وضع قلق في الحرم : رؤوبين باركو
في اعقاب العملية في الحرم، عاد اعضاء لجنة المتابعة وكذا معظم النواب العرب ليشجبوا بلسان هزيل العملية التي قتل فيها شرطيان إسرائيليان. ويمكن أن نفهم من عموم معارضة عرب إسرائيل المعلنة لاستخدام السلاح بأنهم يبررون في واقع الامر الإرهاب ضدنا من جانب الفلسطينيين في المناطق .
ولكن بعد أن نصبت بوابات الكترونية على بوابات الحرم في اعقاب قتل الشرطيين من اجل احباط تهريب الوسائل القتالية ومنع اعمال القتل في المستقبل، انضم هؤلاء الزعماء بصخب للمفتي الفلسطيني وحماس بدعوة علنية لازالة البوابات الالكترونية والعودة إلى «الوضع الراهن». أي وضع راهن؟ كارل غوستاف الذي قتل بواسطته الشرطيان.
إن رد فعل منتخبي الجمهور العربي ليست صرخة دينية بل تلاعبا سياسيت كاذبا، معناه في واقع الأمر تأييد للإرهاب بخدمة مؤامرات الفلسطينيين لاستخدام ازمة الأقصى لغرض المواجهة بين الإسلام واليهودية، والتي يفترض أن تخدم جهودهم لتصفية إسرائيل. وللأسف تساعد في تحقيق وهم جعل القدس عاصمة «فلسطين».
فإذا كان المسجد الاقصى كما يزعمون يوجد في «خطر» من اليهود «المتآمرين على هدمه»، فلماذا يعارض الفلسطينيون نصب وسائل توفر حماية اخرى للمسجد؟ فواضح للجميع أنه لولا أنه أحبطت العملية في الحرم لأدى التصعيد إلى مزيد من الاصابات وإلى ضرر خطير بالمساجد.
غير أنه مثلما لا تعني المصيبة التي تحل بمساجد الشرق الاوسط القيادة الفلسطينية، هكذا ايضا الضرر المحتمل للمسجد الاقصى ليس في رأس اهتمام المفتي وقيادة عرب إسرائيل التي خلفه. من ناحيتهم يبقى المسجد ساحة إرهاب، حتى لو تضرر، ومرغوب فيه أن يتضرر. وبالتالي فإن معارضة منتخبي «القائمة المشتركة» لوجود البوابات الالكترونية هي في واقع الامر تعبير عملي عن تأييدهم للإرهاب وعن تطلعهم لجلب الفوضى العربية الإسلامية الاقليمية وتوجيهها ضد إسرائيل.
منذ سنين والاقصى يستخدم كمخزن سلاح للحجارة، السكاكين، القضبان الحديدية والزجاجات الحارقة التي تلقى من ساحات الحرم على المصلين في الحائط في اعياد إسرائيل أو حين يعتقد الفلسطينيون بأن اشعال أوار المواجهة الدينية يخدم المشكلة الفلسطينية.
لحظهم كانت للاماكن المقدسة في القدس منظومة الكترونية اخرى هي «القبة الحديدية» التي منعت اصابة صواريخ حماس التي أطلقت نحوها في الجرف الصامد ومنعت الضرر بالممتلكات وبالأرواح في المدينة المقدسة.
لم يحتج مسؤولو الجمهور العربي على هذه المحاولة الاجرامية. وهم لا يحتجون على هدم المساجد والكنائس في الشرق الاوسط التي تتفجر على رؤوس المصلين كل يوم. مذهل كيف أنه في هذا الواقع البشع بالذات نجد أن المسجد الاقصى الذي في سيادة إسرائيل هو الاكثر حماية وأمانا في الشرق الاوسط.
لا توجد أي اهانة في الفحص في البوابات الالكترونية. الحقيقة هي أن المواقع المقدسة في مكة وفي المدينة ايضا، تماما مثلما في المبكى، تستعين، إلى جانب الله، ببوابات الكترونية ايضا ـ تماما مثلما في المطارات في البلاد وفي العالم. وحتى لمواقع التأمين الوطني، المحمية بالبوابات الالكترونية، يصل عرب إسرائيل لتلقي المساعدات دون «احساس بالاهانة».
في دعايتهم الكاذبة يحرض الفلسطينيون ومنتخبو الجمهور العربي، يحرضون الجمهور على سفك الدماء في المسجد الاقصى، رغم الحديث الذي يحذر فيه محمد (النبي) من أن «قطرة دم مؤمن أهم من كل الكعبة، حتى لو دمرت حجرا على حجر». إذا كانت الكعبة هكذا، فبالتأكيد الاقصى. وحقيقة أن الزعماء الفلسطينيين يمنعون الصلاة في الاقصى فقط بسبب نصب البوابات الالكترونية التي تأتي لتحسين الأمن في المجال، هي نوع من الكفر.
إن استخدامهم للدين الإسلامي لخدمة السياسة الفلسطينية هو تنكر من الزعماء الفلسطينيين، مثل غيرهم من الإسلاميين لحقيقة أن القدس في القرآن هي تراث لبني إسرائيل (ولا كلمة عن فلسطين والفلسطينيين)، وهم يتجاهلون التاريخ الإسلامي الذي بموجبه اعترف الخليفة عمر بن الخطاب ومستشاره كعب بقدسية الحرم كأرض يهودية.
لقد مُنع أول أمس دخول اليهود ممن اخترقوا الوضع الراهن إلى الحرم. وهذا دليل على أن الخطوات التي اتخذت هناك ـ بما فيها البوابات الالكترونية ـ هي اجراءات امنية صرفة. يحتمل أنه بسبب الاكتظاظ في المداخل ستتوصل إسرائيل والاردن إلى اتفاق يدخل فيه معظم المصلين براحتهم دون فحص، والمشبوهون وحدهم هم الذين يفحصون بالبوابات الالكترونية.
إسرائيل اليوم