واشنطن بوست: إدارة ترامب متواطئة في أزمة اليمن
أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى تحالف غير مسبوق من ثماني منظمات إغاثة أميركية كبيرة خاصة، تشكل الشهر الماضي لتوعية الشعب الأميركي بأسوأ أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، حيث يوشك عشرون مليون إنسان على الموت جوعا في أربع بلدان، بما في ذلك ملايين الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد وفقا لتقارير الأمم المتحدة .
ورأت الصحيفة أن السبب في ذلك واضح إلى حد ما، إنه “سيرك ترمب المستمر” الذي يمتص الكثير من الأكسجين في وسائل الإعلام، لدرجة أن القضايا الملحّة الأخرى -مثل الملايين المتضورين جوعا- تختنق.
وقد حاولت الأمم المتحدة لفت الانتباه إلى أزمة المجاعة الوشيكة في اليمن والصومال وجنوب السودان ونيجيريا في مارس/آذار، والآن بعد نحو ستة أشهر لم يمكن جمع إلا 54% فقط من 4.9 مليارات دولار لازمة لمنع الكارثة.
وذكرت الصحيفة أن الوضع في اليمن هو الأشد بؤسا، إذ يواجه نحو سبعة ملايين شخص خطر الجوع، وهناك نصف مليون طفل يعانون بالفعل من سوء التغذية، كما أن وباء الكوليرا يجتاح البلاد، حيث تم تسجيل نصف مليون حالة ونحو ألفي وفاة في أقل من أربعة أشهر.
وقد وفر برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة الشهر الماضي الغذاء لستة ملايين شخص في اليمن، إلا أن نصفهم فقط حصلوا على الحصة الكاملة التي يحتاجونها. ويقول المدير التنفيذي للبرنامج إن “الظروف على أرض الواقع لا تتحسن، بل تتضاعف وتزداد سوءا، ولا يمكننا اختراق كل الضوضاء في وسائل الإعلام“.
وقالت الصحيفة إن أسوأ ما في هذا الوضع ليس عدم الاهتمام، أو حتى غياب التمويل الكافي للإغاثة، ولكن المأساة الحقيقية هي أن كل الجوع -على الرغم من الجفاف المتفاقم في القرن الأفريقي- إنما هو من صنع الإنسان.
وهنا تقع المسؤولية الحقيقية على الرئيس ترمب أيضا، لأن حاجته المرضية إلى تركيز الانتباه على نفسه هي التي خلقت الدوامة التي يختفي فيها الخطاب العام حول مثل هذه القضايا الحيوية.
وأضافت أن إثم ترمب الأكبر هو “علاقته الغرامية” مع النظامين المستبدين في السعودية والإمارات، المسؤولتين بشكل كبير عن خلق وديمومة أزمة الغذاء والكوليرا في اليمن.