شؤون عربية

نيويورك تايمز: ليلة الانقلاب على ولاية العرش

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركيّة، تقريرًا مفصلًا، حول كواليس “ليلة الانقلاب على ولاية العرش” في السعوديّة .

وقالت الصحيفة، إنّ ولي عهد السعودية السابق، محمد بن نايف، كان معتادًا على تلقّي الأوامر، وفي تلك الليلة، تمّ استدعاؤه إلى القصر في مكة، حيث احتجز رغمًا عنه، وتم الضغط عليه لساعات طويلة للتنازل عن ولاية العهد، إلى أن أعلن استسلامه وتنازله عند الرابعة فجرا.

وأضافت الصحيفة، “بحلول الفجر، استسلم بن نايف، وأفاقت المملكة على خبر أنّ لديها ولي عهد جديدا، وهو ابن الملك الذي يبلغ 31 عاما“.

وتابعت الصحيفة، إنّه منذ ترقية محمد بن سلمان في 21 حزيران/ يونيو، بدأت المؤشرات تدلّ على أنّه ينوي استبعاد ابن عمه عن العرش.

وقالت الصحيفة، إنّه كان لا بد من كسب التأييد داخل العائلة المالكة، لتسيير هذا “التغيير المفاجئ” حيث أخبر كبار الأمراء في العائلة الحاكمة، أنّ بن نايف ليس مؤهلًا للعرش، وذلك بسبب “مشاكل مخدرات” يعاني منها، وذلك كما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، عن شخص “مقرب” من العائلة المالكة.

وأضافت الصحيفة، إنّ جمع كلّ هذه السلطات بيد شاب، أثار حالة من البلبلة وعدم الاستقرار في العائلة المالكة.

وحسب الصحيفة، فإنّ الانقلاب بدأ عندما التقت مجموعة من الأمراء وكبار المسؤولين الأمنيين، في قصر الصفا في مكة، وذلك بطلب من الملك سلمان.

ونقلت الصحيفة عن محللين، قولهم إنّ هذا التغيير بدأ في ليلة 20 حزيران/ يونيو، قبل نهاية شهر رمضان، “هذا التوقيت كان مناسبا للتغيير، فالسعوديون منشغلون بالشعائر الدينية.

وفي تلك الليلة، جرّد بن نايف من هواتفه المحمولة، وقيل له أنّه سيلتقي بالملك سلمان، حيث اقتيد إلى غرفة أخرى، وتم الضغط عليه من أجل التخلي عن منصبه في ولاية العهد ووزارة الداخلية.

وتابعت الصحيفة، إنّ بن نايف قاوم في البداية، إلا أنّه أعلن استسلامه عند الفجر، وذلك بعد أن انتابه التعب بسبب مرض السكري.

وما زال بن نايف، حسب الصحيفة، يعاني من آثار محاولة الاغتيال التي تعرض لها عام 2009.

وأضافت الصحيفة، إنّه تم استدعاء أعضاء هيئة البيعة، المكونة من الأمراء الذين يصدقون على التغيرات في التتابع الملكي، حيث قيل لهم، إنّ بن نايف لديه مشكلة جدية في تعاطي المخدرات، ما يجعله غير مناسب بتاتا لاعتلاء العرش.

وقال أصدقاء مقربون من بن نايف، إنّه عانى لسنوات، من آلام دائمة واضطراب ما بعد الصدمة، بعد محاولة اغتياله عام 2009، وهو ما دفعه إلى تعاطي أدوية مخدرة، والتي من المتوقع أن يكون قد أدمنها فعلا.

ومن جهته، قال بروس ريديل، ضابط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق، إنّ الأدلة تشير إلى أنّ بن نايف، تعرض عام 2009، إلى إصابات في محاولة اغتياله، أكثر بكثير من تلك الإصابات التي تم التصريح عنها، كما أنّه انخرط في تعاطي المسكنات والمهدئات والأدوية المخدرة، ما تسبب له بـ”إدمان شديد“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى