بقلم غالب قنديل

الانتصار السوري القادم

غالب قنديل

جميع المؤشرات الواقعية السياسية والعسكرية تنبيء باقتراب لحظة انتصار سورية باهرة على العدوان الاستعماري الصهيوني الرجعي الذي استهدف الدولة الوطنية المقاومة التي صمدت منذ سبعة عشر عاما في وجه الضغوط وخطط الانتقام وأبشع حروب التخريب والتقسيم ومحاولات الغزو والاحتلال.

اللعبة انتهت كما قال روبرت فورد احد مهندسي هذه الحرب اللعينة وصياد الجواسيس الذي تحرك من سفارة حكومته في دمشق لينسج أقنعة المعارضة الليبرالية وليحيك علاقات واسعة مع رهط من كوادر مؤسسات الدولة وطامحي الصالونات السياسية الذين ظهروا تباعا في واجهات معارضة استضافتها عواصم العالم والمنطقة في تناسل عجيب للأسماء والتشكيلات المعارضة التي بدت هجينة وبلا جذور وفاقدة لأي شرعية تمثيلية في المجتمع السوري .

اللعبة انتهت لأن الدولة الوطنية السورية تكشفت عن بنية صلبة وعصية صادمة ولم تفلح محاولات اختراقها او شق مؤسساتها وهي دولة رعاية اجتماعية يعترف عدوها الأميركي بانها حافظت  في أصعب الظروف على نظامين تعليمي وصحي يمسكان قاعدتها الاجتماعية ويمثلان سر شعبيتها وبدهشة تعامل الصحافيون الغربيون ومراسلو الصحف الفرنسية والبريطانية والأسبانية والإيطالية مع كون القاعدة الاجتماعية لهذه الدولة عابرة للطوائف خلافا لخرافات الدعاية الغربية الخليجية ولحملات الشيطنة المضللة ولم يستطيعوا تجاهل انتظام تقديماتها ورواتب موظفيها في مناطق سيطرة الجماعات المعادية التي تكشفت مع تعدد اليافطات عن معسكري داعش والنصرة جناحي القاعدة رسميا.

هذه الدولة يقودها رئيس تبارى المراسلون في وصف صلابته وتماسكه وبرودة اعصابه وتصميمه على تحديث بلاده وتمسكه باستقلالها الوطني وبخيارها التحرري المقاوم في أصعب الظروف وهم يشهدون لبراعته الاستراتيجية في نسج التحالفات واعتماد خيارات واضحة جعلته يستندإلى حلف عالمي إقليمي صلب يعامل سورية على انها رأس حربة في تغيير التوانات العالمية والسعي إلى التخلص من الهيمنة الأميركية الأحادية في العالم والمنطقة وقد باتت سورية ورئيسها ضرورة وحاجة حياة لحلفائها وشركائها بل إن دعم سورية هو استثمار ثمين في مستقبل العالم الجديد ورصيد شراكة في خرائط جديدة للطاقة والتجارة والشراكات العابرة للحدود من أقاصي الشرق إلى سواحل المتوسط.

هذه الدولة القوية التي ظهر رئيسها متحدثا عن ثغراتها وعيوبها وبدا أشد نقادها قسوة وأكثرهم حماسا للإصلاح بدا من عناصر تفوقها في الحرب الوطنية الدفاعية ضد العدوان جيشان أظهرا صلابة نادرة تثير التقدير والاحترام وقدرة فائقة على التكيف لمجابهة التحديات المعقدة.

الجيش العربي السوري الذي طور من أساليبه القتالية واظهر بسالة تفوق الوصف في الدفاع عن شعبه وعن بلاده وبات في ضوء ما راكم من الخبرات والتجارب قوة يخشاها العدو ويستند إليها الصديق وجيش الدبلوماسية السورية الديناميكي والنشيط الذي بدا صلبا عصيا على الاختراق وجديرا بتأكيد حضور الجمهورية العربية السورية وصمودها في احلك الظروف وعلى امتداد العالم ممثلا لشرعية دستورية وشعبية تنتزع اعترافا متزايدا في كل مكان من العالم بدءا من واشنطن حيث صرح قائد القوات الخاصة الأميركية محذرا من عواقب الوجود العسكري الأميركي غير الشرعي في سورية متوقعا طلبا سوريا بجلائه فورا بعد القضاء على داعش وبعدما انتزع الجيش العربي السوري المبادرة وبدعم من روسيا والصين وإيران وبالشراكة مع المقاومة اللبنانية.

إنه الانتصار القادم والذي بات قريبا … لا نتكهن بالمواعيد لكن المؤشرات باتت متداولة على ألسنة الخصوم والأعداء الذين يحاولون التكيف مع فشلهم وهزائمهم التي يجد المتواطئون العرب صعوبة في الإقرار بها فيتلعثمون ويندبون حظوظهم من غير ان يراجعوا سوء أفعالهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى