تل أبيب وواشنطن عبء على حلفائهما العرب : حميدي العبدالله
التصرف الذي قامت به تل أبيب على إثر حادث السفارة الإسرائيلية في عمّان أحرج بقوة السلطات الأردنية، وقد وصلت الاحتجاجات على ميوعة موقف الحكومة في مواجهة التصرفات الرّعناء لحراس السفارة الإسرائيلية إلى البرلمان الأردني، حيث قام عدد من النواب بالانسحاب احتجاجاً على ردّ فعل الحكومة الأردنية الضعيف، وتراجعها عن مبدأ سيادي كان ينبغي أن لا يحدث ذلك. والأرجح أنّ الاحتجاجات السياسية والشعبية لن تتوقف في وقت قريب، لا سيما أنّ الأردن أكثر من أيّ دولة عربية قابل للتفاعل مع ما يجري في فلسطين المحتلة، ولا سيما في القدس في أحداث، بسبب العلاقة الخاصة تاريخياً بين فلسطين والأردن، إذ من المعروف أنّ المملكة الهاشمية الأردنية كانت مؤلفة قبل عدوان حزيران عام 1967 من الضفتين الغربية والشرقية، كون الضفة الغربية من فلسطين كانت جزءاً من الدولة الأردنية، ولا زال حتى يومنا هذا الوجود الشعبي الفلسطيني وجوداً كثيفاً في الأردن بمعزل عما ينشر من نسب على هذا الصعيد. وبديهي أنّ الروابط التي تجمع الفلسطينيين مع الأردنيين هي روابط مميّزة بالمقارنة بين علاقة الفلسطينيين مع أيّ دولة عربية أخرى، وبالتالي فإنّ ما جرى ويجري في فلسطين، إضافة إلى اعتداء حراس السفارة الإسرائيلية على مواطنين أردنيين لن يكون حدثاً عابراً وستكون كلفة احتوائه عالية على السلطات الأردنية.
قبل ذلك بأيام صدر حكم بالمؤبد على جندي أردني قتل عسكريين أميركيين في إحدى القواعد العسكرية الأميركية في الأردن. وأثار أيضاً الحكم على الجندي احتجاجات لعشيرة هذا الجندي، وبكلّ تأكيد يحظى ردّ فعل عشيرة الجندي بتعاطف واسع من غالبية الأردنيين الذين لا يحملون مشاعر طيبة للأميركيين.
التصرفات الأميركية الإسرائيلية لا تأخذ بعين الاعتبار أوضاع حلفائهم، وتحديداً في الأردن، وتسبّب هذه التصرفات احتجاجات دائمة، وترفع من منسوب الاعتراض على السياسات الرسمية الأردنية.
بعبارة أخرى تل أبيب وواشنطن عبء على حلفائهم العرب ليس في الأردن وحده، بل في كلّ مكان.
(البناء)