عرس النصر الوطني
غالب قنديل
كان المشهد الليلة الماضية عرسا شعبيا ووطنيا شاملا في بلدة القاع العزيزة التي لمت شمل لبنان احتفالا بنصر كبير على قوى الإرهاب والتوحش وسوف تتواصل فصوله اليوم في احتفالات البلدات والقرى بأبنائها المقاومين الأبطال المحررين الذي عادوا إلى أحضان الأهل في عملية تبادل عالية الدقة والإتقان نظمها الفريق الذي حضر على الأرض وتجلى في نوعية الحضور ومضمون الكلمات التي عبرت عن الثلاثية الذهبية ( الجيش والشعب والمقاومة )مجسدة بالحشود الشعبية وبالرموز السياسية وبالعسكريين والمجاهدين وبكل من المجاهد المقاوم الحاج وفيق صفا الذي سبق له تفاوضيا وميدانيا ان واكب عمليات تحرير أسرى المقاومة غير مرة واللواء عباس ابراهيم اللذين جسدا أبهى صور التلاحم بين الدولة والجيش والمقاومة فاللواء ابراهيم منظومة قائمة بذاتها وهو إضافة إلى كونه ابن المؤسسة العسكرية وشريك المقاومين من سنوات في ملاحم الصمود والتحرير عندما كان ضابطا قياديا في الجيش اللبناني كما هو اليوم المدير العام للأمن العام الجهاز الوطني الذي شارك المقاومة في تفكيك خلايا ومنظومات صهيونية وتكفيرية عديدة قبل الحسم في الجرود كما يمكن اعتباره المفوض اللبناني في العلاقة مع الدولة الوطنية السورية بتزكية من الرئيس ميشال عون ومن الحكومة مجتمعة برئيسها واعضائها رغم اللغو الإعلامي لبعض من فيها تنصلا بدافع مراعاة الطلبات الأميركية والسعودية ومحظوراتها.
سيكون التتويج الفعلي لعرس تموز الجديد في خطاب سماحة السيد حسن نصرالله المتوقع هذه الليلة وهو كالعادة محطة فاصلة في بلورة رصيد النصر ودروسه وآفاق ما بعده لاستكمال تحرير الأرض من الإرهاب والقاع التي ضجت بالاحتفال واحتضنت أبهى صورة للوحدة الوطنية وللتضامن الوطني شارك فيها جميع الوافدين من جميع انحاء لبنان هي في الوقت نفسه تستعد لعرس انتصار جديد قادم إليها بعد دحر عصابة داعش من جرودها.
ندعو بالمناسبة شعبنا العظيم وجميع انصار خيار المقاومة كي لا يكترثوا للنشاز وان يعيشوا مواسم فرح صنعتها دماء المقاومين وضباط وجنود الجيش اللبناني والجيش العربي السوري معا في معارك بطولة مجيدة انتزعت هذا الانتصار الباهر الذي حاول الأميركيون وعملاؤهم تعميم خرافة انه مستحيل كما سبق ان فعلوا في نشر خرافة استحالة قهر العدو الصهيوني وقد هشم المقاومون الخرافتين وللأمر تتمة آتية.
يسعى أذناب الأميركيين ومرتزقة النفط إلى تنغيص فرحة انتصار المقاومة وطمس ما قدمته للبنان شراكة المقاومة مع سورية وجيشها وشعبها برعاية القائد المقاوم الرئيس بشار الأسد وقد نابت المقاومة عن كل لبنان في نسج تلك الشراكة المصيرية في معركة دفاع عن الوجود وعوضت عيوب التركيبة السياسية المريضة التي يعطلها المرتهنون إلى الخارج والتابعون لمنظومة أذناب الهيمنة في المنطقة.
لن نتهم احدا بالخيانة والتآمر وسنتجاهل جميع المعلومات والوقائع السابقة واللاحقة عن طابور الغربان المنكرين للنصر لأننا نثق بوعي الناس وبوطنية الناس الذي لم يعطوا بالا لأكوام الكلام المسموم منذ انطلاق عملية تحرير الجرود حتى الانتصار الناجر واقتلاع عصابات النصرة وترحيلها وتحرير الأسرى فهؤلاء الناس التفوا حول الجيش والمقاومة وهم احتفلوا بالانتصار وبعودة الأسرى وقد فرض الحدث نفسه بقوة موجة الوعي التي انطلقت في المجتمع اللبناني بفعل نقاء صورة المقاومة ونزاهة دماء شهدائها وابتعاد قيادتها عن دناءة الأغراض والمكاسب وانحيازها لنبل القضايا الوطنية التي تحقق مصالح الناس وتحمي حقهم في الحياة والفرح وهذا تراكم مستمر يعيشه لبنان منذ حرب تموز بفضل رواد الخط المقاوم من جميع الطوائف والمناطق من زعامات وقامات وطنية وحركات واحزاب وتنظيمات من كل لبنان .
تحية لمن صنعوا النصر ولمن شاركوا في انتزاعه وليقبع في هوامش الإهمال طابور النشاز والجحود طالما الناس يعيشون الحقيقة الناصعة فلا تدعوهم ينغصون فرحتكم.