الرئيس بري في مؤتمر البرلمانيين العرب: الوحدة الفلسطينية خط الدفاع عن القدس
أنهى المؤتمر ال 25 الطارئ للاتحاد البرلماني العربي أعماله أمس، في الرباط، حول الإنتهاكات الإسرائيلية الصارخة لحرمة المسجد الأقصى المبارك وما تقوم به سلطات الإحتلال الإسرائيلي من إنتهاكات وإعتداءات على الشعب الفلسطيني في القدس والأراضي المحتلة .
وقد ألقى النائب ميشال موسى في المؤتمر كلمة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وشارك الى جانبه في الوفد النائب إميل رحمة.
وفي ما يلي نص الكلمة:
“بإسم دولة الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني أتوجه اليكم بالشكر على المبادرة الى الدعوة لعقد دورة القدس الطارئه هذه، واستضافتها في بلدكم العزيز الذي أعزه الله سبحانه بتولي مسؤوليات خاصة تجاه مدينة القدس، بما تضم من تراث انساني مميز في طليعته كنيسة القيامة والمسجد القدسي الشريف.
انه ليس مستغربا ان تواصل اسرائيل في اطار مشروعها لأسرلة وتهويد القدس، محاولاتها ومناوراتها واجراءاتها التي تقع في اطارها الجريمة الخطيرة بتطويق وتشديد الحصار على المسجد الاقصى المبارك، وهي المحاولة التي تأتي بعد فشل اختبارها في المرة السابقة لإحلال التقسيم المكاني والزماني للمسجد.
لقد ذكرنا الرئيس نبيه بري بأن غولد مائير حين كانت رئيسة وزراء كيان العدو، أنها لم تنم ليلة جريمة محاولة احراق المسجد الاقصى تحسبا لردة الفعل العربية، ولكن الامر مضى شبه عادي مما يشجع اسرائيل في كل مرة على تكرار جرائمها ضد الانسانيه هذه على غرار ما يحصل الان بعد كل النكبات التي أحاقت بالقدس، وأبرزها ونريد لإتحادنا ان يحتفظ بهذه الذاكرة على سبيل التذكير (وذكر ان نفعت الذكرى):
اعلان اسرائيل للقدس عاصمة ابدية لاسرائيل ومحاولة تحقيق اعتراف دولي بذلك
– تكبيل القدس بالاطواق الاستيطانية ونشر الوحدات الاستيطانية السرطانية في انحاء جسد المدينة حتى مقبرتها.
– تجريد قسم كبير من أبنائها من اوراقهم الثبوتية المقدسية الفلسطينية.
– نشر الرعب في أنحائها بواسطة الحواجز واجراءات الطوارئ العسكرية.
– اتخاذ سلطات الاحتلال مؤخرا قرارا بزيادة المساحة الادارية للمدينة عبر ضم احياء استيطانية ومستوطنات اليها.
– الحفريات والانفاق أسفل المسجد المبارك الى حد ضعضعة أساساته وتهديد بنائه، بل لعل ذلك هو الامر المقصود، فإذا ما سنحت الفرصة أحدثت اسرائيل تفجيرا يشبه هزة او زلزالا يطيح بالمسجد القدسي، وربما اضحى علينا أن نحبس أنفاسنا استعدادا لهذه اللحظة المذلة.
بعد كل ما تقدم فإنه ليس غريبا على اسرائيل ان تقدم على حبس المسجد الاقصى خلف البوابات الالكترونية وتحت رقابة الكاميرات. ان كل هذا ما كان ليحدث لولا الانقسام الفلسطيني وحال التفكك الذي أصاب الجسم العربي، وصولا الى وقوعنا تحت تهديد تقسيم المقسم وحال التباعد الذي اصاب النظام الاسلامي.
ان اسرائيل تستثمر منذ سنوات على واقع حالنا الراهن، وتستمر بتنفيذ مخططها بشكل متدرج فهي:
اولا: سبق لها وأن أطلقت فريقا رسميا حمل اسم (طاقم الخط الازرق) مهمته تمهيد الارض عير تجريفها واقتلاع مزروعاتها ومنع الفلسطينيين من استغلال أملاكهم وتطويقها بالاسلاك الشائكة تمهيدا لضمها.
ثانيا: اطلاق مشروع (حلم يعقوب) لإستيطان الاراضي الفلسطينية.
ثالثا: في اطار مسعاها لاحباطها لأماني الشعب الفلسطيني وحقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، حولت اسرائيل المناطق الفلسطينية خصوصا القدس الى معتقل كبير بحيث لا يكاد يوجد فلسطيني واحد الا وجرى اعتقاله دون أن توجه له أي تهمة.
رابعا: مضاعفة أعداد المستوطنين خمس مرات، بهدف إحداث واقع ديموغرافي جديد مترافق مع مشروعات لاحداث وقائع جغرافية جديدة، عبر اطلاق ما يسمى سلطة تطوير القدس لخطط متعددة لتهويد مناطق في انحاء القدس بالترافق مع اطلاق مشروع لإنشاء تلفريك يمر من فوق المدينة.
ان شأننا شأن الجميع ندين ونستنكر الاجراءات الاسرائيلية بشدة، وندعم ونجدد وقوفنا الى جانب الاشقاء أبناء الشعب الفلسطيني، ولكن ذلك الكلام أمر بات يثير الشفقة والسخرية.
اننا في لبنان وقد تعلمنا من الفلسطينيين أنفسهم دروسا في الثورة وأكسبناهم نتيجة تجاربنا في الكفاح والجهاد لتحرير أرضنا، وإفشال الاهداف الاستراتيجية للعدو، وصولا الى تحقيق توازن رعب مع منظوماته الحربية، نقول لابناء الشعب الفلسطيني بأعلى الصوت ان الوحدة الوطنية الفلسطينية هي الاساس وهي السلاح الامضى بوجه العدو، والوحدة هي خط الدفاع عن القدس وعن الحق الفلسطيني ونقول لاشقائنا العرب احفظوا فلسطين قضيتكم المركزية وفي قلبها القدس، ونقول للمسلمين التزموا كتاب الله في ان تكونوا رحماء في ما بينكم اشداء على الكفار والأعداء، وبأن تحفظوا موقع معراج خاتم النبيين في وجداننا و ضمائرنا.
إننا بالاضافة الى دعوتنا استعادة كل قرارت الاتحاد المتعلقة بالقضية الفلسطينية وجعلها موقع احترام و التزام، فإننا ندعو الى تولي الاتحاد لإفتتاح صندوق تبرعات مالي شعبي يبدأ بإقتطاع ما نسبته عشرة بالمئة من رواتب البرلمانيين العرب عن شهر رمضان من كل عام، وتعميم هذا الاقتراح على اتحاد برلمانات الدول الاعضاء في منظمة الدول الاسلامية وكذلك على الاتحادات البرلمانية المختلفة.
اننا ندعو في اجتماع سان بطرس برج الاتحاد البرلماني الدولي الى العمل لتحقيق طرد اسرائيل من الاتحاد ودعوة دول العالم عبر الاتحاد للاعتراف بدولة فلسطين.
أخيرا، إننا نؤكد انضمامنا الى الدعوات المطالبة اسرائيل بإزالة اجراءات الاغلاق في وجه المصلين العرب ورفع اجراءات الحصار عن المسجد الاقصى، ولكن لا نريد لاتحادنا ان يقع في رد الفعل ويقفز فوق حقيقة مطالبتنا بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين المحتلة وعاصمتها القدس، واعتبار الاجراءات الاسرائيلية كافة باطلة وتشكل ارتكابا ضد القانون الدولي تقتضي معاقبته.
لقد اصدر مجلس النواب اللبناني في جلسته المنعقدة بتاريخ 18 و19 تموز الحالي، في حضور الحكومة اللبنانية توصية أكد فيها اضافة الى تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق وادانته لكل اجراءات الاحتلال التي تستهدف فلسطين ومدينة القدس والمسجد الاقصى بصفة خاصة، مطالبته الامم المتحدة ومنظماتها بإتخاذ الاجراءات المناسبة لرفع اليد الاسرائيلية عن المسجد الاقصى الشريف وسائر المقدسات الاسلامية والمسيحية، وطالب سائر الاتحادات البرلمانية بإدانة الجرائم الاسرائيلية.
نجدد شكرنا لهذه المبادرة البرلمانية، ونأمل أن تكون مقدمة لدبلوماسية برلمانية ملموسة من اجل فلسطين وشعبها”.
من جهة ثانية، أكد البرلمانيون العرب في البيان الختامي للمؤتمر إدانتهم الشديدة للإجراءات الإسرائيلية في المسجد الاقصى والقدس الشريف، وإعتبروا انها تشكل عدوانا وإستفزازا من جانب سلطات الإحتلال وتؤكد الوجه الحقيقي له. ورفضوا كل ما تقوم به سلطات الإحتلال لتغيير معالم القدس وطمس هويتها العربية والإسلامية. وطالبوا الأمم المتحدة واليونسكو بتحمل مسؤوليتها في حماية الإرث العمراني والمعالم الأثرية والتاريخية في فلسطين وفي المسجد الأقصى. وأكدوا على ان القضية الفلسطينية تسمو على ما سواها من قضايا اخرى، ودعوا الى العمل على حشد الدعم الدولي لها.
كما دعا البرلمانيون العرب الإتحاد البرلماني الدولي لإدانة ومعاقبة ما يقوم به الكنيست الإسرائيلي من إقرار قوانين عنصرية، خصوصا مشروع القانون الجديد الذي أقره تحت ما يسمى القدس الموحدة والذي يشكل إنتهاكا للقرارات الدولية. كما دعوا الى الضغط على إسرائيل من أجل تحرير الأسرى الفلسطينيين.