شؤون عربية

هآرتس: عباس يسعى لاستئناف التنسيق الأمني مع اسرائيل

 

 

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائه مع وفد من حزب ميرتس الإسرائيلي المعارض، في رام الله، أمس الأحد، إنه يسعى لاستئناف التنسيق الأمني مع إسرائيل، لكن إسرائيل لم ترد على توجهه بهذا الخصوص، وأنه سيواصل تقليص تحويل الميزانيات إلى قطاع غزة .

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، بينها صحيفة “هآرتس” والقناة التلفزيونية الثانية، عن مشاركين في وفد ميرتس الذي زار رام الله، قولهم إن عباس طرح مسألة تجميد السلطة الفلسطينية للتنسيق الأمني مع إسرائيل في أعقاب الأحداث في الحرم القدسي، الشهر الماضي، وقال إن السلطة الفلسطينية توجهت إلى إسرائيل، مؤخرا، واقترحت محاولة العودة إلى التنسيق الأمني، وأنه حتى الآن لم ترد إسرائيل على اقتراحه، الأمر الذي منع حدوث تقدم نحو تسوية العلاقات الأمنية بين الجانبين.

وأضاف عباس أنه على الرغم من تجميد التنسيق الأمني مع إسرائيل، إلا أنه أوعز إلى أجهزة الأمن الفلسطينية بزيادة مراقبة جهات فلسطينية يمكن أن تنفذ عمليات في الحرم القدسي، لمنع حدوث توتر مرة أخرى ويحول الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني إلى صراع ديني.

وتابع عباس أن أجهزة الأمن الفلسطينية تطلع الإدارة الأميركية على كافة الخطوات التي تنفذها في منع عمليات.

وبحسب وفد ميرتس، قال عباس أيضا إن المسؤولين “في جهاز الأمن الإسرائيلي يقولون دائما إن أبو مازن هو شريك، وذلك خلافا لما يقوله رئيس الحكومة الإسرائيلية (بنيامين نتنياهو). ونحن نعمل مع جهاز الأمن الإسرائيلي أكثر مما نعمل مع الحكومة الإسرائيلية“.

تعاني مستشفيات القطاع من نفاد 191 صنفا من الأدوية ضمن القائمة الأساسية التي تقدر بـ516 صنفا تمثل 40% من حجم الأدوية، وتعاني من نقص 291 صنفا من المستهلكات الطبية وهو ما يمثل 36% من القائمة الأساسية التي تقدر بـ856 صنفا.

وشارك في وفد ميرتس كل من رئيسة الحزبن عضو الكنيست زهافا غلئون، وعضو الكنيست عيساوي فريج وسكرتير الحزب، موسي راز والسفير الإسرائيلي السابق إيلان بروخ. وعبرت غلئون خلال اللقاء مع عباس عن قلقها من الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة، ومن تزايد تدهور هذا الوضع في أعقاب قرار السلطة الفلسطينية في رام الله تقليص تحويل ميزانيات إلى القطاع من أجل تسديد تكلفة تزيده بالكهرباء، مشيرة إلى هذه الممارسات هي “عقاب لسكان غزة بواسطة قطع الكهرباء” وأن “هذه خطوة غير صحيحة وغير شرعية في الوقت الحالي”، ودعت إلى “إيجاد طرق أخرى من أجل تفكيك قوة حماس من دون المس بالمدنيين“.

لكن عباس بدا مصرا على ممارسات السلطة الفلسطينية، وقال إنه طالما أن حماس لا تفكك الحكومة المستقلة التي شكلتها في غزة، فإن السلطة الفلسطينية ستواصل تقليص الأموال التي تحولها إلى القطاع. واعتبر “أننا ننظر إلى ممارسات حماس على أنها محاولة للفصل بين الضفة الغربية والقطاع، وهذه خطوة تعبر عن انعدام ثقة سياسي بالقيادة الفلسطينية أكثر من كونها خطوة أخلاقية أو سياسية“.

وكرر عباس موقفه من الأقلية الفلسطينية في مناطق ال48، وقال إنه يريد أن يشعر السكان العرب في إسرائيل بأنهم جزء من المجتمع الإسرائيلي وأن يكونوا شركاء في ألم المجتمع الإسرائيلي.

في موضوع آخر، قال عباس إنه لا يفهم أداء إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وأردف أنه خلال لقاءاته مع مبعوثي ترامب، في الأشهر الأخيرة، أبلغوه بأنهم يؤيدون حل الدولتين ووقف البناء في المستوطنات، لكنهم يرفضون قول ذلك علنا ووضع هذا الموقف كمطلب من نتنياهو. وقال إنه التقى مع مبعوثي ترامب أكثر من عشرين مرة.

وتابع عباس أنه لا يعرف إلى أي مدى يدل أداء إدارة ترامب على نتائج زيارة وفد أميركي لإسرائيل والضفة الغربية، برئاسة مستشار الرئيس الأميركي وصهره، جارد كوشنير، التي ستبدأ يوم الخميس المقبل. وقال إنه يعتزم المطالبة مرة أخرى من كوشنير بأن يعبر البيت الأبيض عن التزامه بحل الدولتين ويطالب بوقف البناء في المستوطنات.

وقال عباس إنه “لا أستطيع فهم كيف يتصرفون معنا. وداخل بلادها تتصرف الإدارة بصورة فوضوية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى