الصحافة اللبنانية

من الصحافة اللبنانية

أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية

الاخبار: يونيفيل لن تتحول حرس حدود لاسرائيل… الدول الأوروبية ترفض الضغط الأميركي: لن نضع جنودنا في مواجهة مع حزب الله

كتبت “الاخبار” : لم تنجح الضغوط الإسرائيلية والأميركية في تعديل مهمّة “اليونيفيل” في مجلس الأمن الدولي لتصبح عدوّاً لحزب الله وأهالي الجنوب. تصدّت فرنسا للاقتراح الأميركي، ومعها دول أوروبية غربية معنية بأمن جنودها المشاركين في هذه القوات، وبالتقيّد بتطبيق القرار 1701، كما أقرّ عام 2006، وليس كما تريده إسرائيل بتحويل “اليونيفيل” إلى حرس لحدودها

فشلت الولايات المتّحدة، أمس، في إقناع مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن بتعديل مهمّة قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان، بعد تمهيد امتدّ لأشهر، على وقع تحريض إسرائيلي دبلوماسي واستخباراتي لتحويل “اليونيفيل” إلى حرس حدود لإسرائيل.

فعلى مدى الأشهر الماضية، عملت إسرائيل على تصوير كلّ تحرّك على الحدود اللبنانية وكأنه نشاط مخيف للمقاومة وخرق للقرار الدولي 1701، متعاميةً عن مئات الخروقات اليومية في البر والبحر والجو للسيادة اللبنانية، فضلاً عن التجسس الأمني والاستعلامي المعادي، عبر نشر أبراج مراقبة وكاميرات على كامل الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة. وقبل نحو شهرين، رتّب الإسرائيليون جولة لمندوبة الولايات المتّحدة في الأمم المتحدة نيك هالي على حدود لبنان، شمال فلسطين المحتلة، برفقة ضبّاط كبار في جيش الاحتلال، لإطلاعها على “النشاط الزائد” للمقاومة على الحدود والتهديدات الأمنية لإسرائيل.

وفي تلك الزيارة، وقع اشتباك كلامي بين قائد قوات الاحتلال في الشمال الجنرال أفيف كوخافي وقائد “اليونيفيل” الجنرال الإيرلندي مايكل بيري، الذي رفض اتهامات هالي وكوخافي بتغاضي قواته عن نشاطات المقاومة في الجنوب، مؤكّداً للدبلوماسية الأميركية أن الاتهامات الإسرائيلية عارية من الصّحة. وتتابع إسرائيل ضغطها على الدول الغربية وعلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن لتعديل صلاحيات “اليونيفيل”، وتحويلها إلى قوّة اشتباك تتدخّل متى يطلب الإسرائيليون منها ذلك لوقف “نشاطٍ ما” يرون فيه تهديداً لأمنهم من الأراضي اللبنانية. وبدا واضحاً، رهان إسرائيل على الإدارة الأميركية الجديدة لفرض إرادتها في مجلس الأمن، في وقت يعتبر فيه الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب أن قوات “اليونيفيل”، ما دامت لا تردع حزب الله عن تهديد إسرائيل، فإن وجودها لم يعد ضرورياً. واتضحت هذه المطالب في ما كتبه قبل أيام المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون في صحيفة “وول ستريت جورنال”، مشيراً إلى ثلاث حاجات تطلبها إسرائيل من تعديل مهمّة اليونيفيل. أوّلها رفع مستوى وجود هذه القوّات داخل قرى الجنوب، بما يتضمن قيامها بأعمال تفتيش ودهم داخل القرى، وثانيها تزويد مجلس الأمن بأي خروقات للقرار 1701 بشكل مستمر، وثالثها إصرار قوات اليونيفيل على تفتيش أي منشأة “تبعث على الشكّ” كمراكز بعض الجمعيات غير الحكومية التي تعمل في الجنوب، في إشارة إلى إحدى الجمعيات البيئية التي تهتم بالأحراج على الحدود مع فلسطين المحتلّة.

وزاد الطين بلّة، بالنسبة إلى العدو، القلق من اتفاق وقف التصعيد في الجنوب السوري الذي ترعاه روسيا. إذ تقوم إسرائيل منذ نحو شهرين بمحاولات ضغط لتعديل الاتفاق بما يضمن مصالحها بإبعاد الدولة السورية وحلفائها عن حدود الجولان المحتلّ، بذريعة وجود تهديد من حزب الله وقوات الحرس الثوري الإيراني، فيما المطلوب حقيقةً هو الحصول على منطقة عازلة تضمن لجماعة إسرائيل من المعارضين السوريين المتعاونين معها وبعض المنظمات المرتبطة بـ”القاعدة” الحفاظ على وجودهم هناك، وهو ما لم تقدّمه روسيا لإسرائيل، ولا تقبل به القيادة السورية أصلاً. ويمكن القول إن زيارة رئيس وزراء كيان العدوّ بنيامين نتنياهو لروسيا أمس ومحاولاته إقناع الرئيس فلاديمير بوتين بتعديل اتفاق الجنوب، تصبّ في الخانة نفسها، خصوصاً بعد عودة الوفد الأمني الإسرائيلي من أميركا خالي الوفاض.

إلّا أن الموقف الإسرائيلي المدعوم أميركياً، يواجه رفضاً أوروبياً قويّاً لأي تعديل في مهمة “اليونيفيل” التي يفترض تمديد عملها نهاية الشهر الجاري لستّة أشهر جديدة. وتقود فرنسا الرفض الأوروبي، وتدعمها ألمانيا وإسبانيا والسويد ودول أخرى تشارك في القوات الدولية في الجنوب.

وأكّدت مساعدة مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة آن غيغين، أمس، أن باريس تريد “إبقاء التفويض كما هو، أي كما حدده القرار 1701 الذي صدر عام 2006 لجهة احترام وقف الأعمال الحربية بين إسرائيل وتنظيم حزب الله”. وكان قد سبق لوزير الخارجية جبران باسيل، أن وجّه رسالة إلى نظرائه في الأمم المتحدة، مطالباً بإبقاء التفويض المعطى لـ”اليونيفيل” كما هو، وأشار بيان لوزارة الخارجية اللبنانية إلى أن الدول المعنية تعاطت بإيجابية مع الموقف اللبناني، ولا سيّما ردّ وزيرة خارجية السويد مارغو والستروم.

وقالت مصادر معنيّة لـ”الأخبار” إن موقف الحكومة اللبنانية والكتل السياسية هو “الرفض القاطع لأي تعديل في مهمّة اليونيفيل”، وهذا الموقف “نهائي مهما تعاظمت الضغوط الأميركية والإسرائيلية”. وقالت المصادر إن “الولايات المتحدة تدرك جيّداً صعوبة إمرار هذا القانون الذي يحظى برفض دولي، روسي وصيني، مضافاً إلى الرفض الأوروبي”.

واستبق الحديث عن تعديل مهمّة اليونيفيل في الجنوب، كلامٌ عن خفض مالي لهذه القوات، قد يؤثّر بعملها، مع ازدياد الضغط الأميركي لتخفيف الأعباء المالية عن عددٍ من برامج وقوات الأمم المتحدة العاملة في العالم. وعلمت “الأخبار” من مصادر دبلوماسية غربية، أن “خفض الكلفة لن ينعكس على قوات المشاة المنتشرة في الجنوب، والاتجاه هو لتخفيف الأعباء عن القوات البحرية، وربّما تُسحَب إحدى البوارج الحربية العاملة ضمن القوات الدولية مقابل الشاطئ اللبناني”. وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن اسمها إن “الأميركيين يعرفون أن هناك استحالة لتعديل مهمة قوات اليونيفيل”، وأن “الدول الأوروبية لن تضع جنودها في خطر المواجهة مع حزب الله الذي يملك تعاطفاً كبيراً من أهالي الجنوب، وبالتالي ما يفعله الأميركيون فقط هو إظهار التعاطف مع نتانياهو ومحاولة تهدئته ليس أكثر”.

كذلك لا تلقى دعوات بعض اللبنانيين إلى توسيع مهمّة “اليونيفيل” لتشمل الحدود اللبنانية ــ السورية، مثل تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، آذاناً صاغية في الأروقة الدولية. وإذا كانت غاية هؤلاء وضع وصاية دولية على الحدود اللبنانية ــ السورية بغية حصار المقاومة وإقامة فصل عسكري ـــ سياسي مع سوريا، فإن أولويات الدول المعنية بتوسيع مهمات “اليونيفيل”، لا تتلاقى مع مصالحهم، فضلاً عن العجز المالي الذي تعانيه الأمم المتّحدة، وحرص الدول الأوروبية على حماية جنودها والتزام القوات الدولية قراراتِ الأمم المتّحدة التي تلقى توافقاً من جميع الأطراف، بما يضمن أمن الجنود الأوروبيين وسلامتهم. على صعيد آخر، وفيما هدأت الجبهة ضد إرهابيي “داعش” من الجهة اللبنانية، في قرار اتخذته قيادة الجيش لفتح باب البحث في مصير العسكريين المختطفين، استمرت قوات الجيش السوري وحزب الله في عملياتها المكثّفة من الجهة السورية، محققة تقدماً كبيراً ضد التنظيم الإرهابي.

البناء: بعثات دبلوماسية استكشافية بين طهران والرياض… والسبهان والأنصاري في بيروت

نتنياهو يعود خائباً من لقاء بوتين وكوهين فشل مع ترامب… “إسرائيل” مع خطوطها الحمر

السيد نصرالله اليوم: من معارك الجرود والقلمون… إلى أوضاع المنطقة والقلق “الإسرائيلي”

كتبت “البناء”: تكشف موسكو المزيد من التفاؤل بقرب ضمّ إدلب لمناطق التهدئة مع اللقاءات العسكرية التركية الروسية، وتكشف “إسرائيل” عن المزيد من القلق بعد اللقاءات “الإسرائيلية” الأميركية و”الإسرائيلية” الروسية، وتبشّر طهران بالمزيد من التطبيع للعلاقات مع الدول الفاعلة في حرب إسقاط سورية التي باعدت بينها وبين هذه الدول. فبعد التعاون التركي الإيراني تحت عنوان مواجهة عدوى خطر الانفصال الكردي، تبادل للبعثات الدبلوماسية الاستكشافية بعد عيد الأضحى لتفقد السفارات والقنصليات، تمهيداً لإعادة فتحها، بينما بيروت تستقبل وزير الدولة السعودي ثامر السبهان ومساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري في زيارتين منفصلتين بروتوكوليتين، لم يتضح للبنانيين وجود موضوع محدّد لهما.

لبنان المعني بكلّ هذه التطورات والواقف على خطوط تماسها، منخرط بقوة وراء جيشه في حرب تحرير الجرود ويتابع عن كثب منجزات الجيش السوري والمقاومة في حرب القلمون، وقد بدا أنّ الأمر لن يُحسَم بساعات وأنّ الذين يخوضون المعركة من طرفي الجبهة ويحكمون الخناق على رقاب مسلحي داعش لا يضعون في حسابهم الوقت اللازم لإنهاء المعركة، تحت ضغط الحاجة لنصر سريع، كما سبق وقال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، فهذا الضغط يزيد الأكلاف، ويجب أن يترك للقيادات المعنية في ميادين القتال التصرّف بما تتطلبه ضرورات المعركة، وتفاصيل وسياقات المعركة وآفاقها ومندرجاتها ضمن التطورات العامة في المنطقة من لبنان إلى سورية والعراق واليمن، وخصوصاً القلق “الإسرائيلي” أمام متغيّرات المنطقة ستكون اليوم موضوع إطلالة مسائية للسيد نصرالله.

