مقالات مختارة

حكومة اسرائيل غير قادرة على الاعتراف بفشلها: ران أدليست

 

أتعرفون أولئك الذين هم مستعدون لان يقلعوا لانفسهم عينا شريطة أن يقلعوا للاخر عينين؟ هذه بالضبط سياسة حكومة اليمين في غزة، وبالذات في ايام الصيف الحارة. فمن جهة، يتعاونون مع ابو مازن والسيسي في تشديد الضغط على السكان، كي يلجموا حماس، ومن جهة اخرى يعود بالضغط لاسرائيل كالسهم المرتد .

مؤخرا منعت وزارة الصحة الاستحمام في شواطيء البحر في زيكيم والحديقة الوطنية عسقلان بسبب تلوث خروج قيس في مياه البحر المتوسط. “نحن في ذروة موسم الاستحمام”، كتب رئيس بلدية عسقلان لرئيس الوزراء، “والامر الاخير الذي نريد ان يحصل هو اغلاق الشواطيء”. محرج قليلا، ان لم يكن مهينا، ان نقارن معاناة سكان غزة بـ “الضرر” الذي لحق بسكان عسقلان، وما تبقى فحصه هو اذا كانت سياسة الحكومة تبرر اضرار الطرفين. الجواب هو بالتأكيد لا. صحيح أن العنوان الرئيس في “اسرائيل اليوم” قدر: “ابو مازن لم يتوقف حتى يخضع هنية”، ولكن أحقا. الحقيقة هي ان حكومة اسرائيل اليوم غير قادرة على أن تعترف بفشلها في معالجة القطاع، سواء مدنيا أم امنيا. فالجدار والوسائل ضد الانفاق (أيحتمل أن تكون الاحباطات اختفت لان احدا ما فهم أن ضررها أكثر من نفعها)، النار على كل طلة – كل هذه هي مساعدات تكتيكية.

الاستراتيجية هي الضغط على السكان من اجل اضعاف حماس ولادخال إما محمد دحلان أو أبو مازن – والمرغوب دحلان – من أجل ان يكونا مشاركين في ترتيبات الحكم الداخلية. ولكن هذا لم ينجح. حماس ستخضع قليلا هنا وهناك، ولكن لا يوجد اي سبيل لان تتخلى عن حكمها في القطاع. السياسة الاسرائيلية في غزة، كما شرح رئيس الاركان، “تقوم على ادارة عاقلة للنزاعات”. وعلى حد قوله، وافقت حماس لاول مرة على أن تدفع مقابل الوقود بدلا من استثمار المال في الارهاب. عذرا، هذه ترهات. في هذه الاثناء يريد المواطنين في اسرائيل الاستحمام في البحر، اكل السمك وباقي الحيوانات البحرية دون أن يكونوا عرضة للمرض، ان يشربوا الماء النقي – وكذا الامور الصغيرة هذه تمنعها الحكومة عنهم في صالح سياسة امن عديمة الامن والنفع.

هذه الايام تغلق مكوروت منشأتين لنهل المياه الجوفية على حدود قطاع غزة في منطقة قرية نتيف هعسرا، في اعقاب ضخ المجاري من غزة الى اسرائيل. في اعقاب قيود كهربائية انهارت منشآت تطهير المياه في القطاع، والاحياء الشمالية لقطاع غزة، بيت حانون وبيت لاهيا (نحو 150 الف نسمة) بدأوا يدفعون بالمجاري نحو جدول حانون الذي يجتاز اسرائيل ويصب في البحر. لقد اصبح الجدول قناة مجاري كبرى، والتلوث ينتقل الى البحر ويتسلل الى الخزان الجوفي للشاطيء، والوضع كله هو موبئة صحية كبرى.

على حكومة اسرائيل ان تفهم بان الوضع الانساني الصعب في القطاع يتفاقم، وآثاره تمتصها بلدات غلاف غزة”، قال رئيس المجلس الاقليمي شاطيء عسقلان، يائير فرجون. “اذا لم يتغير الوضع، ستتأثر كل دولة اسرائيل مما يحصل في الطرف الاخر من الحدود. مطلوب هنا تدخل فوري من الحكومة، وضع سياسة وقرارات لكيفية التصدي لهذه الظواهر”.

حكومة؟ وضع سياسة؟ قرارات؟ اضحكتم الحكومة، واضعي السياسة وآخذي القرارات. كل الباقين يبكون.

معاريف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى