شؤون دولية

صحف بريطانية: ثلاثة دروس قاسية لهجمات برشلونة

ركزت جل الصحف البريطانية اهتمامها اليوم على حادث دعس السائحين الذي وقع في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة في مدينة برشلونة الإسبانية وقتل فيه 13 شخصا وأصيب العشرات .

فقد وصفت صحيفة غارديان الحادث بالهجوم الإرهابي وقالت إنه يؤكد على ثلاثة دروس قاسية استفادت منها أجهزة الأمن وعامة الجمهور خلال الأشهر والسنوات الأخيرة.

الأول أن استخدام المركبات كأسلحة هو الآن نهج ثابت للمتطرفين، وهو واحد من نحو 12 نهجا استخدم خلال العقدين الماضيين ينبغي اعتباره جزءا معتادا من الترسانة الإرهابية. ومثال ذلك ما وقع من هجمات مماثلة على مدى 13 شهرا في فرنسا وألمانيا والسويد وبريطانيا.

والدرس الثاني هو أنه لا يوجد الآن تمييز يذكر في الاستهداف، وهذا يعني أن السياح كثيرا ما يكونون في المرمى، والشواهد على ذلك كثيرة ومنتشرة كما حدث في ملهى بمانشستر في بريطانيا وعلى أحد شواطئ تونس وقبلها في الأقصر بمصر.

والدرس الثالث هو أن المراقبة الشرطية الجيدة يمكن أن تحافظ على السلامة والأمن لفترة طويلة.

ومن جانبها، أشارت صحيفة إندبندنت إلى أن هجوم برشلونة هو الأحدث في سلسلة الفظاعات الإرهابية في أوروبا باستخدام السيارات لقتل المشاة في أكبر مدن القارة.

وقالت الصحيفة إن كل الهجمات، بما فيها هجوم برشلونة، اتبعت التعليمات المتطورة الصادرة عن تنظيم الدولة عبر آلته الدعائية الإلكترونية عن كيفية ارتكاب المذابح باستخدام السيارات بأنواعها، فضلا عن تعليمات باستخدام أساليب الطعن والتفجيرات وأخذ الرهائن.

وأضافت أن التنظيم كثف دعواته إلى أنصاره لشن هجمات في بلدانهم الأصلية في الغرب مع فقدانه لأراضيه في سوريا والعراق وبسبب الحملات الأمنية التي حالت دون وصوله إلى مقر خلافته المزعومة.

وفي سياق متصل، قالت صحيفة تايمز إن الدروس المستفادة من سنوات حركة إيتا الانفصالية الإسبانية علمت إسبانيا الاستعداد للهجمات “الجهادية“.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسبانيا نجت من المجازر التي عانت منها مؤخرا الدول المجاورة بفضل جهازها الأمني الكبير والفعال والتكامل الجيد للمهاجرين المسلمين الذين كان لهم دور بارز في إحباط المؤامرات، التي كان بعضها على وشك الوقوع.

وأردفت الصحيفة أن آخر تورط لإسبانيا في الإرهاب كان خلال العقود الأربعة الأخيرة من القرن العشرين عندما قتلت جماعة إيتا الانفصالية 800 شخص. وأضافت أنه حتى يوم أمس لم يحدث أي “هجوم” على الأراضي الإسبانية منذ مارس/آذار 2004 عندما قتلت هجمات بالقنابل على أربعة قطارات في مدريد 191 شخصا وأصابت 1800 آخرين.

ومنذ ذلك الحين كثفت إسبانيا جهودها لبناء واحدة من أكثر عمليات الشرطة والمخابرات المكثفة ضد “الجهاديين” في القارة الأوروبية، حيث يقوم أكثر من 3000 ضابط من قوات الأمن وأجهزة الاستخبارات والادعاء العام والقضاة والمحللين بتعقب التهديدات المحتملة، وسيجري تجنيد 600 آخرين بحلول عام 2020 للتركيز على “الجهاديين” فقط.

ومع ذلك كان المسؤولون الإسبان يبدون قلقهم بأن الإرهابيين يمكن أن يتحولوا إلى الأهداف “الناعمة” باستخدام وسائل يسهل الوصول إليها مثل المركبات أو السكاكين نظرا لفعالية الدولة الكبيرة في إحباط العمليات الأكثر تعقيدا.

وأشارت الصحيفة إلى أن التهديد الإرهابي يعتبر أعلى مستوى له في مدريد وبرشلونة وسبتة ومليلة التي تعد موطنا لمعظم مقاتلي تنظيم الدولة. ووفقا لمركز أبحاث بيو، فإن 2.1% من السكان الإسبان مسلمون مقابل 4.8% في بريطانيا و5.8% في ألمانيا و7.5% في فرنسا.

وختمت الصحيفة بما قاله أحد محللي الاستخبارات إن ندرة الهجمات الإرهابية في إسبانيا نظرا لعدم وجود أحياء خاصة بالمسلمين كما في أحياء اليهود المعروفة بالغيتو في فرنسا، كما أن اندماج المسلمين في إسبانيا أكبر والتطرف فيها ليس بهذا الحجم الكبير المشاهد في أماكن أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى