السيد نصر الله: إنتصار كبير ومنجز وسيكتمل
أكد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أن ما تحقق خلال المعركة في جرود عرسال وفليطة هو “انتصار عسكري وميداني كبير جداً، وهو تحقق فعلياً في اليومين الأولين من المعركة بأقل كلفة”، ووصف خطة الهجوم بأنها “كانت محكمة ومدروسة بناءً على كل التجارب التي خاضها قادتنا العسكريون والمجاهدون والخبرات التي يمتلكونها”، وأوضح أن “المقاومة كانت هي مهاجمة، وعامل المفاجأة كان مفقوداً في المعركة حيث تحدثنا عن مفاوضات وإمكانية تسويات“.
وفي كلمة متلفزة، بدأ سماحته بالقول “حديثنا اليوم عن معركة جرود عرسال والتوصيف والخيارات وماذا بعد”، وقال “من باب التوصيف والتعليق والتوضيح ورسم المسار والى أين نخن ماضون والى أين سنصل وما هي الخيارات الفعلية وماذا بعد“.
وأضاف “من موقع المقاومين والمقاومة نتوجه بالتحية والاجلال والاكبار الى المقدسيين الى المرابطين في القدس والى أهل الضفة وكل الفلسطينيين الذين تدفقوا الى المدينة القديمة دفاعاً عن الاقصى وليفرضوا انتصاراً جديداً، وأن يفرضوا على العدو إزالة الاجراءات الجديدة التي تريد أن تفرض سيادة العدو، بحضورهم وصلاواتهم وقبضاتهم وصدورهم وصنعوا هذا النصر، وهذه تجربة جديدة من تجارب المقاومة“.
وتابع سماحته القول “أتوجه بالشكر الى السيد عبد الملك الحوثي الذي اعلن بوضوح وقوفه مع اليمنيين الى جانب لبنان في أي معركة مع العدو “الاسرائيلي” وهذا تأكيد لمعادلة القوة التي تريد أمتنا أن تكرسها“.
ولفت السيد نصر الله الى أن “هذه الأيام هي ايام ذكرى انتصار تموز وكلنا نتذكر هذه الايام واترك الكلام في هذه المناسبة الى الاحتفال الذي سيقيمه حزب الله في مناسبة 14 آب“.
وتوجه بكلمة الى الجيش اللبناني، واذ أكد أن “الجيش شريك وعمدة المعادلة الذهبية”، أضاف سماحته “يأتي الأول من آب ذكرى عيد الجيش واتوجه لقيادته وجنوده وعوائله بالتحية والتبريك كما هو عيد للجيش السوري وأتوجه لقيادته وجنوده بالتبريك“.
وأشار سماحته الى أنه “لن يرد على تصريحات ترامب وتصريحات الادارة الاميركية فيما يتعلق بحزب الله تسهيلاً للوفد الحكومي ولعدم احراجه”، وأضاف “لا أريد أن أدخل في سجال أو نقاش عميق مع أحد، سأعرض القضايا بشكل ايجابي وهادئ ومسؤول، نحن لسنا في معركة “فش خلق” بل في معركة مسؤولية تحصل فيها تضحيات ويصنع مصير بلد“.
وحول معركة جرود عرسال، أكد السيد نصر الله أن “هدف معركة الجرود هو إخراج المسلحين من المنطقة التي تسيطر عليها “جبهة النصرة” سواء في جرود فليطة أو جرود عرسال”، وذكر قائلاً “نحن بدأنا العدة للمعركة منذ الربيع من خلال الاستطلاع والعمل وكنا أمام خيارين للتوقيت قبل شهر رمضان وبعده فاخترنا بعد شهر رمضان”، وأضاف “هذا حق واضح بينٌ لا ريب فيه في هذه المعركة ومن يتردد بذلك فليذهب ويسأل قرى الهرمل والقاع والفاكهة ورأس بعلبك واللبوة وقرى بعلبك ومن خلفهم كل البقاع“.
ولفت سماحته الى أن “توقيت المعركة ليس له علاقة بأي تطورات اقليمية أو عربية”، وأضاف “هناك اختلاف في وجهات النظر حول هذه المعركة نحترمها ولكن نؤكد أن لا علاقة لايران بها ونحن تواصلنا مع القيادة السورية للتعاون معنا“.
وفيما اعتبر سماحته أن “المعركة هي التي تحدثت عن نفسها”، قال “مساحة المعركة هي ما يقارب 100 كلم2 كانت تسيطر عليها “جبهة النصرة” وفيها جبال عالية ووديان سحيقة وجرداء والقتال بهذه المعركة من أصعب أنواع القتال”، وأضاف “المسحلون تحصنوا في المنطقة وأقاموا المكهوف”، وأوضح أن “المقاومة كانت هي مهاجمة وعامل المفاجأة كان مفقوداً في المعركة حيث تحدثنا عن مفاوضات وإمكانية تسويات“.
وأكد السيد نصر الله أن ما تحقق خلال المعركة في جرود عرسال وفليطة هو “انتصار عسكري وميداني كبير جداً وهو تحقق فعلياً في اليومين الأولين من المعركة بأقل كلفة”، ووصف خطة الهجوم بأنها “كانت محكمة ومدروسة بناء على كل التجارب التي خاضها قادتنا العسكريون والمجاهدون والخبرات التي يمتلكونها“.
وحول دور الجيش اللبناني، قال سماحته “كان للجيش اللبناني دور في تشكيل السد المنيع والحماية لاهالي المنطقة”، وأضاف “ما قام به الجيش اللبناني في محيط عرسال وجرودها على خط التماس كان اساسياً في صنع هذا الانتصار”، وأوضح “لقد تمكن الجيش من تحييد بلدة عرسال عن اي اشكال وإراحتها كان عامل اساسي وحاسم وقطع الطريق على كل من راهن على استخدام بلدة عرسال في هذه المواجهة”، ولفت الى أن “الجيش استهدف أي تسلل من قبل المسلحين ولم تشعر “جبهة النصرة” أنها في أمان من الخلف وأن المعركة فقط مع المقاومة“.
وفيما لفت الامين العام لحزب الله الى أن “قادة “جبهة النصرة” لم يسمعوا إلى كل النداءات التي أطلقناها من قبل وقادتهم تصرفوا بعنجهية”، رأى أنه “كان هناك تصرف عقلاني من قبل سرايا أهل الشام الذين سهلنا لهم الانسحاب الى مخيمات النازحين والبقاء الى جانب عائلاتهم“.
وحول ما يجري في هذه المرحلة حالياً وما سيجري مستقبلاً، أعلن السيد نصر الله أن “التقدم في الميدان في جرود عرسال مستمر وطلبت من المجاهدين التقدم بشكل مدروس مع الاحتياط في استخدام بعض الأسلحة من اجل عدم حصول أي خطأ باتجاه النازحين والمدنيين”، وأعلن أيضاً أنه “بعد انتهاء المعركة سنقوم بتسليم كل الارض والمواقع التي دخلنا اليها الى الجيش اللبناني لكي يعود أهالي عرسال الى أرضهم”، مؤكداً أن “”جبهة النصرة” الآن خارج جرود فليطة وانحسروا في جرود عرسال ولم يبقوا الا في مكان ضيق ومن 3 جهات“.
واذ لفت السيد نصر الله الى أنه “رغم ضراوة المعركة من القصف وغيره بقيت بلدة عرسال في مأمن بفضل الجيش اللبناني وكان هناك حرص على عدم ارتكاب أي خطأ”، وأضاف “نحن لا نسمح لأحد بالاقتراب من مخيمات النازحين أو التعرض لهم بأي سوء”، وتابع “نحن حريصون على عرسال وأهلها وحمايتهم“.
وعلى خط المفاوضات، لفت سماحته الى أن “المفاوضات بدأت جدياً ومن يتولاها جهة رسمية تتصل بنا مباشرة وبمن تبقى من مسؤولي “جبهة النصرة”، ورأى أن “التمهل يعطي مجالاً لاحتمال التفاوض لأننا نريد أن “نأكل العنب لا قتل الناطور“.
ونبّه سماحته الى أن “داعش” يرفض استقبال “جبهة النصرة” لأنه يشترط عليهم مبايعة البغدادي”، وأشار الى أن “مسلحي “جبهة النصرة” فوتوا على أنفسهم فرصة قبول الوساطات”، وأضاف “على قادة “جبهة النصرة” أن يعرفوا أن الوضع في الميدان لنا وهناك تقدم ولكن هناك بعد عن الواقع والفرصة متاحة لكن الوقت ضيق”، وأكد أن “خط العمليات مستمر في الليل والنهار وأمره إلى الميدان”، وتمنّى “عدم وضع سقف زمني من قبل المحبين ولسنا مستعجلين والوقت لنا وعلينا الحفاظ على دماء أخواننا ولا يجب التسرع“.
وشدد السيد نصر الله على أنه “نحن أمام انتصار كبير ومنجز وسوف يكتمل بتوفيق من الله اما بالميدان واما بالتفاوض وستعود كل هذه الارض إلى أهلها”، وأضاف “نحن ماضون نحو تحقيق الهدف وانجاز المهمة وهناك طريقان الميدان والمفاوضات للتسوية ونحن نحاول المراعاة بينهما للوصول إلى النتيجة المطلوبة”، معلناً أن “الصفحة العسكرية سوف تطوى بشكل نهائي وهذا النصر الذي تحقق يهديه مجاهدونا وشهداؤنا وجرحانا إلى كل اللبنانيين وكل شعوب المنطقة التي تعاني من الارهاب التكفيري“.
وأشار السيد نصر الله الى “أهمية ما حصل من إجماع حول هذه المعركة المحقة”، وتوجّه بالشكر إلى كل من رحب ووقف مع المقاومة، وقال “هذا النصر نهديه الى كل المسيحيين بكل طوائفهم ومذاهبهم وكل المسلمين بطوائفهم ومذاهبهم”، وأضاف “نحن في معركة الإرهاب نقوم بواجبنا ولا نتوقع شكر من أحد وإذا جلدنا ببعض السياط نحسبها عند الله“.
وبما يتعلق بما تبقى من الجرود في رأس بعلبك والقاع، قال السيد نصر الله “نترك الحديث به إلى حينه“.
ووجه سماحته كلمة للمضحين، وقال إلى “أوجه التحية الى كل المضحين إلى الشهداء والجرحى المجاهدين وعوائلهم وأقول أن فيكم الحسين والعباس وزينب”، وأضاف “إلى كل الشهداء والجرحى والمقاومين وعوائل الشهداء أنتم ورثة الائمة”، وتابع “بكم أخرجنا الله من ذل الاحتلال والهوان والضعف والخوف والهزيمة“.