العماد عون: لا خطوط حمراء في وجه الجيش
نقلت صحيفة “الأخبار” عن المطلعين على موقف قائد الجيش العماد جوزيف عون قولهم إن المعطيات الميدانية عن احتمال عمل عسكري كبير في الجرود الشرقية ضد مسلحي “داعش” و”النصرة” في الجانب السوري منها، وكثافة قصف الطيران السوري على نحو غير مألوف، تشي بقرب حصولها.
وأشارت إلى أن المعلومات المتوافرة لدى الجيش ان ثمة حشوداً من شأنها التمهيد للعمل العسكري، ناهيك بالموقف الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وكلامه عن انذار اخير ما لم تُجر تسويات سريعة، يعزز فكرة تعاون ما بين الجيش السوري وحزب الله.
وأوضحت أن ما يحول دون العمل العسكري هو موافقة المسلحين المتمركزين في الجرود على تسوية بالانسحاب، وخصوصاً موقف ابومالك التلي بالرضوخ لهذا الحل او تصفيته، ما خلا ذلك الآمال قليلة بمخرج آخر.
وبحسب المطلعين على موقف عون، “لا ينتظر الجيش القرار السياسي من السلطات الرسمية، وفي معظم اعمال الدهم ومواجهة التنظيمات الارهابية فيجرود عرساللم ينتظر مرة القرار السياسي، متى كان عليه مواجهة الارهاب من اي جهة اتى”.
وأضافت: “توقيت هجمات الجيش لا يخضع للتعليمات والقرار السياسي، بل لمسرح الاحداث والظروف، وهو بنى كل تحركاته الاخيرة طبقاً لهذه القاعدة. في احسن الاحوال يكون رئيس الجمهورية، في الغالب، على علم مسبق بعملية يتأهب الجيش لتنفيذها، ثم يحاط لاحقاً علماً بنتائجها”.
ولفتت إلى أن “ما يُفصح عنه عون ان الجيش يتفادى مواجهة الارهابيين المتمركزين في الجرود المقابلة لعرسال بسبب اتخاذهم من مخيمات يقيم فيها 11 الف نازح سوري دروعاً بشرية. هذا الموقف حمله الى رئيسي الجمهورية والحكومة، واخطرهما ان اي هجوم للجيش على المسلحين الارهابيين سيعرّض هؤلاء النازحين ــ وجلّهم مدنيون الا ان بينهم عائلات المسلحين ــ لخطر استهدافهم المباشر، وهو ما يتوخى تجنبه.
وكشفت أنه من دون قرار سياسي تتحمّله السلطات السياسية على هذا المستوى، “لن يجازف الجيش بالتعرّض للمخيمات. وهي نقطة الضعف الوحيدة التي يجبهها. لا خطوط حمراء في وجهه من اي اتجاه اتى”.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش يتصرّف على انه غير معني بكل الجدل الدائر من حول التفاوض مع الحكومة السورية او عدمه، ولا يتعدى تواصله مع الجيش السوري التنسيق الذي يجنب المراكز اللبنانية التصويب الخاطىء، ويرى ان افضل السبل الى انهاء سيطرة مئتي مسلح ارهابي في الجانب اللبناني من الحدود الشرقية هو سحب المخيمات من ملعب الاشتباك.
ووفق المطلعين على موقفه، لا يستبعد قائد الجيش محاولة المسلحين الارهابيين الاندفاع في اتجاه عرسال “الا انهم يصبحون عندئذ في مرمى الجيش”. في المقابل فإن المكان الذي قد يطلق منه “حزب الله” حملته العسكرية بعيد من اي اتصال قريب مع الجيش، وهو بطبيعة الحال ينطلق من داخل الاراضي السورية بالتعاون مع الجيش السوري. لا تنسيق بين الجيش والحزب. لا يقرأآن معاً الخرائط العسكرية، ولا يضعانها ولا ينسقان، رغم التواصل المفتوح للجيش مع الافرقاء جميعاً بلا استثناء.