بقلم غالب قنديل

عيد الجيش في سورية ولبنان

غالب قنديل

عيد الجيش هو نفسه في سورية ولبنان يوم الأول من آب وهذا هو التاريخ المكرس للاحتفال في الدولتين بمناسبة وطنية عزيزة فقد كان رفاق السلاح اللبنانيون والسوريون من الجنود والضباط الذين عملوا معا خلال الانتداب الفرنسي في فيالق الشرق هم النواة الأولى للجيش اللبناني والجيش العربي السوري على السواء.

تحل المناسبة هذا العام في ظروف التهديد الصهيوني المستمر للبلدين الشقيقين ومع استمرار التحدي الإرهابي التكفيري ومخاطره التي طاولت الأمن والاستقرار في البلدين وبينما يحقق كل منهما نجاحات كبيرة في معارك الدفاع عن الوطن والشعب تبرز فجوة غياب التنسيق الطبيعي في مجابهة الأعداء المشتركين لكل من سورية ولبنان على السواء مع التعليق المتواصل لآليات التنسيق والعمل المشترك التي كرستها اتفاقيات ثنائية بعد اتفاق الطائف اللبناني وحيث كان للدولة السورية وقواتها المسلحة دور كبير في إعادة توحيد المؤسسة العسكرية وتسليحها وتجهيزها بحيث ما يزال قسم كبير من عتاد الجيش اللبناني يمثل بعضا من هبات وتقديمات الجمهورية العربية السورية لدعم الجيش اللبناني الذي طلب المعونة اللوجستية من دمشق وحصل عليها خلال معارك نهر البارد رغم القطيعة السياسية التي حاصرت الجيش ومنعت عليه التواصل مع الجيش الشقيق.

الجهات اللبنانية الرافضة للتنسيق مع سورية وجيشها لم تستطع ان تسند مواقفها بأي حجة منطقية وجيهة سوى اجترار تعابير الكراهية والعداوة السياسية والتورط في مفردات انحياز ضد الدولة الوطنية السورية رغم انكشاف الوجوه الفعلية لخصومها كواجهات عميلة وأقنعة لأخطبوط التكفير الإرهابي وهي كناية عن مظاهر تورط لبناني في مسائل تخص الداخل السوري ولا يفترض انها تعني الجهات اللبنانية المتورطة سياسيا ووفق المباديء نفسها التي ينادي بها هؤلاء ويخرقونها بإذعانهم امام الاستباحة الأجنبية والخليجية للشؤون الداخلية اللبنانية.

احياء اللحمة بين الجيشين الشقيقين تبدو حاجة ملحة اكثر من أي وقت مضى وعلى الرغم من أهمية ما تقوم بتكوينه من جسور تواصل وقنوات تنسيق بين الجيشين قيادة المقاومة والجهود المثابرة والناجحة التي يقوم بها اللواء عباس ابراهيم مدير عام الأمن العام الذي يرتبط اسمه من سنوات بجميع المهام الصعبة والشائكة محليا وإقليميا.

يبيح المعترضون ببساطة اتصال قيادة الجيش اللبناني بسائر جيوش العالم والتنسيق معها في محاربة الإرهاب ويرفضون إجازة العمل المشترك الذي يفرض نفسه مع الجيش العربي السوري رغم انقلاب المواقف الأميركية والغربية وظروف معارك تحرير الجرود اللبنانية من أوكار القاعدة وداعش واخواتها وحيث يشكل دور الطيران الحربي السوري وتنسيق النيران ضد العدو المشترك حاجة بديهية يجمع عليها الخبراء العسكريون.

مفارقة لبنانية مؤسفة يجري الالتفاف عليها كسواها من الثغرات السياسية المحصنة بعصبيات الطوائف والمذاهب وحيث يتحصن الوطنيون بالصبر الجميل ومنهم قيادة الجيش وضباطه المدركون لحقيقة التحديات والمستلزمات التي يستدعيها دورهم الوطني.

قدر رفاق السلاح اللبنانيين والسوريين ان يكونوا معا في خنادق الدفاع عن البلدين ولحماية الشعبين وستبقى هذه الحقيقة الناصعة بينما يتوارى كل ضجيج الكراهية الذي أثارته أبواق الأجنبي وأدواته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى