مقالات مختارة

تحرير الجرود من «داعش»… مرتبط بحسابات الجيش الميدانية: محمد بلوط

تتجه الانظار الى جرود رأس بعلبك والقاع وامتداداتها التي تنتشر فيها مجموعات تنظيم «داعش» الارهابي حتى مناطق قارة والجراجير في سوريا.

وتؤكد مصادر موثوقة ان قرار تحرير هذه المنطقة مأخوذ مسبقاً، وان توقيت تنفيذه يعود او مرتبط بالاعتبارات العسكرية والامنية لضمان نجاح العملية المرتقبة باقل خسائر ممكنة.

وحسب المصادر، فان الجيش اللبناني الذي بادر في الثماني والاربعين الماضية الى قصف اهداف ومواقع لـ«داعش» في هذه الجرود، هو الذي سيخوض هذه المعركة بعد ان عزز قواته في المنطقة واتخذ الاجراءات اللازمة لها. غير ان ذلك لا يعني استبعاد مشاركة المقاومة في هذه المواجهة باشكال متنوعة، ويترافق ذلك ايضاً التضييق على المسلحين الارهابيين من قبل الجيش السوري في الجراجير وقارة.

ووفقا لمصادر امنية فان عدد مسلحي «داعش» في هذه الجرود يتجاوز عدد مسلحي «النصرة» في جرود عرسال، خصوصاً بعد انضمام مجموعات من «النصرة» في الاشهر الماضية لهذا التنظيم الارهابي، اضافة الى ان هناك عدداً اضافياً اكبر في الاراضي السورية التي تعتبر امتداداً لهذه الجرود.

كذلك فان المساحة التي ينتشر فيها «الداعشيون» تكون ضعف مساحة جرود عرسال، وتبلغ ما يزيد عن ستمئة كيلومتر مربع. لكن الجرود التي حررها «حزب الله» هي اكثر ارتفاعاً ووعورة، عدا عن انها ايضاً حساسة واحتاجت الى ما يشبه العملية العسكرية الجراحية في مراحلها الاخيرة بسبب قربها من مخيمات النازحين وبلدة عرسال.

وتقول المصادر ان الاتفاق المرتقب تنفيذه في غضون الايام المقبلة في جرود عرسال لم يحصل الا بعد ان حقق حزب الله انتصاراً كاسحاً على المسلحين الارهابيين، وضيق الخناق على «النصرة» في بقعة صغيرة بحيث انهم وجدوا انفسهم امام خيارين: اما الانتحار والاستسلام، او بالترحيل الى ادلب مع اميرهم ابو مالك التلي بعد الهزيمة التي لحقت بهم.

وترى المصادر ان هامش المناورة لدى «النصرة» بات معدوماً وبالتالي فان لا قدرة لها سوى الانصياع لشروط الاتفاق.

وقال المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم المكلف بالاشراف ومتابعة تنفيذ الاتفاق «بان العمل جار على قدم وساق في موضوع اتفاق جرود عرسال بين حزب الله وجبهة النصرة وان كل شيء يسير وفق المرسوم».

وحسب المصادر الامنية فان التعامل مع «داعش» في جرود رأس بعلبك والقاع يختلف عما هو مع «النصرة» خصوصاً لجهة عدم وضوح طريقة انسحاب هؤلاء الارهابيين من المنطقة والجهة التي يمكن ان يلجأوا اليها.

لكن المصادر تعتقد بان المعركة حتمية مع هذا التنظيم الارهابي الذي سيكون هدفاً لضربات نارية قوية ولهجمات دقيقة لدحره من هذه الجرود.

ولا تؤكد المصادر او تنفي امكانية تكرار السيناريو الذي حصل في جرود عرسال، لكن هذه المرة على يد الجيش اللبناني بشكل مباشر وبالدرجة الاولى.

اما على الصعيد السياسي فان بعض ردود الفعل المشكلة او المعترضة على خوض حزب الله معركة جرود عرسال بقيت محدودة وغير مؤثرة على الاطلاق في ظل التأييد الواسع الذي حظيت به المقاومة في معركتها ضد الارهاب.

وبرأي الاوساط المراقبة فان الاصوات التي صدرت في اطار حملة التشكيك والتشويه للمعركة هي مجرد تسجيل مواقف لا توازي حجم ما تحقق او الصدى والنتائج التي رصدها الغرب قبل  الشرق عبر الاقمار الصناعية والتقارير التفصيلية.

ويلخص الرئيس بري ما جرى في جرود عرسال بالقول «ان ما جرى هو انجاز كبير وكبير، وان المعركة مستمرة ولم تنته لان هناك مناطق اخرى في الجرود الشرقية (جرود رأس بعلبك والقاع) ما زالت محتلة من قبل تنظيم «داعش» الارهابي، وهي مناطق تبلغ مساحتها ضعفي مساحة جرود عرسال».

ويعتقد «ان دور الجيش سيكون اكبر في المعركة مع «داعش» مشيراً الى ان ازالة خطر الارهاب يفترض استكمال المعركة ضد «داعش»، واستمرار محاربة الخلايا الارهابية في الداخل.

ويقول بان معركة جرود عرسال شكلت مفصلاً مهماً في مواجهة الارهاب والتنظيمات الارهابية التي تهدد كل لبنان واللبنانيين.

(الديار)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى