بقلم غالب قنديل

اليمن في محور المقاومة

غالب قنديل

الكلمة الهامة التي وجهها السيد عبدالملك الحوثي يوم أمس كرست الحقيقة التي سبق للسيد نصر الله إعلانها مؤخرا عن توسع محور المقاومة في السنوات الأخيرة من ملحمة الدفاع عن المنطقة وبلدانها وشعوبها ضد الأخطبوط الاستعماري الصهيوني الرجعي.

اليمن بعمقه الشعبي وقواه الحية بات في محور المقاومة بإعلان هذا الزعيم الشعبي الذي يقود قوة مقاتلة تثبت جدارتها في الميدان وتيارا جماهيريا واسعا في اليمن عن استعداد شعب اليمن لتلبية نداء قائد المقاومة ونداء الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة في أي معركة قومية قادمة ضد الكيان الصهيوني .

هذا موقف تاريخي يعبر عن عروبة اليمن وعن التزام شعب اليمن القومي التحرري وهو يجسد وعيا لقومية المعركة كما يرد الاعتبار لفكرة ارتباط قضية الاستقلال والتحرر في أي بلد عربي بقضية فلسطين وتحريرها من الاحتلال الصهيوني لأن الكيان الصهيوني هو مركز منظومة الهيمنة الاستعمارية.

الحرب على اليمن في أحد أبعادها الرئيسية كانت حربا لخدمة الهيمنة الصهيونية على المنطقة لأن قادة ومخططي الحلف الاستعماري الصهيوني والحكومات العربية الرجعية التابعة يدركون الأهمية الحاسمة لموقع اليمن الحساس على البحر الأحمر ومضائقه وممراته البرية إلى عمق فلسطين وهم يعرفون باليقين وبوقائع التجربة التاريخية ان شعب اليمن يمتلك وعيا وطنيا وقوميا يجعله في خنادق النضال من أجل فلسطين وهذا الشعب حين يمسك اموره بيديه ويسقط الهيمنة الاستعمارية الرجعية في بلاده سيكرس موقع اليمن المستقل وقدراته كافة لنصرة فلسطين وهو لذلك ومع نهضته الوطنية في مقاومة العدوان الأميركي السعودي ينتزع مكانته كمكون أصيل لمحور الاستقلال والمقاومة في المنطقة وبات شريكا فعليا للبنان وفلسطين وسورية على جبهات الصراع العربي – الصهيوني.

خطاب الزعيم الحوثي نقطة تحول سياسية عربية كبرى ونقلة مهمة في مسار نهوض قومي جديد مع بشائر انتصار سورية الذي بات قريبا كما تنبيء التطورات والمؤشرات بينما شعب فلسطين يقاوم ويستنبط أشكالا جديدة من التنظيم والكفاح ملقيا بركام أوهام التسويات والمساومات البالية التي مكنت العدو الصهيوني من إطلاق وحش الاستيطان ومواصلة تثبيت سيطرته واحتلاله بحراسة السلطة الفلسطينية وتنسيقها الأمني المشين بينما تورطت قيادة حماس في حمى رهاناتها الأخوانية للتقرب من الغرب بواسطة تركيا وقطر بعدما تورطت بطعن الدولة السورية والغدر بها رغم موقف دمشق والرئيس بشار الأسد النبيل والفريد الذي لا يزال محوره الالتزام بفلسطين وهي قيادة لم تمتلك حتى اليوم شجاعة ممارسة النقد الذاتي والتراجع العلني عن خطيئة مشينة بهذا الحجم.

أمل جديد يرتسم في الأفق العربي يسهم به المقاومون الفلسطينيون وجيل القائد الشهيد باسل الأعرج وأحرار اليمن الأشداء بزعامة السيد عبد الملك الحوثي إلى جانب سورية العربية المقاومة وحزب الله وفصائل الحشد الشعبي العراقية التي عاهدت القدس بالقتال لفك أسرها بينما كانت تسطر بطولات مشهودة في الدفاع عن العراق وتحرير مدنه وقراه من عصابات التوحش التكفيري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى