بقلم غالب قنديل

وعود فيلتمان الخائبة وجوقة التبع

غالب قنديل

الطابور اللبناني الذي تآمر على المقاومة قبل حرب تموز وخلالها وبعدها صب كل سمومه ضدها وضد الشقيقة سورية بألف ذريعة وذريعة تستروا بها لتنفيذ تعليمات مدفوعة الثمن من واشنطن وباريس ولندن والرياض والدوحة ومن غرف عمليات عمان واسطنبول.

يجب ان يتذكر اللبنانيون اليوم جميع الذين توعدوا المقاومة في تموز 2006 بالتصفية وبنزع السلاح وحلموا باعتقال قادة وكوادر المقاومة والقوى والشخصيات الوطنية الداعمة لها وابتهجوا لتقارير وكالات الأبناء العالمية عن معسكر اعتقال كبير أعدته قوات الاحتلال في الجليل المحتل لتزج فيه بآلاف الكوادر والمناضلين الذين حلمت القيادة الصهيونية باعتقالهم.

يجب تذكير اللبنانيين اليوم بأذناب مجموعة شرم الشيخ المنخرطة في العدوان الصهيوني وباسترجاع تحركات عصابة فيلتمان اللبنانية التي حاكت النموذج الصهيوني بتقارير صحافية عن تحضير زنازين لرموز المقاومة ومناصريها عبر وسائل إعلام لبنانية مأجورة ومستأجرة تجندت بمرتزقتها لترويج المفتاح السعودي الذي تلقفته القيادات اللبنانية التابعة عن “مغامرة غير محسوبة “.

يجب تذكير اللبنانيين بمواقف رئيس الجمهورية المقاوم إميل لحود وبالموقف الوطني الشجاع والتاريخي للزعامات اللبنانية الوطنية : الرئيس ميشال عون والوزير سليمان فرنجية والرئيسان سليم الحص وعمر كرامي وسائر قوى ورموز الثامن من آذاروبالأخص الحزب الشيوعي والحزب القومي والوزراء والنواب عبد الرحيم مراد وأسامة سعد وزاهر الخطيب وجهاد الصمد ونجاح واكيم وغيرهم من حشد شريف يضيق به التعداد ممن تحدوا حلف العدوان وتصدوا لأذنابه التافهين.

ليس من المصادفة ان زمرة فيلتمان نفسها وبعدما ترسخ انتصار تموز سخرت جهودها من سنوات للانخراط في آلة العدوان على سورية ووجدنا رموزها يمنون خيالاتهم العقيمة بسقوط الدولة السورية والنيل من رئيسها المقاوم وتناسوا ان فيلتمان الذي وعدهم بذلك هو من وعدهم بتصفية المقاومة في تموز لكن عقلية التابعين تعلي من شأن السيد الأميركي ومشيئته العليا “التي لاتقهر” دون محاسبة او مراجعة خصوصا عندما تكون مذلة التبعية مقرونة بحقن المال وبتجارة سلاح ومعونات وفواتير خدمات تقنية واعلامية لعصابات الإرهاب التي احضرت إلى لبنان وأحدثت لها معسكرات التدريب بإمرة ضباط من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وتركيا وفي الخلفية شراكة أردنية صهيونية بغرف القيادة العليا من اسطنبول وعمان.

انتصار تموز يستكمل قريبا بنصر سوري تتبلور مقدماته ومعه ستسطع مؤشرات انكسار الغزوة الاستعمارية الصهيونية الرجعية وتتلاحق البشائر في الميدان السوري تكرسها علامات سياسية فارقة دوليا وإقليميا.

كما حلموا بتصفية المقاومة عادوا فحلموا بتدمير سورية العربية المقاومة التي ساندت المقاومة في ملحمة تموز بكل ما لديها من عتاد وتقنيات متطورة كما كشفت المعلومات اللاحقة خلال السنوات المنصرمة بعد الحرب والقيادة السورية التي ترفض الاستعراض بذلت جهودها بصمت وقد بلغت دمشق قرار دخول الحرب واضعة جيشها رهن إشارة قائد المقاومة وتقديره للموقف منذ أيام الحرب الأولى بينما منعت العدو من توسيع نطاق العدوان بإنذار رسمي صدر من العاصمة السورية لتحذير قيادة الكيان الصهيوني من تهديد خطوط الدفاع السورية عن دمشق من جبهة البقاع الغربي فتجمدت وحدات جيش العدو هناك بعدما صدها المقاومون في سهل الخيام وهكذا عمل فك الكماشة السوري بالتناغم مع بطولات المقاومين في القطاعين الأوسط والغربي فلم تقتصر المشاركة السورية على الدعم والإمداد العسكري او على التضامن السياسي والإعلامي او على احتضان مئات ألوف اللبنانيين الذين هجرهم العدوان.

أيتام فيلتمان وبندر غارقون في المأزق وهم يكررون الخطيئة ذاتها وينتظرون الأوامر والتعليمات للاستدارة بل إنهم حتى حين اعترف العدو بهزيمته امام حزب الله أنكروها والإنكار لايزال حماقتهم الراسخة في التعامل مع سقوط رهاناتهم في سورية ورغم تدحرج التراجعات الغربية السافرة ( يتجاهلون كلمات مسيو ماكغون ) ومع غرق مشغليهم في مآزق النزاعات الخليجية البينية الناتجة عن فشل كبير وعميق ما تزال نتائجه في البدايات فما تبدى منه حتى الساعة ليس سوى الرأس الدقيق لجبل الجليد الضخم في المحيط العربي والدولي المتحول انطلاقا من صمود سورية وحزب الله ومن صعود إيران وثبات روسيا والصين … العالم يتغير والحمقى يفركون عيونهم!!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى