من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
الاخبار: «النصرة» خارج لبنان: الحريري عن الصفقة: إنجازٌ كبير
كتبت الاخبار: 116 هو عدد الحافلات التي خرجت أمس من عرسال، وعلى متنها مُسلحو جبهة النصرة وعائلاتهم إلى بلدة فليطا السورية في القلمون الغربي. فتكون بذلك المرحلة الأولى من تحرير جزءٍ من جرود عرسال، والتخلّص من تنظيم النصرة الإرهابي، قد طُويت بنجاح. الحافلات، التي رافقتها 17 سيارة من الصليب الأحمر نقلت جرحى «النصرة»، وصلت ليلاً إلى بلدة فليطا.
وبحسب «الإعلام الحربي»، فإنّ أعداد الذين غادروا من عرسال إلى إدلب هم 7777 (قتلت «النصرة» واحداً منهم قبل انطلاق القافلة)، ينقسمون إلى 6101 نازح و116 مُسلحاً من بلدة عرسال. أما من المنطقة الواقعة خارج سيطرة الجيش اللبناني في جرود عرسال، فخرج 1000 مُسلح و560 نازحاً. المُسلحون لا يشملون فقط المقاتلين، بل كلّ من حمل سلاحاً تحت راية «النصرة»، وكلّ من ساعدهم لوجستياً، وكلّ من قدّم لهم الخدمات استخبارياً. وإضافةً إلى تسليم «النصرة» ثلاثة موقوفين من السجون اللبنانية (عبد الغني شروف، عبد الرحمن زكريا الحسن، وعدنان محمد الصليبي) أول من أمس، سلّم الأمن العام أمس موقوفتين، هما خولة القصاب، وريهام حمدوش. جرت العملية بإشراف الأمن العام ومواكبته، مع انتشار عناصر المقاومة على طول الطريق إلى فليطا. وقبل الانطلاق، حاول «أمير» جبهة النصرة في الجرود (سابقاً) أبو مالك التلي تأخير الانطلاق، فتلقى تحذيراً دفعه إلى تسريع عملية الترحيل. ومن المنتظر أن تسلّم النصرة اليوم خمسة أسرى للمقاومة، فور وصول القافلة إلى حدود «إمارة إدلب الكبرى». ونشر التنظيم الإرهابي أمس فيديو يُظهر الأسرى الخمسة، وهم بصحة جيدة.
مرحلة ما بعد تحرير جرود عرسال، وخروج «النصرة» من لبنان، سيتحدّث عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عند الثامنة والنصف من مساء اليوم.
من جهته، بدأ الجيش اللبناني يتسلّم المواقع المُحرّرة، الواقعة في محيط وادي حميد، والتي لم يدخلها منذ الـ2011. وستُباشر قيادته في اليومين المقبلين بالمفاوضات لتنفيذ الاتفاق مع سرايا أهل الشام، الذي يقضي بخروجهم مع عائلاتهم من عرسال إلى الداخل السوري، سواء إلى مناطق في قرى القلمون الغربي خاضعة لسلطة الدولة السورية، وإما في قرى القلمون الشرقي الخاضعة لسيطرة مجموعات مُسلحة معارِضة (يجري التفاوض، برعاية روسية، من أجل عقد مصالحة فيها مع الدولة السورية). مصادر أمنية لبنانية، لم تستبعد أن يبقى في لبنان مجموعة من سرايا أهل الشام، باتت تأتمر رسمياً بأوامر الجيش اللبناني، وسبق أن قاتلت تنظيم «داعش»، وساعدت الجيش في الحصول على قدر كبير من المعلومات عن الجماعات الإرهابية في الجرود.
الانتهاء من المفاوضات مع سرايا أهل الشام، يعني بدء العدّ العكسي لانطلاق معركة تحرير الجزء الشمالي من جرود عرسال، وجرود القاع، ورأس بعلبك، من وجود «داعش». وبات محسوماً، أنه خلال المعارك، سيكون هناك تنسيقٌ بين الجيشين اللبناني والسوري، من خلال حزب الله. ولم تستبعد مصادر سياسية لبنانية رسمية «إمكانية أن يتحول التنسيق بين الجيشين مباشراً، بعد انطلاق المعركة، بسبب الوقائع الميدانية». ومن المُرجح ألا يخوض الجيش اللبناني المعركة مُنفرداً، لأنّ حزب الله والجيش السوري سيخوضان، في الوقت عينه، المعركة من داخل الأراضي السورية، وعلى طول الحدود الشمالية، والشرقية، والجنوبية للجرود. الجبهات المُتعدّدة التي ستُفتح، لبنانياً وسورياً، ستُخفف الضغط الدفاعي لـ«داعش» ضدّ الجيش اللبناني.
ومواكبةً لعملية التفاوض، استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمس المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، فدافع عن العملية، مُعتبراً أنّ «كل الدول في العالم تفاوض حين يتعلق الأمر بمواطنيها». وقال إنّ موقف الحكومة من معركة الجرود هو «حماية اللبنانيين ومخيمات النازحين الموجودة في البلدة. أراد حزب الله أن يقوم بهذه العملية، التي أنجزت أموراً في مكان ما، ولكن الجزء الأكبر هو الذي يقوم به الجيش اللبناني، وهو المهم بالنسبة إلينا. الحكومة هدفها الأساسي حماية كل الحدود، وعدم السماح للنصرة أو داعش أو أي فريق متطرف بأن يدخل إلى الأراضي اللبنانية، وهذا ما قام به الجيش». وقد وصف الحريري الصيغة التي جرى التوصل إليها بـ«الحل المناسب جداً للدولة اللبنانية، وهو إنجاز كبير»، مُعتبراً أنّ «الدولة هي التي قامت بكل هذا الإنجاز. أنا أعرف اللغط الحاصل في هذا الأمر وأن حزب الله شنّ هذه المعركة. وهناك مواقف صدرت عن تيار المستقبل وغيره. لكن ما يهمني ما حصل اليوم. هناك منطقة كانت مرهونة وتعاني من مشكلة كبيرة جداً، وهذه مشكلة انتهت. وهناك منطقة أخرى فيها داعش، وهذه المشكلة ستنتهي بدورها والجيش اللبناني سيتعامل مع هذا الموضوع بالشكل اللازم». ودعا رئيس الحكومة إلى عدم «المزايدة على بعضنا. لنا رأينا ولحزب الله رأيه. ولكن في نهاية المطاف، التقينا على إجماع ما يهم الشعب اللبناني من أجل الاقتصاد اللبناني والأمن اللبناني والاستقرار والحكومة ومجلس النواب في لبنان».
من جهته، نقل النواب عن رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد لقاء الأربعاء النيابي، أنّ «ما حصل في جرود عرسال من انتصار على الإرهاب هو انتصار لبناني شامل لاقى إجماعاً لبنانياً، وأثبت أننا قادرون على تحقيق الإنجازات الوطنية ومواجهة التحديات والأخطار المحدقة بالوطن، أكان من العدو الإسرائيلي، أم من الإرهاب التكفيري».
البناء: ترامب يوقّع بمرارة العقوبات على روسيا… وتنسيق روسي إيراني عراقي حول المنطقة
لبنان يُنهي النصرة ويستعدّ لداعش نصرالله يطلّ اليوم مفصلاً: الإنجاز للمقاومة والشعب والجيش
عون: إنجاز للوطن بري: انتصار لبناني شامل الحريري: إنجاز كبير… والدولة حرّرت عرسال
كتبت “البناء”: في قلب علاقات روسية أميركية هي الأسوأ، وفقاً لوصف موحّد لوزيري خارجية البلدين، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشدّ قوانين العقوبات انتهاكاً للسيادة للروسية، مصدراً بياناً غير مسبوق لرئيس أميركي يصف توقيعه بمسعى إنقاذي للوحدة الوطنية ومنع الانشقاق بين الرئاسة والكونغرس، رغم الاعتداء السافر الذي قام به الكونغرس على صلاحيات الرئيس، وفقاً لبيان البيت الأبيض، الذي بدا محاولة استباقية لردّ الفعل الروسي، وتخفيفاً للاحتقان الذي سيتسبّب به القانون في علاقات موسكو – واشنطن، رغم تأكيدهما مواصلة التعاون في الملفين الأعقد والأهمّ، سورية والحرب على الإرهاب، فيما بدت موسكو المتمسكة بمواصلة التعاون في هذين الملفين راغبة بتأكيد حلفها مع إيران بوجه التلميحات والتصريحات الأميركية عن فرضيات تفاهم مع موسكو تستبعد إيران، والحديث عن ربط الحلّ في سورية بخروج إيران منها، فجاء الاجتماع الروسي الإيراني العراقي، على مستوى نواب وزراء الخارجية رسالة ذات مغزى، تقول إنّ العراق لن يكون منطقة نفوذ أميركية مسلّم بها من روسيا مقابل التسليم الأميركي بالدور الروسي المتميّز والمحوري في سورية.
تماسك تحالف روسيا ودول وقوى محور المقاومة كشرط للتفاهم الروسي الأميركي في سورية، يأتي على خلفية الانتصارات التي يحققها هذا الحلف والتي تكفلت بجلب الأميركيين إلى خيارات كانوا يجاهرون بمعارضتها. فالجيش السوري يتقدّم في الجبهات كلّها، والحرب على داعش تتحوّل شيئاً فشيئاً إلى حرب تحت إدارة الحلف الروسي الإيراني السوري، وفي قلبه المقاومة. وها هو العراق يظهر شريكاً فيه، بينما جبهة النصرة التي كانت حصان رهان أميركا وحلفائها تتلقى على يد المقاومة والجيش السوري بالتنسيق مع الجيش اللبناني ضربة قاضية على الحدود اللبنانية السورية وترحل مهزومة، وسط إجماع لبناني على أهمية النصر الذي لعبت المقاومة الدور الرئيس فيه حرباً وتفاوضاً.
بقي الحدث الأبرز هو رحيل النصرة ومؤيديها من لبنان بقوة الثبات العسكري والتفاوضي لحزب الله وقدرته المتميّزة والمتفوّقة على الحرب والمفاوضات. فظهرت الأصوات المؤيدة لواشنطن والمشكّكة بالمقاومة بلا تغطية وبلا عمق شعبي، كما كان الحال مع إنجاز التحرير العام 2000.
رحلت النصرة ذليلة بألف ومئة من مسلحيها الذين فشلوا في خوض معركة أيّام معدودة، وفشلوا في خوض مفاوضات رابحة مشرفة، وتلقى اللبنانيون جميعاً ثمار الانتصار، فقال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنّ الوطن هو الذي انتصر، وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري إنه نصر لبناني شامل، بينما قال رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي كان نواب كتلته قد رفعوا سقوف الكلام بوجه الإنجاز، إنّ الدولة اللبنانية حرّرت عرسال وحزب الله نفّذ العملية، والمهمّ أننا أمام إنجاز وطني كبير.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله شدّد على تكامل الجيش والشعب والمقاومة، تاركاً الحديث المفصل لإطلالته اليوم.
بمحاذاة العلم اللبناني وشارات النصر المرفوعة فوق التلال والمعابر، وتحت أجنحة الطائرات المسيّرة التي حملت رايات المقاومة، شقّت قوافل مسلّحي تنظيم جبهة النصرة وعائلاتهم يتقدمهم متزعم “الجبهة” أبو مالك التلي، إضافة الى عشرات آلاف النازحين السوريين، طريقها في الجرود باتجاه إدلب السورية، بناءً للاتفاق بين الدولة اللبنانية و “جبهة النصرة” الذي سار وفق المرسوم بصعوبة، بعد أن تعرّض للانهيار مرات عدة منتصف ليل الثلاثاء الماضي، بسبب محاولة “التلي” فرض شروط إضافية رفضها الجانب اللبناني.
وبعد نجاح المرحلة الأولى التي قضت بتبادل جثامين شهداء المقاومة وقتلى “النصرة”، وإنجاز المرحلة الثانية بمقايضة أسرى حزب الله الثلاثة بموقوفين من “الجبهة” في سجن رومية، تكللت المرحلة الثالثة بالنجاح بإخراج 7777 شخصاً من بينهم 1116 مسلحاً ومتزعمهم أبو مالك التلي، ومجموعته الذين كانوا محاصَرين في بقعة جغرافية ضيقة وعوائلهم من مخيمات الملاهي والكسارات في عرسال الى شمال سورية.
وفي وقائع لحظات التفاوض الأخيرة، حاول “التلي” انتزاع مكاسب إضافية وشمول “صفقة التبادل” مطلوبين للعدالة في مخيم عين الحلوة، ظناً منه بأن الجانب اللبناني لم يعُد يمكنه التراجع عن تنفيذ الاتفاق بعد إنجاز المرحلة الأولى، غير أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي كان يشرف شخصياً من اللبوة على العملية، أجرى اتصالاً هاتفياً بالوسيط وأنذر قيادة “النصرة” حتى منتصف ليل الثلاثاء وإلا يعتبر الاتفاق ساقطاً والعودة إلى الحل العسكري. وفي تلك اللحظة وجّهت المقاومة رسالة أمنية لـ”النصرة” بإطلاق رشقات نارية على الموقع الذي تواجد فيه “التلي” ومجموعته في منطقة الملاهي، فما كان منه إلا أن أعلن تراجعه عن شروطه وموافقته على استكمال تنفيذ الاتفاق.
وانطلقت القافلة التي تألّفت من 113 حافلة استقلها المسلحون وعائلاتهم من جرود عرسال باتجاه جرود فليطة، بمواكبة أمنية مشدّدة من الأمن العام اللبناني وسط انتشار كثيف لعناصر المقاومة على طول الطريق التي ستسلكها القافلة إلى إدلب برفقة سيارات الصليب الأحمر اللبناني الذي تقلّ 11 جريحاً لـ “النصرة”.
وسلك موكب الحافلات طريق وادي الخيل – الملاهي عقبة الجرد الى جرود فليطا داخل الأراضي السورية الى يبرود الرحيبة، ثم سلك أتوستراد حمص – دمشق الدولي متجهاً الى إدلب، على أن يتولى الجيش السوري وحزب الله المواكبة الأمنية حتى آخر نقطة يسيطر عليها الجيش السوري قريبة من إدلب، وعندها يُطلق سراح الأسرى الخمسة لحزب الله الذين رجحت مصادر لـ “البناء” أن يكونوا في عهدة السلطات التركية، التي ستسلّمهم إلى الحزب ويعودون جواً من نقطة قريبة من حلب على الحدود التركية السورية الى مطار دمشق ثم الى مطار بيروت.
وفور انطلاق الحافلات، وفي عمل يدلّ على وحشية التنظيمات الإرهابية وأسلوب الغدر والخيانة الذي تتبعه حتى مع عناصرها، أقدمت “النصرة” على إنزال رعد الحمادي الملقب بـ”رعد العموري”، من إحدى الحافلات، وقتلته أمام النازحين المدنيين.
الديار: انتصار المقاومة يكتمل : جرود عرسال والاسرى الى الوطن… كيف حُسمت معركة التفاوض… وماذا قال بري عن “النصرة” ؟ … الحريري يرد على السنيورة : حزب الله أنجز شيئا ما
كتبت “الديار”: وأخيرا.. عرسال، الجرود والبلدة، محررة من ارهابيي النصرة بفضل تضحيات المقاومين.
بعد سنوات من الاحتلال، (وفق توصيف وزير الداخلية نهاد المشنوق) عادت تلك المنطقة الحدودية الواقعة على خط الزلازل الاقليمية الى الحرية والوطن، ليكتمل بذلك انتصار المقاومة ويُتمم الثأر لشهداء الجيش وللشهداء المدنيين الذين سقطوا في عمليات ارهابية، خططت لها ونفذتها “النصرة”.
ما حدث بالامس يرقى الى مستوى تصحيح الاخطاء والخطايا التي ارتكبت بحق الجغرافيا السياسية والحقائق التاريخية على الحدود بين لبنان وسوريا، منذ عام 2011، في اطار محاولة نسف خرائط المنطقة.
ومع انطلاق اولى الحافلات متوجهة الى العمق السوري، عاد ابو مالك التلي الى حجمه الطبيعي، بعدما حاول ان يستفيد من حالة انعدام الوزن التي مر فيها لبنان خلال السنوات الماضية كي يبني إمارة وزعامة.
هناك، في ادلب، حيث “المكب الرسمي” للارهابيين المهزومين، سيتحول التلي الى مجرد رقم وسط حشد امراء الحرب الذين يتصارعون على النفوذ والسلطة. وأغلب الظن ان كثيرين من رموز التكفيريين المنفيين الى ادلب لن يكونوا مسرورين لوجوده بينهم، وهم الذين بلغ التنافس بينهم حد الاقتتال، وبالتالي فانهم ليسوا بحاجة الى حمولة زائدة إضافية من وزن “الضيف المهزوم”.
وبرغم محاولة ابو مالك التلي في “الوقت الضائع” تجميل صورة هزيمته واستنزاف انتصار حزب الله، عبر المماطلة في التفاوض وسعيه الى فرض شروط فجة لا تتناسب مع الواقع الميداني، إلا ان هذه المناورة الهشة سرعان ما سقطت تحت وطأة موازين القوى العسكرية والنتائج التي أفرزتها معركة تحرير الجرود، حيث لم يكن واردا السماح لأمير الارهابيين بان يعوض من خلال التفاوض ما خسره بالحرب.
وقد أجاد الرئيس نبيه بري في رسم صورة كاريكاتورية لأوهام التلي، عندما قال امام زواره تعليقا على الشروط التي كانت قد وضعتها “النصرة” قبل ان ترضخ مجددا للسقف الذي وضعه حزب الله واللواء عباس ابراهيم: لم يكن ينقص سوى ان يطلب ارهابيو “النصرة” ان ينضم فضل شاكر اليهم حتى يحيي لهم حفلة وداعية..
أيا يكن الامر، لم تطل كثيرا أحلام اليقظة لدى التلي الذي وجد نفسه في نهاية المطاف يستقل أحد الباصات ويغادر الى المنفى الاضطراري في ادلب، فيما كان مسلحوه يحرقون آخر مقراتهم في وادي حميد والملاهي في محيط عرسال، ليغدو الدفرسوار الفكري والعسكري الذي حاولوا إنشاءه في الاراضي اللبنانية مجرد رماد.
بهذا المعنى، لم تكن باصات الهجرة الى الشمال السوري مجرد وسيلة نقل، أقلت الارهابيين من مكان الى آخر، بل هي حملت معها بقايا مشروع تكفيري تدحرج من “التلة” الى الهاوية، بعدما حاول ان يتسرب الى الداخل اللبناني بأشكال مختلفة.
لقد اصبحت الباصات، ايا يكن لونها، رمزا لهزيمة التكفيريين وتقهقرهم. وما جرى بالامس لا يقاس بالمسافة الفاصلة بين عرسال وادلب وانما يقاس بالمساحة الاضافية التي خسرها المشروع الظلامي على الحدود اللبنانية- السورية، بكل ما كانت تمثله هذه القاعدة المتقدمة من نقطة ارتكاز له في ارهابه الموجه ضد الدولتين.
