من الصحافة اللبنانية
أبرز ما ورد في عناوين وافتتاحيات بعض الصحف اللبنانية
“الاخبار”: معركة الجرود انطلقت
كتبت الاخبار: بعد طول انتظار، وتحضير امتد أسابيع، انطلقت ليل أمس عملية تحرير جرود عرسال وفليطا في السلسلة الشرقية من الجماعات الإرهابية. سنوات من الخوف والابتزاز والسيارات المفخخة والانتحاريين الذين عاثوا قتلاً ودماراً في الداخل اللبناني، ستنتهي قريباً بتحرير ما يزيد على 300 كلم مربّع من سيطرة الإرهابيين على يد المقاومة والجيش السوري، ليتسلّم الجيش اللبناني لاحقاً الحدود اللبنانية ــ السورية «خالية من الإرهاب»
لم تشأ الجماعات الإرهابية التكفيرية في جرود عرسال أن توفّر دماءها وتقبل بالخروج بتسوية من آخر بقعة محتلة على الحدود اللبنانية ـــ السورية كما فعل غيرها في الأشهر الأخيرة. ومع أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أطلق قبل نحو أسبوعين نداء «الفرصة الأخيرة» لتوفير الدماء، إلا أن المدعو أبو مالك التلّي «أمير» جماعة «جبهة النصرة» الإرهابية في جرود عرسال تعنّت وتمسّك بمطالب مستحيلة التطبيق، حاول فرضها على الدولة اللبنانية للقبول بالتسوية، ومنها خروجه مع حوالى 530 مسلّحاً وبعض العائلات في طائرات من مطار بيروت إلى تركيا، مع مبالغ مالية كبيرة.
وبعد تعثّر المفاوضات التي قادها الشيخ مصطفى الحجيري (أبو طاقية) أول من أمس، و«التواصل التفاوضي» أمس، بدا واضحاً لدى القيادات العسكرية المعنية أن الجماعات الإرهابية لن تقبل بالخروج خالية الوفاض، فاتخذ قرار البدء بالعملية العسكرية، مع عدم إقفال باب التفاوض نهائياً.
ومنذ ساعات الصباح الأولى، أمس، تابعت الطائرات الحربية السورية غاراتها العنيفة التي بدأتها قبل نحو أسبوع على تجمّعات المسلحين، وقصفت فجر أمس مواقع للإرهابيين قرب «معبر الزمراني» وجرود بلدة فليطا وأعالي منطقة وادي عجرم في جرود عرسال. وبعد الظهر، بدأت مدفعية المقاومة بقصفٍ مركّز على مواقع «النصرة» في منطقة الكسارات في الجرود لحوالى نصف ساعة، كذلك قصف الجيش اللبناني منطقة وادي الخيل بالأسلحة الصاروخية والمدفعية المناسبة، بعد رصد مواقعه تحرّكات للجماعات المسلّحة فيها.
ويمكن القول إن القصف الجوّي والبرّي أمس يمهّد لبدء تقدّم قوات مشاة المقاومة والجيش السوري، والتي من المتوقّع أن تبدأ صباح اليوم، وكذلك زيادة منسوب الضغط على الإرهابيين الذين لم يغلقوا باب التفاوض، فيتحوّل إلى «تفاوض تحت النار».
وبحسب المعلومات التي توافرت لـ«الأخبار»، فإن الهجوم البرّي من المفترض أن يبدأ من محورين: من الشرق، أي جرود فليطا المحرّرة باتجاه الجرود المحتلة من فليطا وجرود عرسال مروراً بـ«شعبة خليفة» و«وادي العرجا»، والمحور الثاني من الجنوب بدءاً من جرود يونين باتجاه منطقة وادي الخيل والكسارات في جرود عرسال المحتلة، مروراً بتلة «ضهر صافي» التي تغطي «وادي الخيل» وتضمّ مرصداً مرتفعاً لـ«لنصرة»، وتلة «ضهر الهوى» التي تغطي «وادي الميسرة» و«حرف وادي العوينة»، الذي يضمّ غرفة عمليات لـ«النصرة».
وفي تقييم الواقع العسكري واللوجستي للجماعات الإرهابية، لا يبدو أن أمد المعركة سيطول، حتى لو تمّ الاتفاق بين «النصرة» وجماعة «داعش» على مواجهة الهجوم بالتنسق بينهما. إلّا أن ما يقلق القيادات العسكرية هو اتخاذ الجماعات الإرهابية خيار التوجّه نحو مخيّمات النازحين السوريين لتوريطها، لا سيّما القريبة من مناطق وجودهم في الجرود، خصوصاً في «الملاهي» و«وادي حميد»، التي يفصلهم عنها «حاجز العجرم» التابع لـ«النصرة» قبل «خربة عجرم» ويديره المسؤول الأمني المدعو «أبو السيد». وهذا الخيار هو ما يعمل الجيش اللبناني منذ أسابيع على التحسّب له ومنع الإرهابيين من تحقيقه، لما قد يسبّبه لاحقاً من خسائر بشرية في صفوف المدنيين ورفع منسوب الاحتقان في الداخل اللبناني مع الحملات الإعلامية المشوّهة لدور الجيش. وليس خافياً أن البعض في الداخل اللبناني يراهن على طول أمد المعركة وعلى وقوع اعتداءات ضد مخيّمات النازحين، التي تكشف المعلومات يومياً محاولات الإرهابيين توريطها، لاستثمار التحريض لاحقاً ضد الجيش والتجييش ضدّه بحجة أنه يعتدي على المدنيين العزّل، فيما لا توفّر الجماعات الإرهابية فرصة لتوريط تلك المخيّمات. وفي آخر المعلومات، علمت «الأخبار» أن الموقوفَين اللذين أوقفهما الجيش أول من أمس، وهما عبد المالك كنعان (ملقبّ بأبو أنس جامع) وخضر الأطرش، اعترفا بأنهما كانا يعملان على رصد تحرّكات الجيش في عرسال وإعطاء إحداثيات عن مواقع عسكرية لإرهابيين بغية تنفيذ اعتداءات على مواقع الجيش تنطلق من مخيّمات النازحين، لإحداث فتنة بين الجيش والمدنيين. واعترف الموقوفان بأنهما سلّما ثلاثة أحزمة ناسفة لإرهابيين يختبئون داخل مخيّمين بغية تفجير أنفسهم بالجيش.
وبدا واضحاً أمس عمل فاعليات عرسال وبلديتها وبعض قادة المخيّمات على نزع فتيل أيّ توتّر قد ينتج من تطوّرات العملية العسكرية، والتأكيد على أن المخيمات لن تكون منطلقاً لعمليات إرهابية، وأن النازحين يحرصون على الأمن اللبناني وعلى علاقات المصاهرة والأخوة التي تربطهم بأهالي عرسال.
“البناء”: فلسطين تستعدّ ليوم المنازلة الكبرى دفاعاً عن الأقصى… وغياب عربي إسلامي
مفاوضات وحرب الجرود: حزب الله يتقدّم… وتغطية جوية سورية… وطلب مهلة للفجر
إقرار التشكيلات الدبلوماسية… وعون يحذّر من التحريض العنصري ضدّ النازحين السوريين
كتبت البناء: معركتان كبيرتان مع منتصف الليل تدخلان العدّ التنازلي سترسمان مشهداً إقليمياً جديداً، فمعركة حياة وموت جبهة النصرة تُخاض في جرود عرسال بعدما كانت الوساطات خلال الأيام الماضية لحلّ تفاوضي ينتهي بانسحاب مسلحي جبهة النصرة قد وصلت إلى طريق مسدود، واندلعت المعارك على التلال التي تقدّمت نحوها وحدات النخبة في حزب الله خلال ساعات الليل الأولى من دون اضطرارها لخوض مواجهات تذكر، في ظلال قصف صاروخي ومدفعي نوعي مركّز وكثيف، بينما كان الطيران الحربي السوري يغطّي أجواء المنطقة ليلاً وينفّذ غارات متواصلة على خطوط إمداد النصرة في الأودية والتلال في جرود فليطة ووادي العويني ووقعت تلال الكسارات والتلال 11 و 12 وموقعَي الضليل والبركان بيد مقاتلي حزب الله، بينما كانت مدفعية الجيش اللبناني بمختلف عيارات مدافعها تستهدف مواقع وآليات النصرة في الجرود، وفي منتصف الليل بعدما تمّت السيطرة على تلال عديدة من الجهة السورية وبدأ المسلحون بالانسحاب من التلال المقابلة لمواقع حزب الله، وتحت ضغط القصف الكثيف والمركز طلب الوسطاء مهلة جديدة. وقالت مصادر متابعة إنّ المهلة تنتهي فجراً، وإنّ الأمور وصلت إلى لحظة الحسم، فإما حلّ شامل يولد صباحاً وإما معركة مفتوحة تنتهي بإنهاء الوجود المسلح كله لداعش والنصرة في الجرود.
المعركة الثانية في القدس وعلى مساحة فلسطين كلها، حيث يوم النفير الفلسطيني لحماية الأقصى بمشاركة شعبية شاملة وإعلان الفصائل السياسية والمقاومة للتعبئة العامة والاستنفار واستعداد قوى المقاومة لموقف تصعيدي نوعيّ، دعماً للمواجهة الشعبية التي استعدّ لها الاحتلال بحشد كتائب من الجيش لمساندة وحدات الشرطة بينما قام المستوطنون بتحشيد وتهيئة جماعاتهم لمشاركة الشرطة والجيش في مواجهات اليوم، بعدما سقطت الرهانات على مساعٍ أميركية لنزع بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى رفض الفلسطينيون العبور من خلالها إلى مسجدهم.
فيما يأمل الفلسطينيون من وقفتهم التاريخية فتح باب مواجهة تنتهي بإسقاط محاولة الاحتلال تهويد القدس وفتح الطريق لسيادة فلسطينية على المقدسات تتسع لتشمل القدس لاحقاً، ويعرفون أنّ دون ذلك تضحيات جساماً في ظلّ غياب عربي إسلامي مريب ومشبوه بالتواطؤ والتخلّي، يأمل اللبنانيون والسوريون من الانتصار في معركة جرود السلسلة الشرقية الحدودية بين الدولتين إطلاق إشارة الخلاص من التهديد الأمني لهما ولعاصمتيهما اللتين كانت تصلهما السيارات المفخخة من مصانع أقامتها النصرة وداعش في الجرود، كما يأملون بنهاية إرباك أمن الدولتين مثلته سيطرة الجماعات الإرهابية على هذه المنطقة الحدودية الحساسة، للبدء بمناقشة هادئة لقضية النازحين السوريين.
في ملف النازحين، كان لرئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون كلمة افتتاحية في اجتماع الحكومة خصّصه للتحذير من خطورة الكلام التحريضي العنصري بحق النازحين السوريين. وهي الجلسة التي شهدت إقرار التشكيلات الدبلوماسية بصورة توافقية بين الرؤساء الثلاثة، ظهرت من مواقف الوزراء.
فشل وساطة الحجيري مع «التلي»
تعيش الجرود الحدودية اللبنانية السورية منذ أسبوعين سباقاً محموماً بين المعركة العسكرية والتسوية السلمية التي تراجعت حظوظها ليل أمس، بعد الشروط التعجيزية التي وضعها زعيم جبهة النصرة في القلمون أبو مالك التلي لانسحابه وعناصره الى داخل الأراضي السورية.
وتصاعدت في الساعات الأخيرة وتيرة الضغوط العسكرية والنفسية على مسلحي الجرود في عرسال، وسط انتشار كثيف لـ«وحدات النخبة» في حزب الله في المنطقة المحيطة بمراكز ومواقع تجمُّع المسلحين من «النصرة» و«داعش» في المقلب الغربي والشرقي من الجرود في الجانب السوري، ومنعاً لأي محاولة فرار من جانب المسلحين باتجاه الأراضي اللبنانية، مع سقوط عملية التفاوض التي تقدمت خلال اليومين الماضيين مع عودة الشيخ مصطفى الحجيري «أبو طاقية» إلى الواجهة.
وبدأت عملية التفاوض عصر الأربعاء الماضي عندما ذهب «أبو طاقية» إلى جرود عرسال والتقى بزعيم النصرة «التلي» في أحد مراكزه العسكرية «لإيجاد تسوية وتجنيب المنطقة إراقة الدماء»، لكن المعطيات من داخل عرسال تحدّثت عن «فشل الوساطة» وأن الحجيري التقى التلي بـ«إيعاز وتكليف من شخصية سياسية لبنانية مرموقة».
رسالة المسلحين إلى «الجولاني»
وأشارت مصادر ميدانية لـ«البناء» الى أن «التلي ليس مفاوضاً جدياً ويتحدّث عن مطالب أشبه بالتعجيزية ولا يمكن تنفيذها». ولفتت الى أن «التلي يعيش في حيرة من أمره بين خيارين: أخذ أمواله وعتاده الثقيل وقليل من معاونيه ومرافقيه الى سورية، وبين طلبه أن يسحب حزب الله قواته من الجرود اللبنانية مقابل انسحاب التلي إلى سورية». ونقل مقربون من «أبو طاقية» «بأن صراعاً كبيراً لا يزال قائماً بين التلي ومسلحي النصرة حول الخروج من الجرود من دون أي معركة، بسبب رفض أبو مالك والحلقة الضيقة منه الخروج من دون العتاد والمال الى ادلب خوفاً من قتلهم هناك»، مطالبين بالدخول الى «الحدود التركية ومساندة مموّلهم القطري والتركي لإنشاء منطقة خاصة بهم»، مع تأكيد «أبو طاقية»، «استمراره بعملية التفاوض حتى وإن دخل الوضع ميدان الحرب».
وكانت لافتة الرسالة التي وجّهها المسلحين من هيئة تحرير الشام الى أمير جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، يتحدثون فيها عن صفقة يحاول «أبو مالك التلي تمريرها على حساب دمنا ودم أهلنا النازحين»، بحسب تعبيرهم. وتقضي الصفقة بـ«خروجه الى مطار بيروت فتركيا مع أمواله التي كانت ثمناً لصفقة تسليم راهبات معلولا». وأشاروا فيها الى أن «المعركة في الجرود باتت انتحاراً وطالب المسلحون الجولاني بإقناعه على الخروج نحو إدلب».
وتؤكد مصادر ميدانية لـ«البناء»، «وجود خلاف حاد بين المسلحين لاسيما داعش والنصرة، رغم الهدنة الأخيرة وتوحيد الجهود»، الا أن مواقع داعش باتت «مكمن القتل» في جرود النعيمات، بعد أن أصبح الإرهابيون من النصرة في جرود عرسال الرئة الوحيدة التي تغذّيهم بالمؤونة والمواد الطبية ومستلزمات القتال». وأشارت المصادر الى حالة التخبّط والخوف والانهيار النفسي والمعنوي في صفوف المسلحين مقابل رصد الاستعدادات الضخمة لحزب الله في معركة الجرود التي لن تسمح بفتح أي ممرات للمسلحين».
الديار : انطلاق معركة الحسم في الجرود … ومناورات صامتة جنوبا هذه “رسالة” حزب الله.. هل وقع “التلّي” ضحيّة الرهان على إسرائيل؟
كتبت “الديار “: فيما يغرق اللبنانيون المستفيدون من سلسلة الرتب والرواتب، وغير المستفيدين منها، في اجراء حسابات الربح والخسارة، وفي وقت تقاسمت القوى السياسية الممثلة في مجلس الوزراء التعيينات الديبلوماسية، تتكشف فصول جديدة من ابعاد وتداعيات معركة الحسم في الجرود.. “فالزحف” لتحريرها ان لم يكن قد بدأ على نطاق واسع مساء امس، فهو سيبدأ خلال ساعات، اذا لم يقبل المسلحون التسوية. معركة “التطهير” “نضجت” ولم يعد التأخير مجديا، آخر عمليات الاستطلاع “بالنار” بدأت قبل منتصف الليل، بشكل عنيف من قبل سلاح المدفعية والراجمات التابعة لحزب الله فتم استهداف مواقع المسلحين في وادي العويني ووادي الخيلفي جرود عرسال، فيما شن الطيران السوري غارات مكثفة على مواقع قيادية وعملانية للمسلحين، وسط معلومات عن سيطرة مقاتلي حزب الله بعد منتصف الليل على منطقة الكسارات و3 مراكز لـ”جبهة النصرة” في وادي العويني في جرود عرسال، وكذلك على نقطتين استراتيجيتين في جرود فليطا.
المساحة الزمنية التي تم منحها مساء لم تكن للتفاوض وانما للقبول بالشروط او رفضها، فالتفاوض توقف منذ اسبوع، والوساطات لم تعد خلال الايام القليلة الماضية في اطار تبادل المطالب، بل في اطار معادلة اما الرضوخ للتسوية او اختيار طريق “الانتحار”… لكن يبقى السؤال الاهم: “على ماذا يراهن امير “جبهة النصرة” ابو مالك التلي؟ خصوصا ان “الوظيفة” السياسية لمجموعته المسلحة القاضية بإسقاط النظام السوري قد انتفت وباتت جزءا من الماضي… فهل حصل على “وظيفة” جديدة وكان يعول على مشغليه الجدد لحمايته في الجرود؟
اوساط معنية بملف الجرود اكدت ان الساحة السورية تشهد تقلبات جذرية في موازين القوى الداخلية، وفي تداخل الحسابات الخارجية التي ازدادت تعقيدا بفعل الخلافات الخليجية الاخيرة، والتفاهمات الاميركية- الروسية وكذلك التفاهمات الايرانية -التركية – الروسية. هذه العوامل ادت الى خلط الاوراق والتحالفات وبرزت خارطة مصالح متضاربة بين اصدقاء الامس، ما انعكس بشكل مباشر على الفصائل والمجموعات المسلحة التي دخلت مجددا في اتون حرب “الاخوة” في الشمال السوري والغوطة الشرقية، في انعكاس مباشر للخلاف بين قطر والسعودية والامارات.
استثمار اسرائيلي
ووفقا للمعلومات، منذ نحو العام والنصف اصبحت مجموعة ابو مالك التلي في الجرود جزءا مما تعتبره اسرائيل امتداداً حيويا لنفوذها في مواجهة حزب الله، وبات جزء من استثمارها في المجموعات السورية المسلحة على طول الحدود مع الجولان السوري، فمنذ ان بدأت اسرائيل تعمل بجهد كبير للتواصل مع المسلحين تحت عنوان “جيرة جيدة” على طول الحدود جنوب سوريا، دخل في سياق اهتمامها تطويق حزب الله من الجهة الشرقية للحدود اللبنانية، وبما ان الاستثمار في “داعش” صعب “التسويق” فتحت خطوط التواصل مع امير جبهة النصرة في القلمون عبر الاستخبارات القطرية التي عملت على “تعبيد الطريق” امام هذه العلاقة “المصلحية” خصوصا خلال العام المنصرم حين ايقن التلي ان “المظلة” الاقليمية السابقة لم تعد قادرة على حمايته والمحافظة على دوره ووافق على الدخول ضمن منظومة دعم الاستراتيجية الاسرائيلية القائمة على خلق جبهة معادية في “الحديقة الخلفية” لحزب الله.
بعد التفاهم الروسي -الاميركي في الجنوب السوري، خرجت اسرائيل عن “طورها” وعبر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو صراحة عن رفضه للتفاهم لانه لم يراع المصالح الاسرائيلية، ووفقا لتقارير الاجهزة الامنية الاسرائيلية فان المشروع الاسرائيلي الذي تعاظم خلال السنة الاخيرة من خلال اقامة بنية تحتية استخباراتية على الحدود اللبنانية الشرقية، بات معرضا للانهيار بعد “الصفقة” الاميركية – الروسية في الجنوب، وتبين للاسرائيليين ان الاميركيين لم يبالوا من خلال دعمهم للجيش اللبناني بالمصالح الاسرائيلية، وكذلك لم يبدوا اي اهتمام للتنسيق الميداني بين المؤسسة العسكرية وحزب الله، واتضح ايضا ان التفاهم في الجنوب السوري على وقف النار لن ينطبق على الحدود الشرقية، اي ان الامور تتجه الى الاسوأ، خصوصا ان حزب الله وعبر الجانب الايراني ابلغ الروس بأن بقاء هذه البؤرة غير مقبول ولن يسمح بأن تكون الحدود اللبنانية مع سوريا جزءا من اي تفاهمات تبقي المسلحين في مواقعهم، وبالتالي فان اسرائيل التي قدمت العلاج لاكثر من 4000مسلح سوري، و55 طناً من الالبسة ، وحوالى 12 طنا من الاحذية، و250 طناً من المواد الغذائية، و465 الف ليتر من الوقود للمعارضة السورية، ترى انها امام خسارة جديدة لاحد حلفائها الموضوعيين على الحدود اللبنانية.
المستقبل : عون يذكّر بأولوية “الموازنة” والحريري يأمل إقرارها خلال أسابيع التعيينات الديبلوماسية: ولّى زمن الشغور
كتبت “المستقبل “: إنجاز يليه إنجاز وحبل التوافق على الجرّار.. في ما يشبه “الانتفاضة المؤسساتية” على مرحلة الترهل والسبات، يواصل نجم الدولة صعوده في مدار العمل والانتاج مسجلاً سرعات قياسية في سعيه نحو طيّ ملفات حيوية مُزمنة طال انتظارها على رصيف الشغور والفراغ والانقسام. فبعد 24 ساعة على إقرار سلسلة الرتب والرواتب بما هو من إنجاز وطني ونقابي وازن في سلة “العهد والحكومة ومجلس النواب” كما نوّه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أمس، عاد التضافر الحكومي ليسجّل إنجازاً جديداً أمس تمثّل بإقرار مجلس الوزراء حزمة تعيينات ديبلوماسية واسعة “لم يشهد لبنان حجمها منذ ربع قرن” وفق ما عبّر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لـ”المستقبل” في معرض الإعراب عن سروره بهذا الإنجاز، سيما وأن هذه التعيينات أنهت زمناً طويلاً من الشغور المتراكم في عدد من مراكز التمثيل الديبلوماسي اللبناني على مستوى العالم.
اللواء : طلائع معركة الجرود على وقع دعوات أميركية ودولية لنزع سلاح حزب الله 6 سفيرات في العواصم الكبرى والفاعلة.. وانتفاضة القضاء ضد السلسلة تتصاعد
كتبت “اللواء “: خطفت المعلومات التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي عن بدء العملية العسكرية في جرود عرسال الأنظار ليلاً، على وقع تحذيرات أميركية جاءت على لسان السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هالي من ان حزب الله يُعزّز ترسانته من الأسلحة، مطالبة بعد لقاء مبعوثة الأمم المتحدة إلى لبنان سيغريد كاغ، عشية اجتماع مجلس الأمن الدولي لمناقشة إحاطة حول القرار 1701 وبعثة حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية (اليونيفل) العاملة في جنوب لبنان، بأن يولى المجتمع الدولي سلاح الحرب الاهتمام، والضغط عليه لنزع هذا السلاح، لمنع التصعيد في التوترات الإقليمية، والكف عن السلوك المزعزع للاستقرار وبخاصة تجاه إسرائيل.
وفي الإطار نفسه، شدّد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرس على “ضرورة نزع سلاح “حزب الله” في لبنان، والعمل على الحفاظ على الزخم السياسي الإيجابي الذي تحقق مؤخراً لتعزيز قدرة البلد على مواجهة التحديات.
الجمهورية : إشتباك حول السلسلة والضرائب… ومحاصصة في التشكيلات الديبلوماسية
كتبت “الجمهورية “: الواقع الداخلي يتحرك على إيقاع سلسلة الرتب والرواتب وارتداداتها على مختلف القطاعات المربوطة بها، والجو العاصف الذي يقابلها من الهيئات الاقتصادية التي تحذّر من تداعيات شديدة السلبية على المالية العامة، فيما هو مرشّح خلال فترة وجيزة لأن يتحرّك على إيقاع السلسلة الشرقية في ظل الحدث الأمني ضد المجموعات الارهابية في منطقة جرود عرسال، حيث تؤشّر المعطيات الامنية الى دخول المنطقة حَيّز العد التنازلي الفعلي، وهو ما أكدته مصادر حزبية معنية بهذا الحدث لـ”الجمهورية”، وقالت: “الساعات الـ72 المقبلة حاسمة، خصوصاً أنّ المفاوضات التي كانت جارية حول المنطقة انتهت، وبالتالي الظروف الميدانية اكتملت من كل النواحي. وشدّدت في الوقت ذاته على أن ما يُقال عن توقيت العملية العسكرية في الجرود بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى الولايات المتحدة الاميركية لا يمتّ الى الواقع بصِلة، خصوصاً انّ هذه العملية هي استكمال للعملية التي قام بها “حزب الله” في القلمون الغربي، وتمّ تأجيل تنظيف القسم الباقي في هذه المنطقة من الارهابيين جرّاء الجو السياسي والطائفي والمزايدات التي أثيرت آنذاك، واليوم الوضع مغاير تماماً لِما كان سائداً آنذاك، والجميع في جو العملية القائمة لا محالة من رئيس الجمهورية الى رئيس الحكومة والى سائر المستويات السياسية والأمنية”.
ظلت السلسلة في صدارة المشهد الداخلي، ولا يبدو الخلاف عليها محكوماً بسقف زمني، مع الحديث عن تحرّك تصعيدي للهيئات الاقتصادية. واذا كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كرّر تمنّيه لو انّ الموازنة أقرّت قبلها لتحديد إيرادات الدولة وابواب الانفاق، ودعا الى التشدّد في تطبيق القوانين ذات الصلة بالرقابة والايرادات، ومعاقبة التهرب من دفع الضريبة، وجّه اليه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل رسالة ناشَدهُ فيها ردّ قانون الضرائب الذي أقرّه مجلس النواب في جلسته التشريعية أمس الاول، “وذلك لإنقاذ الاقتصاد وذوي الدخل المحدود”.
ووصف الجميّل كلام رئيس الجمهورية عن أنه كان يفضّل إقرار الموازنة والايرادات قبل السلسلة، بأنه في مكانه السليم، وقال: “موقف رئيس الجمهورية أساسي لرَدّ البوصلة الى المكان الصحيح”.
وإذ جَدّد الدعوة الى وقف مكامن الهدر والفساد وضبط مالية الدولة، رأى “انّ هناك طريقتين لإيقاف الجريمة؛ ردّ القانون الى المجلس والطعن بالقانون. وقد بدأنا بالخطوة الاولى قبل ان نلجأ الى التدبير الثاني، لأنّ طريقة إقرار الضرائب كانت مخالفة للدستور وللنظام الداخلي لمجلس النواب”.
في هذا الوقت، لفتَ هجوم رئيس مجلس النواب نبيه بري على مَن وصفهم بـ”الحيتان”، وقال أمام زوّاره: “السلسلة هي الانجاز الأهم الذي يشهده لبنان منذ سنوات طويلة. وأعود وأكرر انّ هذه السلسلة لا تطال الفئات الشعبية او الفقيرة خلافاً لِما يجري ترويجه من بعض الحيتان التي تحرّكت للتشويش على هذا الانجاز.
لن نتأثر بكل ما يقال، المهم انّ السلسلة أنجِزت، لكن ما يجب ان يكون معلوماً هو انّ الأمر لم ينته ولا يجب ان ينتهي هنا، بل يفترض ان يستكمل بالتوجيه من قبلنا جميعاً وتحديداً الحكومة الى المهمة الكبرى في منع مسارِب الهدر ووقف الفساد وكل ما يعيق حركة نمو البلد. اقترب ان أقول إننا بحاجة الى ما يشبه حالة طوارىء للإنقاذ الاقتصادي والمالي، وكل ما يتّصِل بذلك”.