برّي من طهران: لإعادة وصل ما انقطع مع سوريا
شارك الرئيس نبيه برّي الجمهورية الإسلامية احتفاليتها في مناسبة أداء الرئيس حسن روحاني قسم الرئاسة لولايته الجديدة، ممثّلاً للبنان. تقدير إيراني لقوة لبنان وانتصاره في معركة الجرود ودور بري السياسي، هي أبرز عناوين الزيارة. إلّا أن بري اختار طهران ليطلق جملة مواقف تحضّ اللبنانيين على إعادة وصل ما انقطع مع سوريا.
وقد تحدثت صحيفة الاخبار اللبنانية عن حفاوة الاستقبال حيث فرش السجاد الاحمر الطويل على أرض مطار مهرأباد، لاستقبال الرئيس نبيه برّي في زيارته الرسمية، التي عنوانها عنوانها المشاركة في جلسة قسم الرئيس حسن روحاني أمام مجلس الشورى لولايته الجديدة. لكنّ الرحلة إلى عاصمة الجمهورية الإسلامية، تمرّ أولاً برئيس مجلس الشورى السّيد علي لاريجاني،.
وخلال القاء فرد رئيس المجلس النيابي مساحة لأهمية انتصار جرود عرسال، وللمعركة المنتظرة من الجيش اللبناني لتطهير جرود راس بعلبك والقاع من داعش”، وربط برّي ربطاً قاطعاً بين انتصار آب 2006 والمعركة الحالية، متمنيّاً أن يكون 14 آب موعداً للانتصار على داعش بعد إسرائيل قبل عقدٍ من الزمن. غير أن حديث المعركة أمام لاريجاني، ي\كشف كم بات يصرّ برّي على ترميم العلاقة مع سوريا.
وشرح للاريجاني كيف أن “السياسة في بيروت مثل قيادة السيارات، من دون قاعدة”، ويعطي مثالاً على ذلك تعنّت بعض اللبنانيين لعدم التواصل مع سوريا: “لدينا سفير ولديهم سفير عندنا، نتواصل على المستوى الدبلوماسي والوزارات، ولدينا حوالي مليون ونصف مليون نازح من إخوتنا السوريين، والسوريون أكثر من مرّة سهلوا للبنان مسألة تصدير الفاكهة بعد أن تواصلت معهم، والآن ستفتح معركة مشتركة في منطقة مشتركة محتلة من داعش، ومع ذلك يقول البعض: لا نريد الحديث مع سوريا».
وجزم رئيس المجلس: التنسيق مع سوريا مصلحة لبنان أوّلاً، ولا يمكن أن يعمل الجيشان من دون تنسيق حقيقي في معركة واحدة، وليس عبر أطراف سياسية، بل عبر علاقة رسمية، لأن سوريا من الطبيعي أن تتقدم لتحرير أرضها حالما يبدأ الجيش اللبناني معركته، وقذيفة خاطئة من هنا أو هناك قد تعقّد الوضع. يجب أن نعمل مصلحتنا بصرف النظر عن مواقف البعض». ومع أن بري متفاءل تفاؤل لاريجاني، إلّا أنه يعيد على مسامع نظيره الإيراني قلقه من مخطط تقسيم المنطقة، من العراق إلى سوريا، خصوصاً في ظل الصراع السياسي الذي يكبر في العراق، والاتفاقات المبهمة في سوريا، كذلك جنوح الكرد نحو الاستفتاء و«تثبيت إقليم كردي بالتوازي مع الكيان اليهودي». ويعود بري إلى ما كتبه رئيس وزراء كيان العدو السابق شمعون بيريز في كتابه «الشرق الأوسط الجديد». وباختصار، يضيف لاريجاني بأن إيران وروسيا يعملان جهدهما للبحث عن حلول سياسية، مثمّناً اجتماعات آستانا لأنه «في جنيف لم يكن هناك أي شيء، ونحن ندعم التقدم خطوة خطوة، ونتمنى أن تتحسن الظروف أكثر في المرحلة المقبلة».