مقالات مختارة

لماذا ننتظر نتائج التحقيق في فساد نتنياهو: ايريس ليعال

يمكن القول إن التحقيق المتشعب في الشؤون المتعلقة برئيس الحكومة بشكل مباشر (ملف ألف وملف ألفين والعلاقة مع شاؤول الوفيتش)، وبشكل غير مباشر (قضية الغواصات) هو بحاجة الى وقت، حتى لو كان من يقفون على رأس الادعاء لا يجرون أقدامهم. كل قضية وعدد المرتبطين بها تبين صعوبة بناء الملفات، وتشير الى آفات النظام الذي يسيطر منذ عقدين، وهذه فترة طويلة تتسبب بشعور الأحقية الخاصة في السيطرة على خدمات الدولة، الأمر الذي يولد في نهاية المطاف ما لا يمكن منعه: الفساد الوقح في السلطة.

المثال الاكثر بروزا على هذه الوقاحة هو حقيقة أن جميع اعمال شلومو فلبر، الرجل المقرب من نتنياهو – التي كانت مثابة مساعدة لاحتكار الوفيتش – تمت بعد نشر تحقيق غيدي فايتس الذي كشف عن قوة العلاقة بين نتنياهو – الوفيتش – بيزك في صحيفة “هآرتس″ في تشرين الاول 2015. ويسمون ذلك باللغة اليومية التبول من ماكينة صنع الكريما، لكن يوجد هنا عدم حذر في مستوى اجرامي، وهو دائما يرافق التعالي، الذي هو من مظاهر التسلط.

تأكيد هذه النقطة يمكن ايجاده في حقيقة أنه بعد كشف القضايا، الواحدة تلو الاخرى، لم يعتقد نتنياهو ووزراءه، ومنهم نفتالي بينيت، أن تقديم لائحة الاتهام تتطلب استقالة رئيس الحكومة. وهذه هي طبيعة الماكينة القوية التي تطلب المزيد من الوقت من اجل تخليد تسلطها. ومن هنا يأتي التفسير بروح “يجب على رئيس الحكومة الاستمرار كرئيس للحكومة، لأنه رئيس حكومة”. لهذا فان السؤال الهام والحاسم هو هل يجب على مواطني الدولة الانتظار بخضوع الى أن تنهي الشرطة ونيابة الدولة والمستشار القانوني عملهم، في الوقت الذي تتراكم فيه القمامة أمام منازلهم، أو أنه يكفي المعروف حتى الآن من اجل الطلب من نتنياهو الاستقالة؟ من الدارج القول في الدولة السليمة إن رئيس الحكومة كان سيستقيل بخجل. ولكن هذا الامر لا يحدث هنا. عندما تأتي الساعة وتنتهي ولا يكون وجود لأي اشارة على فعل أي شيء، يتم التعامل مع الامر بهز الكتف وكأن الجمهور محظور عليه التقدير وأن قرار أن تكون مرة واحدة والى الأبد دولة سليمة، لا يوجد بين يديه.

على خلفية الاخلاق المتدنية لممثلي الكنيست، يجب على الجمهور وضع المعايير المناسبة أمامهم.

منذ بضعة اسابيع تحدث في كل أمسيات السبت مظاهرات تزداد طاقة وجرأة أمام منزل المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت تطلب منه تسريع التحقيق ضد نتنياهو. واليكم فكرة: لماذا يجب انتظار النتائج؟ فما هو معروف حتى الآن وبدون أي شك – ثقافة الهدايا التي تمت الى جانب تدخل نتنياهو في اعطاء تأشيرة الدخول الامريكية لملتشن، والاحاديث المسجلة مع نوني موزيس التي من خلالها تم عقد الصفقة التي يجب أن تقض مضاجع مراقب الدولة، والتصريح المشفوع بالقسم الكاذب الذي قدمه نتنياهو لمراقب الدولة بخصوص طبيعة علاقته مع الوفيتش وملتشن، كل ذلك يكفي من اجل اخراج الجمهور الديمقراطي الى الشوارع، يسار ويمين، متدين وعلماني، للمطالبة بفم واحد: يا نتنياهو، يجب عليك الاستقالة.

هآرتس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى