كنز لبنان الحقيقي
غالب قنديل
ما ينعم به اللبنانيون من أمان واستقرار هو نتيجة الردع المستمر والدائم للعربدة الصهيونية بعدما قامت في لبنان مقاومة استطاعت طرد المحتل الصهيوني دون قيد أو شرط ﻷول مرة في التاريخ العربي المعاصر وقد تشكلت منظومة القوة اللبنانية في التحرير والدفاع بتلاحم هذه المقاومة والجيش الوطني وبفضل الدعم السوري اﻹيراني.
ترسخت قوة لبنان نتيجة نهج المقاومة الوطني التوحيدي والمتسامي على العصبيات والذي يهتم بالقضايا الرئيسية والمصيرية مترفعا على مفردات اﻹثارة والتحريض والنكاية التي تحركها ارتباطات خارجية معروفة ومكشوفة.
غير آبهين باللعبة المحلية وزواريبها اشتغل المقاومون ليل نهار دون كلل لتطوير قدراتهم وإمكاناتهم في وجه التهديدات الوجودية لوطنهم ولشعبهم وقدموا التضحيات دون تردد.
هذه العبرة الوطنية الحية التي أكدها نصر تموز العظيم الذي لم يسكر صانعوه اﻷبطال بل هم ثابروا وسط الجحود والحملات الظالمة والمتجنية والتنكر لمنجزاتهم التي انتزعت اعترافات متلاحقة من العدو المذعور خلف الجدران.
عندما ابتدع الحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي بقيادة اﻹمبراطورية اﻷميركية ادوات جديدة لتعويض عجز الكيان الصهيوني المردوع بادر المقاومون بكل الجسارة واﻹقدام وثبتوا معادلة القوة وقدموا النموذج المتفوق في المعركة للتخلص من تهديد اﻹرهاب التكفيري وتفكيك شبكاته امام شعبهم في لبنان وبالتلاحم الوثيق مع أشقائهم في سورية والعراق.
هذه القوة اللبنانية الشعبية الفذة المحتضنة وطنيا هي التي تمنع الكيان الصهيوني من شن حرب مدمرة توعد بها وانكفأ مذعورا بعدما أشهر قائد المقاومة معادﻻت الردع وطورها في مطاردة العربدة الصهيونية.
انها القوة تحمي الشعوب واﻷوطان وتردع الغطرسة هكذا تقول التجارب عبر التاريخ وتؤكد التجارب الراهنة هذه السنة الثابتة فلوﻻ القوة لما رحل الصهاينة ولما منعوا من مواصلة العدوان ولوﻻ تعزيز القوة على مدار اللحظات بدعم سوري وإيراني كبير ومتواصل لما تعاظمت فاعلية المقاومة بما مكنها من سحق خطر اﻹرهاب التكفيري ولوﻻ حضور هذه القوة في ميادين سورية والعراق لما ضاعفت من خبراتها وقدراتها العسكرية والتقنية لتصبح في نظر الخبراء والقادة الصهاينة من أهم جيوش المنطقة وأقدرها بعدما منوا أنفسهم باستنزافها في مجابهة اﻹرهاب التكفيري الذي يتغافل خصوم المقاومة عن دور الصهاينة في تكوينه ورعايته ودعمه لتدمير سورية.
سورية التي غيرت المعادلة بقوة صمودها شعبا ودولة وجيشا ورئيسا مقاوما تصدى ﻷشرس عدوان استعماري صهيوني رجعي تتعرض له بلاده وهو يشق طريق النصر الذي سيكرس الجمهورية العربية السورية قوة إقليمة كبرى وشريكا في حلف الشرق العظيم المناهض للهيمنة اﻻستعمارية مع حلفائها الكبار إيران وروسيا والصين.
القوة التي تعمل ليل نهار لحماية لبنان من الأخطار والتهديدات هي كنز وطني ثمين يستحق أن يحمى بحدقات العيون وشغاف القلوب وأما الشتامون الناكرون المنكرون فإلى جحيم خيبة وخسران في منافي الهذيان والهزيمة.