القلق “الإسرائيلي” بعد خيبات اللقاءات التي أجراها بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال في موسكو وتوّجها بلقاء الرئيس فلاديمير بوتين ومعه رئيس الموساد يوسي كوهين العائد من واشنطن، والمتداول في الإعلام “الإسرائيلي” مجمع فيه على عدم تلقي “إسرائيل” ما يطمئن مخاوفها من تعاظم قوة حزب الله وعلاقته بسورية، وحاصل مشاركته في حرب الدفاع عنها، وحاصل اقتراب سورية من قيامتها وتعافيها بثوابتها ورئيسها وجيشها وخيارها المقاوم، فلا واشنطن المهتمة بـ”إسرائيل” ومخاوفها قادرة على جعل أولويتها في سورية هواجس “إسرائيل”، بعدما بلغت رهاناتها الطريق المسدود ووجدت نفسها، كما في سابقة التوقيع على التفاهم النووي مضطرة لسلوك الخيار المرّ الذي تتضمّنه تسويات لا تضمن مكاسب، لكنها تحدّ من الخسائر، ويصير سقف ما يسمعه “الإسرائيليون” هو النصيحة بالذهاب إلى موسكو فقد يكون لديها ما يفيد، وفي موسكو ليس من سبب يجعل روسيا تعرّض علاقاتها بإيران وسورية وحزب الله للاهتزاز كرمى لعيون “إسرائيل”، بل النصح بالتأقلم مع المتغيّرات من جهة، وبتسريع الخروج من الملعب السوري، من جهة أخرى، باعتبار الدولة السورية القوية الخيار الأمثل قانونياً لضمان الأمن عبر الحدود.

الانتصارات على داعش والنصرة، والقلق “الإسرائيلي”، وتبدّل الموازين الإقليمية، مكوّنات المشهد الذي سينتظر المراقبون قراءة السيد نصرالله لتفاصيله، من موقعه كقائد للمقاومات العربية، بعدما صارت مساحة قوى المقاومة الممتدّة من لبنان إلى فلسطين وسورية والعراق واليمن، تتعامل معه كقائد لهذه المقاومة الشعبية الشريك لحكومات محور المقاومة في رسم مشهد المنطقة الجديد.

في ربع الساعة الأخير قبل نهاية معركة تحرير الحدود اللبنانية السورية في القاع ورأس بعلبك والقلمون الغربي من احتلال تنظيم “داعش” الذي استمر أربع سنوات، ومع الإنجازات الميدانية السريعة للجيش اللبناني من الجانب اللبناني وللجيش السوري والمقاومة من الجهة السورية، يُطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله مساء اليوم.

مصادر مطلعة وضعت إطلالة السيد نصرالله في السياق التتابعي لإطلالات الأمين العام ربطاً بإدارة معركة الجرود، وأشارت لـ “البناء” الى أن “هذا الحضور التتابعي المؤثر للسيد نصرالله هدفه الاستمرار في وضع المعركة ونتائجها في السياق الذي يفترض أن تكون فيه. وكما أطل في اللحظات الأخيرة للحرب مع جبهة النصرة في جرود عرسال، يُطل اليوم في الأيام الأخيرة للمعركة مع داعش والساعات الأخيرة ما قبل نضوج نهايتها بالمعنى العسكري أو قبل أيّ تطور قد يترتب على نهاية غير عسكرية، مع العلم بأن تاريخ داعش الثقافي والفكري والعسكري وعبر امتداد ساحات القتال في العراق أو سورية لم يشهد أن خرج من معركة بطريقة انسحابية استسلامية وتفاوضية”، لكن بارقة الأمل بحسب مصادر وقد تكون ضئيلة، “مرتبطة بموقف الجزء الأكبر من المبايعين لداعش والذين هم من القصير وريف حمص الغربي والقلمون وريف دمشق الغربي ما قد يفتح الباب أمام أفق تفاوضي لم تتضح معالمه حتى الساعة”.

ويتطرق السيد نصرالله الى “المشهد السياسي المحلي المرافق للمعركة ودور الجيش فيها والتلاحم الميداني بين الجيش والمقاومة من جهة وبين المقاومة والجيشين اللبناني والسوري من جهة ثانية، لقطع دابر أي فتنة أو تفرقة بين الجيش والمقاومة، كما يُجري السيد نصرالله مقاربة مختصرة للمستجدات في المنطقة لا سيما في سورية والعراق مع تقدّم الجيشين السوري والعراقي والحلفاء على جبهات عدة لتحريرها من الإرهاب”، كما سيؤكد أن “ما نشهده في ساحات القتال من انهيارات للإرهابيين يؤكد أن نهاية تنظيم “داعش” الذي راهن عليه الغرب وبعض الدول العربية والإقليمية لرسم خريطة جديدة للمنطقة، باتت وشيكة جداً”.

معارك الجرود في يومها الخامس

وفي تطورات الميدان، يواصل الجيش اللبناني من جهة، والمقاومة والجيش العربي السوري من جهة ثانية، المعركة ضد تنظيم “داعش”.

وأعلنت قيادة الجيش في بيان، أن وحدات الجيش باشرت “اعتباراً من فجر اليوم، تنفيذ عملية إعادة تمركز وانتشار في كامل البقعة التي حررتها من تنظيم “داعش” الإرهابي خلال الأيام الماضية، وتواصل استعداداتها الميدانية تمهيداً للقيام بالمرحلة الرابعة من عملية “فجر الجرود”، فيما تقوم الفرق المختصة في فوج الهندسة باستحداث طرقات جديدة وأعمال تفتيش بحثاً عن الألغام والعبوات والأفخاخ لمعالجتها فوراً”. وأشارت القيادة إلى “عدم وجود أي وقف لإطلاق النار ضد المجموعات الإرهابية حتى دحرها بصورة نهائية”.

وحول قضية العسكريين المخطوفين لدى داعش أوضح مصدر عسكري لـ “البناء”، “أن انطلاق عمليات الجيش اللبناني ـ فجر الجرود ـ حدّدت مسار التفاوض بشأن العسكريين”، لافتاً، أن اعتقال بعض رموز داعش وما أفصحوه بشأن العسكريين كانت “مراوغة” بهدف التضليل وتشتيت عمل الجيش في الميدان”، وأشارت إلى “إصرار قيادة الجيش على ربط أي عملية تفاوض بمعلومات عن العسكريين المخطوفين”. غير أن مصادر متابعة أوضحت لـ “البناء”، “أن ما تبقى في الحلقة الضيقة من رموز داعش يملكون كامل المعلومات والتفاصيل بشأن العسكريين”.

ونعت قيادة الجيش الرقيب أول وليد محمود فريج الذي استشهد صباح اليوم أمس متأثراً بجروح كان قد أصيب بها في جرود رأس بعلبك، خلال قيامه بتفكيك لغم أرضي.

وفي خامس أيام معركة “وإنْ عُدتم عُدنا”، سيطر الجيش السوري ومجاهدو المقاومة على “مرتفع قرنة شعبة البحصة”، في جرود الجراجير، في المحور الجنوبي وعلى “قبع إسماعيل”، و “شعبة حرفوش” في جرود البريج، في المحور الشرقي، إثر الاشتباكات الدائرة ضد التنظيم الارهابي.

وأكد مصدر ميداني لـ “البناء”، “أن عناصر المقاومة يقومون بتثبيت مواقعهم في تلال البحصات في جرود قارة، فيما بدأ مسلحو داعش بإجراء اتصالات مع قيادة المقاومة لتسليم أنفسهم غداً حيث يُقدّر عددهم بـ 90 مسلحاً”.

وفي إطار متابعة العملية العسكرية للجيش، زار رئيس الحكومة سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزيف عون على متن طوافة عسكرية فوج الحدود البري في ثكنة رأس بعلبك، ومنها انتقلا لتفقد خطوط الجبهة العسكرية الأمامية في الجرود وزارا منطقة الكاف، وهي أعلى التلال الاستراتيجية التي كان يتحصّن بها “داعش” قبل دحره منها.

الديار: الحسم ينتظر المفاوضات وداعش محاصر

كتبت “الديار” : أنهى بالأمس الجيش اللبناني المرحلة الثالثة من معركة “فجر الجرود” ودخل في تثبيت الانجازات وتحصين المواقع المحررة، وفتح طرقات جديدة داخل الجرود، وتطهير المناطق المحررة من الافخاخ والالغام.

وحسب المعلومات العسكرية فإن الجيش بات يقف على حدود المنطقة الجردية المعروفة “بمرطبيا” في وضع دفاعي بعد ورود معلومات استخباراتية عن تحضير تنظيم “داعش” لهجوم معاكس، كما ان تضاريس المنطقة وجغرافيتها تحتم على الجيش التريث في الهجوم، ريثما تتكون صورة اوضح للمعركة الآتية وتتبلور الخطط اللازمة لها.

غير ان معلومات مؤكدة للديار، اشارت الى حصول مفاوضات مع تنظيم “داعش” من جانب القوات المقاتلة في الجانب السوري قد تفضي الى خروج مسلحي مرطبيا الى مناطق وجود “داعش” في الاراضي السورية، الا ان الشروط والبنود التي يتم التفاوض عليها لم تكشف حى الآن.

وهذه المعطيات قد تكون احد الاسباب الاساسية في تأخير حسم الجيش المعركة ومهاجمته “داعش” في آخر معاقله في لبنان، بالطبع دون اغفال عوامل سلبية كجغرافية الارض وصعوبة تضاريسها، اذ ان مسلحي داعش يتمركزون على تلال مرتفعة تشرف على الممر الذي على الجيش استعماله لبلوغ اهدافه العسكرية، ما يعطي الارهابيين القدرة على تعطيل حركة الجيش وتكبيده خسائر بشرية. ففي سياق متصل، رأت مصادر ميدانية مطلعة ان المعطيات الميدانية تفرض على قيادة عمليات الجبهة التروي، اذ ان الطبيعة الجـغرافية في تلك المنطـقة تتطـلب تعاملا من نوع خاص، ذلك ان على القوى المهاجمة التقدم من اسفل الى اعلى، مع سيطرة المسلحين على اعلى تلتين في تلك المنطقة، الاولى، تلة حليمة قارة لجهة معبر الزمراني من جهة عرسال، والثانية تـلة حليمة القبو من الجهة اليسرى الى الجانب السوري. وعليه، فان نجاح اي عمـلية في تلك الرقعة لن يكتب لها النـجاح قبل ان يحـكم حـزب الله والقوات السورية سيطرتهما على الجزء السوري من المنطقة، والا ستكون الكلفة البشرية على الجيش اللبناني مرتفعة جداً.

معركة جبل الكف

وافاد مصدر عسكري للـ “الديار” ان خطة الجيش فاجأت مسلحي داعش في جبل الكف الحصين والذي يؤمن الحماية له جرف صخري شاهق، حيث نجحت وحدات الهندسة في شق طريق عبر هذا الجرف سمح للدبابات والملالات والاليات الهندسية بالوصول الى قمة الجبل.

كما عمد الجيش اول من امس الى تدعيم المواقع التي ستنتشر فيها قوى ثابتة له في الجرود وتأمين المسالك لها واستمر فوج الهندسة في تفكيك الالغام والعبوات المزروعة الناسفة. الى ذلك، اعادت عمليات الجبهة تموضع بعض الوحدات، اذ عمدت الى سحب مجموعات من قوات النخبة الى الخطوط الخلفية.

من جهته، ارتكزت استراتيجية داعش في تلك المنطقة على استخدام اسلوب القتال التأخيري، عبر نشر رشاشات ثقيلة ومتوسطة في مواقع محصنة يعمد المسلحون الى الانتقال فيما بينها على دراجات نارية بسلاحهم الفردي للرماية باتجاه قوى الجيش قبل ان ينسحبوا الى موقع آخر.

غير ان عناصر داعش المقدرة بـ250 مسلحاً والتي تمركزت في منطقة جبل الكف، تمكنت من الانسحاب باتجاه الداخل السوري ومنها الى مرطبيا اللبنانية.

تحرك حزب الله والجيش السوري

ومن الجانب السوري، نفذ الطيران السوري غارات استهدفت تجمعات وتحصينات ونقاط انتشار مسلحي داعش في مرتفع حليمة قارة والقريص ومعبري مرطبيا والروميات في جرود القلمون الغربي.

كما استهدف مقاتلو المقاومة بالقصف المدفعي والصاروخي تجمعات ونقاط انتشار مسلحي داعش في المناطق التي يتحصنون فيها.

وفجر مقاتلو المقاومة أحد المقرات القيادية الخاصة بأمير “داعش” في القلمون الغربي موفق الجربان (أبو السوس)، في منطقة الحمايم، وتحديدا في “جب خولة”، جنوب معبر سن فيخا.

