بيروت ـ صيدا: تجارة نفايات مربحة!: محمد وهبة
تلقّت بلدية بيروت كتاباً من معمل «IBC» لفرز النفايات ومعالجتها في صيدا، يطلب فيه التوقف عن توريد النفايات المنزلية المختلطة واستبدال النفايات العضوية بها. المعمل يحصل على 95 دولاراً مقابل الفرز والمعالجة ضمن سقف 250 طناً يومياً، لكنه يريد المزيد وسط حديث عن تضاؤل طاقته الاستيعابية وتكدّس العوادم… فخُفِّف هذا العبء عن المعمل وحُمِّل للشركة التي تنقل النفايات من بيروت إلى صيدا مقابل حصولها على المواد القابلة للتدوير. هذه تجارة النفايات التي تنتج ذهباً خالصاً!
المشاكل الناجمة عن عشوائية حلول النفايات تستمرّ بالظهور. في بيروت تحديداً، تبيّن أن الحلّ المتعلق بالتعاقد مع معمل IBC في صيدا لفرز ومعالجة 250 طناً يومياً من نفايات العاصمة، أي ما يوازي 38.5% من مجمل نفايات بيروت، بدأ يتداعى. فالمعمل تعاقد مع البلدية في 20 أيلول 2016، مؤكداً أن لديه القدرة على فرز ومعالجة 250 طناً واردة من بيروت، بالإضافة إلى الكمية التي تعاقد مع بلدية صيدا والبلديات المحيطة على فرزها ومعالجتها، إلا أنه خلال أقل من سنة، بدأت عوارض العجز تظهر على المعمل.
عند الطرف الجنوبي لصيدا، يقبع المعمل الغامض لـ«شركة IBC ش.م.ل». معمل يفترض أن وظيفته معالجة نفايات المدينة، لكن صار كثيرون اليوم لا يعلمون ماذا يجري خلف أسواره. عاش الصيداويون واهمين على فكرة أن مشكلة نفاياتهم قد حُلّت بعد سنوات من الانتظار، لكن الروائح الكريهة لجبل النفايات الجديد، والصفقات التي أُبرمت سراً، لم يعد بالإمكان إخفاؤها، جاء حرّ الصيف ليكشفها، ثم لفظ البحر أنفاسه من كثرة ما ألقي فيه من أوساخ لم يعد بمقدوره تحمّلها
يمكن الجزم بأن لا أحد من الصيداويين يعلم من هو فؤاد فريج، رئيس مجلس إدارة «شركة IBC ش.م.ل»، المشغِّلة لمعمل معالجة النفايات، وقبله حمزة مغربي، أو المالكون الأساسيون للمعمل (أغلبية سعودية خلافاً للقانون). قد يكون البعض سمع بنبيل زنتوت مساعد فريج، الذي أصدر بياناً لم يُسهم في تبديد الشكوك الكثيرة التي باتت على كل لسان في المدينة.
والسؤال الأبرز الذي يطرح اليوم: أين البلدية من كل ما يجري؟ لماذا لم يتدخل رئيسها محمد السعودي بنحو حاسم لوضع النقاط على الحروف وتحديد المسؤوليات؟ وإذا كان الجميع يثقون بالرجل ونزاهته، إلا أن السؤال يبقى عن المصلحة من استمرار تغطية الفاسدين والمفسدين وحلقة المنتفعين من حولهم.
(الاخبار)