السلطة الفلسطينية تريد تركيع حماس: ايال زيسر
لا يمر يوم دون أن يُنزل أبو مازن ضربة شديدة جديدة على رأس سكان قطاع غزة. قبل نحو شهر تم تقليص كمية الكهرباء للقطاع، حيث اقتصرت على ساعتين أو اربع ساعات يوميا. وفي نفس الشهر تم تقليص رواتب عشرات آلاف الموظفين التابعين للسلطة الفلسطينية والذين يجلسون في بيوتهم في غزة دون عمل منذ سيطرت حماس على القطاع قبل حوالي عقد من الزمن. وقبل اسبوع تمت احالة الآلاف منهم الى التقاعد الالزامي .
وقد تم وقف دفع مخصصات أسرى محررون، وتنوي السلطة في الاسابيع القريبة تقليص أو وقف اعطاء مخصصات الرفاه لعشرات آلاف المحتاجين، والحبل على الجرار.
الضربات الشديدة تنزل على رأس سكان القطاع، الذين بعضهم من الموالين للسلطة الفلسطينية والذين حافظوا على هذا الولاء، لكن العنوان بالطبع هو حكومة حماس التي يريد أبو مازن اخضاعها وتركيعها. ومن اجل ذلك يقوم باستغلال ضعف حماس في غزة، وضعفها في الساحة الدولية. وفي نهاية المطاف اذا كان من المسموح للسعودية ومصر استهداف قطر التي تدعم حماس، فلماذا هذا غير مسموح لأبو مازن.
لقد قرر الرئيس الفلسطيني ازالة القفازات. ولكن كعادته هو يتجنب الصدام المباشر ويفضل زيادة الضغط على السكان في القطاع بشكل تدريجي، وفي احيان كثيرة بواسطة اسرائيل، على أمل أن يجبر هذا قيادة حماس على الخضوع والموافقة على اعادة التأثير والسيطرة في القطاع للسلطة الفلسطينية، ولو بشكل جزئي. اسرائيل من ناحيتها تنجر خلافا لمصالحها الى المواجهة التي يفرضها أبو مازن على حماس، وهي تضطر الى خلق التوازن بين رغبتها في تعزيز أبو مازن واضعاف حماس وبين الالتزام بالحفاظ على التهدئة على طول حدود القطاع.
في الوقت الحالي اصبح قطاع غزة مثابة جهنم بالنسبة للسكان. وفي الوقت القريب سيصبح القطاع، حسب الامم المتحدة، مكانا لا يصلح للعيش. وأبو مازن لا يريد الانفصال عن غزة، بل يريد استعادتها والسيطرة عليها. ولكن يجب عليه أن يأخذ في الحسبان أن حماس قد تحني رأسها ليس أمامه، بل أمام الرئيس المصري، والموافقة على قبول محمد دحلان، الذي يكرهه أبو مازن، كشريك في السيطرة على قطاع غزة، شريطة رفع الحصار عنه بفضل علاقاته الجيدة مع القاهرة والقدس.
اسرائيل اليوم