شؤون دولية

صحف بريطانية: الأزمة الكورية تهدد بمقتل الملايين

ركزت الصحف البريطانية اليوم الخميس على التوتر الشديد بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، والتهديدات المتبادلة بين الجانبين وتداعياتها .

ورأت افتتاحية غارديان أن تحذيرات الرئيس دونالد ترمب ستجعل من الصعب معالجة التهديد الذي يشكله البرنامج النووي لكوريا الشمالية. واعتبرت طمأنة وزير الخارجية ريكس تيلرسون بلاده بأنها ليست على وشك الحرب ليست كافية، لأنه بذلك يقلل من أهمية الكلمات النارية التي أطلقها رئيسه الذي وعد بـ “نار وغضب لم يشهده العالم من قبل” ليس ردا على هجوم ولكن لمجرد تهديدات من بيونغ يانغ.

وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات بيونغ يانغ العدوانية تستحق دائما التحليل الدقيق. ففي الماضي هددت البر الرئيسي للولايات المتحدة، بل وحتى البيت الأبيض، بهجوم نووي إذا كان بقاؤها مشكوكا فيه. واليوم قالت إنها تدرس خططا لضرب الأراضي حول جزيرة غوام الأميركية، وتتحدث عن احتواء (وليس ضرب) القاعدة العسكرية فيها.

وألمحت إلى ما يقوله الخبراء بأن المعلومات الاستخبارية عن كوريا الشمالية شحيحة جدا، وقدراتها متقدمة جدا بحيث لا يمكن تدميرها بالكامل في ضربة استباقية، وخطر الانتقام الشديد بالوسائل التقليدية وحدها هائل.

ومع ذلك، رأت الصحيفة أن عبارات ترمب تضعف مصداقية الولايات المتحدة وتقوض قدرتها على التعامل مع التهديد القادم من كوريا الشمالية. وقالت إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يشعر بالجزع من إمكانية العمل العسكري. وختمت بأن الكلمات لها أهميتها بالرغم من ذلك وأنها أفضل من الأسلحة.

وفي السياق، أكدت افتتاحية إندبندنت خطر تهديدات كوريا الشمالية، لكنها رأت ضرورة أن يعالج ترمب الموقف بحذر، وأشارت إلى أنه لم يحدث تاريخيا أن كان هناك مثل هذا الحجم المحتمل للتدمير بأيدي رجلين أقل ملاءمة لمهمة حفظ السلام.

وألمحت إلى أنه بالرغم من الرعب المحيط بهذا السيناريو فإنه قد لا يكون شيئا سيئا أن العالم بدأ يفكر فيما قد يبدو عليه شكل المواجهة بين واشنطن وبيونغ يانغ. وقالت إنه سواء كانت المواجهة بصواريخ طويلة المدى أو القصف قصير المدى أو غزو كوريا الجنوبية، وسواء كانت موجهة إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة أو قاعدة عسكرية كالتي في غوام، وسواء كانت نووية أو تقليدية، فإن عواقب هذه الحرب تختلف فقط في السرعة التي ستؤدي بها إلى نهاية العالم.

وقالت الصحيفة إن الحرب ستؤدي لموت الملايين، والتسبب بسقوط مصابين وظهور جوعى أكبر من ذلك بكثير، والضرر البيئي سيكون واسعا وعلى الأرجح غير قابل للإصلاح، وسيغرق الاقتصاد العالمي في الكساد. ولن يحل هذا الأمر شيئا، إلا إذا كانت وجهة النظر المعتمدة هي أن السبيل الوحيد للحفاظ على الاستقرار في شمال شرق آسيا هو تحويل المنطقة إلى مقبرة.

ومن جانبها، رأت افتتاحية تايمز أن كيم جونغ أون خطر على العالم، وأشارت إلى عدم وجود خيارات جيدة لتفادي الأزمة التي أثارها نظام كيم، لا سيما وأن الأسرة الحاكمة كانت في سعي متواصل لاقتناء السلاح النووي منذ عقود.

وقالت إن الصين استفادت كثيرا من العولمة، ومع ذلك تفضل التهرب من المسؤولية، وإن عليها أن تجد إستراتيجية مشتركة مع الولايات المتحدة تتجاوز العقوبات وتؤدي بسرعة لإقناع الدكتاتورية الكورية الشمالية بأن من مصلحتها العاجلة وقف اختبار الأسلحة النووية. وأضافت أنه يتعين على واشنطن وبكين إقناع كيم بأن بقاء دولته سيكون موضع شك طالما أنه يستعد لشن حرب عدوانية نووية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى