنان كانت وراء محاولة واشنطن لتعديل القرار 1701 التي أفشلتها المجموعة الأوروبية معبرا عنها بالموقف الفرنسي والمشيئة الروسية التي تثبت انسجامها مع حلفاء المحور وشركاء القتال ضد الإرهاب التكفيري في سورية سواء بمنع ذلك التعديل ام برفض طلبات نتنياهو وشروطه حول ما تدعوه تل أبيب دعم الرئيس بشار الأسد وتغطيته لتواجد إيران وحزب الله قرب جبهة الجولان ولدورهما العسكري في سورية.
المقاومة والجيشان والشعبان هي معادلة القوة والحماية لسورية ولبنان ومهما حاول المحرضون من أيتام فيلتمان وبندر فإن غالبية شعبية كبيرة عابرة للطوائف والمناطق اللبنانية باتت تعرف حقيقة دور المقاومة والجيش العربي السوري والجيش اللبناني في تحرير الأرض اللبنانية المحتلة وفي الدفاع عن الوجود اللبناني ضد عصابات التكفير الإرهابي التي يعرف اللبنانيون من هم داعموها وحماتها ومحركوها ومن هم السماسرة المحليون الذين اشتغلوا في خدمتها بالفاتورة ونحن لا نخون احدا ولا نطلب سوى العودة للأرشيف التلفزيوني القريب ومن جرود عرسال بالذات.