بعد معركة تحرير الجرود فقدت جبهة النصرة “رئتها اللبنانية”، واشتد عليها الخناق، في تتمة للمسار الانحداري الذي يسلكه ذئب.
كان مشهد ترحيل ارهابيي “النصرة” معبرا وبليغا. موكب الحافلات يغادر جرود عرسال الى ادلب عبر سهل الرهوة وجرود فليطة، محاطا بالاعلام اللبنانية ورايات حزب الله، بإشراف “الامن العام”، ومواكبة عناصر المقاومة الذين تولوا تنظيم سير الباصات وتأمين التغطية الامنية لها، التزاما بالضمانات الممنوحة، وهو سلوك ينطوي على جانب اخلاقي حقيقي، لا سيما ان المقاتلين الذين كانوا على بُعد أمتار من مسلحي “النصرة” أعطوا درسا في ضبط الاعصاب والانفعالات، برغم الاحتقان الكبير الناتج من المعركة وما تخللها وسبقها.
المستقبل: الجيش سينهي مشكلة داعش ولن نقبل أي إرهاب على أي جزء من الأراضي اللبنانية
الحريري منوّهاً بإنجاز ابراهيم: الدولة حرّرت عرسال
كتبت “المستقبل”: واضعاً حداً لكل اللبس الذي رافق عملية تحرير جرود عرسال وقاطعاً التشكيك الإعلامي بيقين رسمي يبيّن بوضوح موقف الدولة من هذه العملية، وغداة ما كشفه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم عن كون رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري هو من كلّفه بمهمة التفاوض لتحرير جرود عرسال من وجود مسلحي “جبهة النصرة”، أطل الحريري على اللبنانيين مساء أمس من السراي الحكومي وإلى جانبه ابراهيم لينوّه بإتمامه المهمة وليزفّ هذا “الإنجاز الذي حققته الدولة بشكل سريع وفعّال”، قائلاً: “جرت مفاوضات صعبة ولكن في النهاية أنجزنا ما نريده وأنهينا المشكل الموجود في جرود عرسال”.
اللواء: عرسال إلى الدولة والجرود محرَّرة من النُصرة وداعش على الطاولة… عون يتجه لرد السلسلة في بنود ضريبية.. وامتعاض “قواتي” من هيمنة “التيار الوطني” على التعيينات المسيحية
كتبت “اللواء” : 3 آب 2017، جرود عرسال على طريق العودة إلى الشرعية اللبنانية، ممثلة بقواها العسكرية والأمنية، بعد يوم طويل، من إخراج مسلحي “جبهة النصرة” من الجرود، مع آلاف الأشخاص السوريين، من عائلات المسلحين المغادرين، والنازحين الراغبين بالعودة إلى سوريا.
والعملية العسكرية التي بدأت في 21 تموز، والمفاوضات التي تلت، والاتفاق الخاص بالانسحاب والتبادل بين حزب الله وجبهة النصرة، والذي رعاه مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وصفها الرئيس سعد الحريري “بالأيام الصعبة” بعد لقاء اللواء إبراهيم الذي زار السراي الكبير بعد ظهر أمس لإطلاع رئيس مجلس الوزراء “على مجريات عملية التفاوض التي أدّت إلى إخراج مسلحي جبهة النصرة وعائلاتهم من جرود عرسال”، وفقاً لبيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة.
الجمهورية: بكركي تُطوِّق السلسلة… وعون يَردّ الضرائب… والنصرة غادرت وداعش قريباً
كتبت ألجمهورية”: طويَت صفحة جرود عرسال بإخراج إرهابيي جبهة النصرة منها، وانتهت تلك الحقبة السوداء التي جثمت على صدر البلد لسنوات، ولم يعد هواء تلك المنطقة كما كان ملوّثاً برائحة القتل والدم والسيارات المفخّخة والأحزمة الناسفة، وبات نظيفاً، وسيصبح أكثرَ نقاوةً مع ارتفاع العَلم اللبناني فوق تلك الجرود وحضورِ الجيش اللبناني على كامل ترابها بين الأهل والأبناء. وأمّا في السياسة، كما هو واضح، فإنّ الحلبة قد فتِحت على اشتباكات سياسية حول سلسلة من الملفات، سواء التعيينات أو ملف بواخر الكهرباء، والمحطة الأولى جلسة مجلس الوزراء اليوم، فيما وُضعت سلسلة الرتب والرواتب، وكذلك قانون الضرائب المكمّلة لها على مشرحة الرئاسة، مع توجه نحو رد القانون الضريبي من قبَل رئيس الجمهورية ميشال عون إلى المجلس النيابي، وخصوصاً مع تصاعد الاعتراضات عليها من الهيئات الاقتصادية، وتفاقمِ آثارها السلبية على المواطن، والتي تبَدّت في مسارعة التجّارِ إلى رفع أسعار السِلع، وبعضِ المدارس إلى زيادة الأقساط، وكان لافتاً في هذا السياق ارتفاع صرخة بكركي في وجهها، والتي تجلّت بالأمس مع موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، واستكمِلت في بيان مجلس المطارنة الموارنة.
ميدانياً، انطلقت عشرات الحافلات من جرود عرسال اعتباراً من بعد ظهر أمس، مقِلّةً ما يزيد عن 7777 من النازحين السوريين إلى الداخل السوري، ومعهم إرهابيّو “جبهة النصرة” الـ 120 وأميرهم أبو مالك التلي وعائلاتهم، واستمرّت العملية حتى ساعة متقدّمة من الليل؛ غادر الإرهابيون تلك الجرود، وخلّفوا وراءهم صوَراً كريهة تحكي ما اقترَفت أيديهم بحقّ لبنان واللبنانيين والجيش من أعمال إجرامية أقلّ ما يُقال فيها أنّها جرائم ضدّ الإنسانية، وآثاراً مدمّرة ومحروقة تحكي الهزيمة التي منُوا بها، وتؤكّد أنّهم أقوياء فقط بالغدر بالمدنيين الآمنين، وأمّا في ميدان المواجهة فنمورٌ من ورَق تهرب إلى الجحور والمغاور.
ومع خروج آخِر إرهابيّي “النصرة” من جرود عرسال، صار في الإمكان القول بكلّ ثقة إنّ تلك المنطقة عادت إلى حضن الوطن، على أنّ الحكاية لا تنتهي هنا، بل إنّ عيون اللبنانيين صارت شاخصة أكثر من أيّ وقت مضى إلى تلك البقعة التي ما زالت مخطوفة من إرهابيي “داعش” في جرود رأس بعلبك والقاع، وإلى الجيش المرابط على تخومها في جهوزية تامّة لإكمال الانتصار وتنظيف تلك الجرود من كلّ الملوِّثات الإرهابية، وبالتالي نصبِ مظلّة الأمن والأمان الحقيقية والكاملة لأبناء القرى والبلدات اللبنانية المسيحية والإسلامية الواقعة على حدودها، ومن خلالها لكلّ لبنان.
وفي وقت تستعد الدولة لبسط سيادتها على كامل جرود عرسال، أوضح مصدر عسكري رفيع لـ”الجمهورية” أنّ الجيش اللبناني يُوسّع إنتشاره في إتجاه وادي حميد ومدينة الملاهي، وهذا الانتشار يقوم به اللواء التاسع، لكنّ هذا الأمر لا يعني أنّ عملية الانتشار الواسعة في الجرود وعلى الحدود بين عرسال وسوريا قد بدأت بل تحتاج إلى بعض الوقت، مؤكّداً أن الجيش حاضر لكل المهمات التي ستلقى على عاتقه.