وقد عمد إرهابيو التنظيم لحظة فرارهم من هناك إلى تفخيخ المقر، إلا أن عناصر المقاومة سارعوا إلى تفجيره لحظة الوصول إليه، والكشف عن محتوياته.

علما ان معبر ميرا الذي سيطر عليه المقاومون يبدأ من بلدة قارة السورية مروراً بجرودها، وجنوب سن فيخا، وحرف بلوسة، وشمال “مرتفع حليمة قارة”، وصولاً إلى وادي حميد في جرود عرسال اللبنانية.

النهار: الحسم على مشارف المواجهة الأخيرة

كتبت “النهار”: أضفت الجولة الميدانية التي قام بها أمس رئيس الوزراء سعد الحريري على محاور جبهة جرود رأس بعلبك والقاع المحررة ومعاينة البقعة الاخيرة التي يتمركز فيها مسلحو “داعش” ويستعد الجيش لحسمها، بعداً بارزاً على المرحلة الاخيرة من المعركة اذ ابرزت ذروة الدعم الحكومي للجيش في مهمته وهو الامر الذي شاء الحريري تظهيره بقوة. ذلك ان زيارته جاءت في اليوم الخامس من عملية “فجر الجرود” ووقت كانت الاجراءات العسكرية تتركز على اعادة انتشار عسكرية ميدانية تهيئ لانجاز المرحلة الحاسمة النهائية من تحرير بقعة تبلغ مساحتها نحو 20 كيلومتراً مربعاً يتحصن فيها مسلحو “داعش”.

وجال الحريري وقائد الجيش العماد جوزف عون على ثكنة رأس بعلبك ومحاور الجرود انتهاء بعرسال. وأكد من رأس بعلبك ان “كل الحكومة تقف خلف الجيش البطل الذي يقوم بمهمة صعبة”. ووصف المعركة الجارية بأنها “معركة وطنية باعلى مستوى ولدينا شهداء سقطوا ورووا بدمائهم الارض لحماية البلد ليعيش اللبناني بحرية واستقرار وأمن”. وقال: “هذا الجيش يرفع رأسنا ونحن نريد له ان يقوى والحكومة ستستثمر فيه لاننا نريد الدولة وحدها ان تقوم بالمهمات الامنية وسنكمل المشوار”. وحرص على شكر قائد الجيش “الذي وعد ووفى لهذا البلد”.

المستقبل: جال في الجرود مؤكداً دور الدولة في حماية الحدود.. وزار عرسال منوّهاً بتضحياتها ومتعهداً تلبية احتياجاتها.. الحريري على “الجبهة”: الجيش وحده في المعركة وسينتصر

كتبت “السمتقبل”: مثلما وعدناك وفينا”.. عبارة استقبل بها قائد الجيش العماد جوزف عون رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في رأس بعلبك توكيداً على أنّ الرهان على الجيش اللبناني في تحرير الأرض لا يخيب، وأنّ “الضوء الأخضر” الذي منحته حكومة “استعادة الثقة” للمؤسسة العسكرية لدحر الإرهابيين عن الجرود اللبنانية كان في محله ولاقى ترجماته العملانية تحريراً وتطهيراً للمنطقة الجردية من الوجود الإرهابي. ومن ثكنة فوج الحدود البرية بدأ الحريري جولته الميدانية على الجبهة بدءاً من غرفة العمليات العسكرية وصولاً إلى المواقع والخطوط الأمامية حيث تفقد سير التطورات على أرض المعركة وعاين محاور القتال والمناطق المحرّرة من “داعش”، ليعبّر بفخر واعتزاز عن تقديره الكبير لتضحيات وإنجازات العسكريين في الميدان، قاطعاً كل خيوط التشكيك والتشويش على عملية “فجر الجرود” بيقين وطني أكيد: “الجيش اللبناني هو وحده من يقوم بهذه المعركة وسينتصر فيها وسنرى العلم اللبناني مرفوعاً على كل الحدود”.

الجمهورية: بدأ العدّ التنازلي للإنتصار… وحضور سعودي مُتجدِّد في لبنان

كتبت “الجمهورية” : دخلت “فجر الجرود” في جرود رأس بعلبك والقاع مرحلة العدّ التنازلي إلى أن يقول الميدان العسكري كلمتَه ويعلن انتصارَ الجيش اللبناني على “داعش”، وهو أمرٌ يَلقى تقديراً مِن المجتمع الدولي، وآخرُه ما عبّر عنه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الذي نوّه بإنجازات القوات المسلحة اللبنانية في محاربة “النصرة” و”داعش”. بالتوازي، لفتَ التزامنُ بين زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين جابر الأنصاري إلى بيروت، مع زيارة وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان، لإجراء محادثات ليومين مع مسؤولين لبنانيين. ورَبطت مصادر سياسية الزيارتين بالتحوّلات والتغييرات في المنطقة.

باتَ انتصار الجيش قابَ قوسين أو أدنى من أن يصبح حقيقةً تُشكّل انعطافةً أساسية تَطوي صفحة القلق من الإرهاب، وتفتح على صفحة جديدة تضع السلطة السياسية أمام اختبار تحصين الانتصار وترجمتِه لاستئصالِ الخلايا الإرهابية في الداخل، ووضعِ مصالح اللبنانيين فوق الأنانيات والمزايدات. وهنا يَكمن الاختبار الأساس للحكومة.

وكشفَت مصادر عملانية لـ”الجمهورية” أنّ الجيش بلغ في تقدّمِه عدداً من النقاط الحدودية مع سوريا باستثناء المنطقة المحيطة بوادي مرطبيا التي يتجمّع فيها مسلّحو “داعش” من غير الذين فرّوا إلى داخل سوريا عبر معابر قديمة كانوا يستخدمونها في انتقالهم بين أراضي البلدين.

وقالت “إنّ قوى الجيش التي بلغت الحدود لم ترصد بعد أو تلتقِ بأيّ من عناصر الجيش السوري أو غيره. والجيش سيتوقف عند الحدود ولن يتقدّم شبراً في الاراضي السورية”.

ونبَّهت “من محاولات البعض الإساءةَ الى صورةِ الجيش وهيبته وطريقة تعاطيه مع المسلحين ومحاولات الزجّ به في مهامّ لم يقم بها، واستخدام آلياتِه في صورٍ تتحدّث عن أحداث سابقة لن تمسّ من هيبته ومعنوياته لكنّها في الوقت ذاته تعبّر عن نفسها بطريقة غير سليمة”.

وأكّدت مصادر عسكرية لـ”الجمهورية” أنّ المرحلة الرابعة من معركة فجر الجرود هي الأخطر، حيث تشمل تحريرَ 20 كيلومتراً مربّعاً من المتوقّع أن يكون عدد من الإرهابيين لجَأوا إليها، أو أن يكونوا قد فرّوا إلى سوريا، فكلّ الاحتمالات مفتوحة، والقيادة العسكرية تضع كلّ الخطط للتعامل مع المرحلة الرابعة”.

وشدَّدت على أن “لا إمكانية لأن يكون عناصر “داعش” قد هربوا إلى مخيمات النازحين في عرسال بعد اندلاع المعارك، لأنّ الجيش حاصَرهم ومنعَ أيَّ تسلّل، وكان يستهدف تحرّكاتهم، ووجودُهم كان يقتصر على جرود القاع ورأس بعلبك، فيما كانت “النصرة” تتمركز في جرود عرسال”.

وأكّدت استمرارَ برامج التسليح من دول عدة للجيش، وقالت إنّ الأميركيين والبريطانيين “كفّوا ووفّوا”، وهم يقفون الى جانبه في حربه ضدّ الإرهاب فعلاً لا قولاً”.

وزار رئيس الحكومة سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزف عون جرود القاع ورأس بعلبك، واستمعَ الى شرحٍ مفصّل لسير العمليات العسكرية وإلى كيفية استخدام الجيش أسلحةً جديدة متطوّرة للمرّة الاولى في المعارك، خصوصاً المتعلقة باستخدام اللايزر الموجّه للمرابض المدفعية الثقيلة، والتي أدّت إلى إصابات مباشرة في الأهداف العسكرية، ما أدّى إلى عدد كبير من القتلى.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى