فليصمت طابور النكد
غالب قنديل
يستمر “المتفلسفون” في التنظير عن معركة تحرير الجرود ويتعمدون التطاول على المقاومة ويتوهم بينهم صغار العقول والنفوس ان الفرصة حانت لتغذية وهم افتراضي ومرضي سقط من زمن بدق إسفين بين الجيش والمقاومة ورغم سقوط المحاولات المتكررة التي اكدت حقيقة ان هذه المنظومة بجناحيها تعرف واجباتها وتتكامل في وجه التحديات وقد باتت متناغمة ومنسجمة بصورة تلفت انتباه من يفهم وتثير إعجاب المواطنين العاديين كما بينت مؤخرا معركة تحرير جرود عرسال وتجدهم يديرون الظهر لميراث من التكامل في الميدان عمره من عمر اتفاق الطائف وإعادة بناء الجيش الوطني بعقيدته القتالية الدفاعية ويتناسون حقائق تفقأ العيون منها ان إنجاز التحرير العظيم الذي كان ثمرة لشراكة الجيش والمقاومة التي نشأت من واقع تكوين القوتين وتكامل دورهما.
يتجاهلون حصاد الخيبة والفشل في كل ما بذل من جهود وما وضع من خطط وإمكانات بعد خروج القوات العربية السورية من لبنان لتأليب الجيش على المقاومة وسقوط محاولات استخدام الجيش من جانب من أمسكوا السلطة التنفيذية للتخلص من المقاومة بتحريض أميركي ولمصلحة الكيان الصهيوني القوة الأكثر تحسسا وتوترا من تعاظم قدرات المقاومة .
عندما تخطط واشنطن وتحرض مباشرة او بواسطة عملائها الإقليميين والمحليين للعمل سياسيا وإعلاميا ضد المقاومة فلأنها تستجيب إلى طلبات القيادة العسكرية والسياسية في تل أبيب التي تغلي بجموح الانتقام من الهزائم المتلاحقة في لبنان بعدما خسرت هيبة الردع نتيجة حرب تموز وهو الأمر الذي دفع مخابرات العدو إلى تعميم مصطلح “حزب الله حامي لبنان ” في تقرير الساحات المجمع الذي نشرته صحيفة معاريف خلال شهرنيسان من العام الماضي .
يشتد السعار ضد المقاومة مجددا بعد انطلاق مسلسل اعترافات صهيونية وأميركية بخسارة رهان “تبدد قوة حزب الله في رمال الحرب السورية” بل على العكس إثر ظهورمعالم القدرات والخبرات والإمكانات والمزايا الاستراتيجية الهائلة التي أضيفت إلى قوة المقاومة التي تتصرف بتواضع شديد وقدمت مؤخرا الإثبات على انها قوة حامية للوطن من خلال تحرير جرود عرسال من محتليها الإرهابيين وعبر حبك خيوط العمليات العسكرية بالتنسيق مع الجيش اللبناني وقد استطاعت التوصل إلى اتفاق خروج آلاف المسلحين والنازحين بموافقة وإشراف الدولة السورية من خلال اعتماد مؤسسات الدولة ممثلة باللواء عباس ابراهيم وبتفويض من رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون وبرعاية رئيس مجلس النواب وهما شريكا المعادلة الذهبية الكبيران مع الجيش والمقاومة وبموافقة رئيس الحكومة اللبناني أي بتكامل حاسم بين المقاومة والجيش والدولة ناهيك عن التضامن الشعبي الواسع الذي حظيت به المقاومة وهو ما أرعب الصهاينة.
عندما يعلن قائد المقاومة وضع جميع القدرات في تصرف قيادة الجيش اللبناني في سبيل استكمال تحرير الجرود المحتلة ويؤكد على انتظار ساعة الصفر لملاقاة زحف الجيش اللبناني بالشراكة مع الجيش العربي السوري ومن المقلب السوري للجرود فهو يقدم صورة حية عن التكامل بين جناحي قوة الدفاع عن لبنان وهذا ما يوجب على القيادات اللبنانية المسؤولة ان تساند وتثمن رقي الموقف والقرار بدلا من عبث النكد والنكاية الذي بات مثيرا للضجر حتى عند الأنصارالمفترضين.
طابور النكد يتحرك لاسترضاء الخارج وليس بدافع من قراءة معينة للمصلحة اللبنانية المجسدة حصرا باستعادة أرض محتلة إلى السيادة الوطنية للدولة ولقواتها المسلحة وهو ما تعمل عليه المقاومة وتقدم لأجله دماء خيرة الشباب بينما يتلهى ذلك الطابور بافتعال سجالات عقيمة واعتراضات سخيفة واجترار ذرائع مستهلكة ولى زمانها وثبت وعجزها عن منع الكوارث العديدة التي تسبب بها هؤلاء بتحفيز من شبقهم المالي وحقدهم السياسي ولن نقول بسبب ارتباطاتهم الخارجية حتى لا ينعق احدا هاتفا انظروا “إنهم يخونوننا” طيب لستم خونة فماذا انتم؟ حاقدون أم جهلة أم ثرثارون ؟ أيا كانت الصفة التي ترتضونها أعيروا البلد صمتكم وانتظروا على الرصيف كما انتم نتائج معركة مجيدة لتحرير أرض محتلة سيقضي عبرها أبطال الجيشين اللبناني والسوري والمقاومة على احد أهم مصادر الخطر التي عرفها لبنان المعاصر.