تغريبة» بني ترامب الوداع مع سورية والعراق الى «الأزرق» دُرْ…!: محمد صادق الحسيني
خطوة حمقاء ستعجّل حرب التحرير الثانية وتجبر الأميركيين التعجيل بالهروب تحت النار، وليس بغطاء روسي لطالما سعوا إليه …!
ليس مفاجئاً أبداً ان تقصف قوات الاحتلال الأميركي كتائب سيد الشهداء بالذات في هذه اللحظة المفصلية التي يمرّ بها الهجوم الاستراتيجي الكبير لجيوش محور المقاومة. فهذه الكتائب ومعها كتائب أخرى معروفة من الحشد الشعبي، كان لها دور أساسي في وقت مبكر على إجبار الجيش الأميركي الغازي للانسحاب من العراق العام 2011. وهي التي أسّست لذلك بمقاومة سرية ثابتة الخطى منذ 2003، وكان لسورية الأسد دور حيويّ فيها، وعليه فإنّ هذه الكتائب تعرف طريقها لإجبار جنود الاحتلال الأميركي على الهرب من العراق مجدّداً كما فعلت في الماضي…!
ووفقاً لقائد مخضرم من الحشد الشعبي موجّهاً كلامه للأميركيين الغزاة: سنخرجكم تحت النار مهما راوغتم وتحايلتم، وكلما قمتم بأعمال قصف إجرامي ضدّ المدنيين والعسكريين في العراق وسورية ستزداد العقوبة ضدّكم وخسائر قواتكم الغازية ستزداد أكثر فأكثر…
ولن نسمح بأن يكون لكم دور في تحديد مستقبل العراق ولا المنطقه العربية كما تتمنّون وتشتهون…!
فنحن أصحاب الأرض وأسياد الميدان وما عليكم سوى الاستسلام والهرب مهزومين…
نعرف تماماً أنكم تقصفوننا الآن ترضية لـ«إسرائيل» بعد رضوخكم مكرهين لوجود المقاومة في الجولان واستسلام الخليجيين للأمر الواقع في الميدان السوري تحديداً، والمسألة السورية بشكل عام…!
كما أننا نعرف تماماً، بأنكم تلجأون لهذه الأعمال الجبانة، لأنّ قوات الجيش السوري والمقاومة في سورية تتجه بخطى متسارعة للوصول الى البوكمال لأهميتها في موضوع السيطرة على الحدود، وإحكام الطوق عليكم في التنف، وأنّ هذا التقدّم سيترافق مع عملية تحرير تلعفر واندفاع قوات الحشد جنوباً للسيطرة على راوة وعانة ومن ثم القائم لإنهاء وضع الحدود كلياً وترك جنودكم الغزاة في التنف تأكلهم الجرذان…
وأنّ هذا الأمر يغيظكم ويثير حنقكم جداً…
أما بخصوص بيان داعش، بأنها هي مَن قصفت، فهذا هراء، لأنّ داعش لا تتوفر لديها أسلحة بهذه الفعالية والعملية أوضح من الشمس ولها هدف سياسي واضح يتمثل في التالي:
1 ـ منع القوات المسلحة العراقية، بما في ذلك الحشد الشعبي، والجيش السوري وحلفائه من استكمال السيطرة على الحدود العراقية ـ السورية.
2 ـ تقييد حركة القوات المسلحة العراقية باتجاه تحرير راوة وعانة والقائم والعمل قدر الإمكان على توفير إمكانية سيطرة قواتكم الأميركية الغازية بالتعاون مع داعش على مدينة القائم، خاصة بعد التقدّم السريع الذي تحرزه القوات السورية وحلفاؤها في محاور البادية، واحتمال تحريرها مدينة القائم السورية.
3 ـ محاولة تحقيق مكاسب تكتيكية، في ظلّ التراجع الاستراتيجي الأميركي في المنطقة، لاستثمارها لاحقاً عندما يحين وقت التفاوض حول الحلّ السياسي في سورية. وذلك في محاولة لحجز بعض المقاعد لعملائكم السوريين في التشكيل السوري الجديد بعد الحرب…!
4 ـ وقف عمليات تضييق الخناق أكثر فأكثر على قاعدتي التنف والزقف، والذي تنفذه القوات المشتركة لحلف المقاومة. أيّ ضمان انسحاب لاحق من هذه القواعد بموجب ترتيبات متفق عليها وليس انسحاباً تحت النار…!
لقد قلنا قبل أشهر إنّ الهجوم الاستراتيجي لمحور المقاومة وعلى امتداد ساحات المعركة، من باب المندب مروراً بالعراق وصولاً الى سورية ولبنان، سيجرف كلّ قوى العدوان الصهيوأميركي في المنطقة العربية.
ومن ضمن قوى العدوان وأدواته في المنطقة، القاعدة الإنغلوسكسونية الرجعية العربية في التنف وقاعدة عين الأسد في العراق وقاعدة المفرق الجوية في الأردن التي كان يفترض بها العمل للسيطرة على كامل الحدود الأردنية ـ السورية والسورية ـ العراقية، من جنوب الجولان وحتى شمال تلعفر في العراق، وذلك لإقامة منطقة عازلة لحماية أمن «إسرائيل»…!
ولكن نجاح الجيش السوري في الاستمرار بهجومه الاستراتيجي ومواصلة قواته في الاندفاع شرقاً في عمق البادية، وصولاً الى الحدود العراقية السورية وملاقاته الجيش العراقي والحشد الشعبي على الحدود المشتركة بين البلدين، متجاوزين قاعدة العدوان في التنف لا بل مطوّقين لها بالكامل مما جعلها تفقد أيّ دور محتمل لها في تنفيذ المهمة التي كانت مرسومة لها والمتمثلة في السيطرة على كامل الحدود بين الأردن وسورية والعراق.
إذن، فقد وجدت قيادة المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي وبعد هروب مَن كانت تدّعي أنّ وجود تلك القاعدة مرتبط بتقديم «الدعم اللوجستي» لهم لتمكينهم من محاربة الإرهاب. وهنا نعني العصابات التي يطلق عليها مغاوير الثورة وأسود الشرقية وغير ذلك من مسمّيات، والذين تمّ تدريبهم في الأردن لمقاتلة الجيش السوري وحلفائه، وليس لمحاربة الإرهاب الذي ترعاه الولايات المتحدة و«إسرائيل».
نقول إنّ قيادة المنطقة الوسطى الأميركية وجدت نفسها مضطرة لبدء اتخاذ الإجراءات والترتيبات الضرورية للهروب من الحصار الاستراتيجي الذي فرض على قواعدها سواء في التنف السورية أو عين الأسد العراقية. وهذا ما يقوم الطرف الروسي بالعمل على ترتيبه وبناء على طلب أميركي رسمي كي لا تضطر تلك القيادة أن تسحب وحداتها ومعداتها تحت وابل نيران المحور المقاوم من هذه القواعد، كما من قواعد أخرى في سورية والعراق.
فبعد توالي الانتصارات الكبرى بات أمراً جلياً لكلّ مراقب بأنه لن يبقى مكان لقوات الغزو الأميركية ولا التركية سوى الهروب تحت جنح الظلام تحت غطاء روسي، وأما الطرد تحت النار وهزيمة مزلزلة على أيدي قوات تحالف المقاومة الإيرانية العراقية السورية اللبنانية.
هذا هو الواقع الحقيقي وهو الذي دفع صحيفة «اكزاماينر» The Examiner الأميركية تنشر خبراً قبل أيام تقول فيه إنّ القياده العسكرية الأميركية تفكر في تفكيك قاعدة التنف.
القياده الأميركية إذن تبحث عن طريق هروب يحفظ لها ماء الوجه.
أما ما يجري على الأرض بين الأذناب والأتباع الصغار وكيف يريد السيد أن يستغلهم من الآن إلى حين الهروب الاستراتيجي الكبير، فنقول كما سبق وقلنا قبل أسابيع، إنه:
أولاً: الولايات المتحدة قامت في العراق بنقل قيادات وعناصر داعش بمروحيات أميركية إلى قاعدة عين الأسد والى راوة وعانة والقائم.
ثانياً: إنّ داعش وبالتنسيق مع القوات الأميركية نقل عدداً كبيراً من عناصره إلى منطقة عكاشات وإنها تعدّ العدة لتحركات هجومية.
ثالثاً: إنّ داعش وبالتنسيق مع الأميركيين يستعدّ لشنّ هجوم كبير انطلاقاً من عكاشات بهدف استعادة السيطرة على جزء من طريق طريبيل وكذلك على معبر الوليد. ولتعزيز سيطرتهم على تلك المنطقة التي تحوي مناجم اليورانيوم.
رابعاً: إنّ الولايات المتحدة ستصعّد نشاطها الهادف إلى السيطرة على القائم لإفراغ النجاح الاستراتيجي لمحور المقاومة في السيطرة على قسم من الحدود العراقية السورية، من أهميته.
خامساً: إنّ الولايات المتحدة تعمل وبالتعاون مع الأردن على استخدام بعض عناصر أبناء الأنبار في تشكيل قوى محلية لمواجهة الجيش العراقي والحشد الشعبي في الأنبار.
نعود ونقول بأنّ عملية الفجر الغادرة لقوات الغزو الأميركي لا تعدو عن كونها محاولة إشغال أو إرباك للهجوم الاستراتيجي السوري العراقي الكبير…
وكما يعتقد المراقبون، فإنّ الجانب العراقي الرسمي سيتجنّب الردّ على العملية بشكل واضح ومباشر نتيجة تعقيدات الوضع العراقي المعروفة…
لكن في المقابل ثمّة مَن يرى بضرورة أن يقوم طرف ما من المقاومة بما يلي:
١ بردّ مباغت وقاسٍ يشمل القواعد الأميركية في العراق كافة وبالوسائل العسكرية المتوفرة كافة.
٢ يجب قطع الطريق على أعمال الخيانة السياسية من قبل عملاء أميركا والسعودية المباشرين أو ممن سوّلت لهم أنفسهم التلاعب بمستقبل العراق وإفهامهم بكل حزم، بأن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء مرة أخرى، لا بالمال الحرام ولا بعقد التحالفات في غرف الظلام…
جيوش ترامب المحاصَرة بما يسمّى بمراكز الارتكاز تعيش حصاراً مراً ولم يبق أمامها إلا الرحيل إلى قاعدة الأزرق الأردنية، أي من حيث أتت، هي ومَن معها من الأذناب، بعد أن حانت ساعة استقلال العراق وسورية الثانية..!
والعراقيون الأشاوس من جيل الحشد المقدّس يعرفون متى وكيف يلقنون هؤلاء الغزاة من الكاوبوي الأميركي درساً قاسياً سيخرجهم هذه المرة من العراق مرة وإلى الأبد..
كل الكتائب الآن أيديهم على الزناد، ولسان حالهم يقول:
ردي على البارود بارود
ردّي على البارود بارود، وجبال بلادي وروابيها بتعرفني…
بعدنا طيّبين قولوا الله…
(البناء)