لهذا المال رائحة كريهة: بن كسبيت
1. انها ليست قضية الغواصات. فاسم اكثر ملاءمة هو «قضية الغواصات والسفن»، أو حتى قضية سلاح البحرية. فبالفعل بدأ كل شيء بذاك العنوان الرئيس في «معاريف» الذي بشر بأن إسرائيل توقع على مذكرة تفاهم لشراء ثلاث غواصات اخرى لسلاح البحرية دون أن يعرف جهاز الامن بالخطوة أو يؤيدها. وبعد ذلك ألقى رفيف دروكر بالقنبلة الهيدروجينية التي كشفت النقاب عن ان المحامي دافيد شمرون هو ممثل الوسيط الإسرائيلي في الصفقة.
من هنا تطور كل شيء وواضح في هذه اللحظة بأن قصة شراء السفن الاربع (من شركة السفن الالمانية اياها) تتضمن إلغاء عطاء دولي، بضغط من دافيد شمرون ومشاركة نتنياهو، هي القصة الحقيقية. وكذا كل تلك قائمة المشتريات الوهمية لسلاح البحرية التي طلت بعد ان ظهر السيدان شمرون وغانور في القصة بما في ذلك السفن ضد الغواصات التي لا يحتاجها أحد، وخصخصة حوض بناء السفن (التي لا تعقل).
2. تجاهلوا للحظة الشبهات الجنائية، دفعات الرشوة، الصفقات الزائدة بالمليارات، العطاءات التي الغيت واحواض السفن التي كادت تخصخص. سؤال واحد يجب أن يسألة كل مواطني إسرائيلي لنفسه: هل يحتمل أن يكون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يعرف عن دول المحامي دافيد شمرون؟ بكلمات اخرى: نتنياهو، الذي حث إلى الامام شراء ثلاث غواصات زائدة وعمل على الغاء عطاء دولي لشراء اربع سفن، لم يعرف أن الرجل الاكثر قربا له في المعمورة، محاميه الشخصي، ابن عمه وشريك سره الاكثر حميمية، مشارك، ضالع ووسيط في هذه الصفقات من جانبها الاخر؟
الان يتبين أن كثيرين في محيط نتنياهو عرفوا بدور شمرون، باستثناء بيبي بالطبع. مثلا، شلومي بوغل، مالك احواض سفن إسرائيل، الذي جلس مع شمرون وميكي غانور (حسب دروكر) مع تسنكروف، كان يعرف جدا. إذن بوغل، الصديق القريب لنتنياهو كان يعرف، اما بيبي فلا. فقط رئيس الوزراء لم يعرف اي شيء. طوبى للمؤمنين.
3. سيتعين على الشرطة ان تثبت أنه كان يعرف. إذا اثبتت معرفته سيتبين ايضا ذنبه. فمعرفة نتنياهو بدور شمرون في هذه الصفقات هو تضارب حاد للمصالح، خرق ثقة واضح واكثر من ذلك. لا حاجة للاثبات بأنه انتقل مال من يد إلى يد. من جهة اخرى، محظور أن ننسى: في قضية جلعاد شارون والجزيرة اليونانية ايضا كانت الدولة بأسرها تعرف بأن شارون كان يعرف بأنه ابنه يشتغل لدى المقاول دودي أبل في تصفح الانترنت مقابل الملايين. إذن ماذا؟ ميني مزوز، المستشار القانوني، لم يعرف. واغلق الملف. شيء واحد يمكن أن يقال بيقين: هذا الملف لن يغلق دون ان يحقق مع نتنياهو. نقطة.
4. محظور أن نستبعد امكانية ان يكون البيان السابق بأن «نتنياهو ليس مشبوها في القضية» نشر كي ينيم المشاركين. لا يمكن استبعاد امكانية أنه في اثناء الاشهر الاخيرة نفذت في هذه القضية الكثير من التنصتات الخفية. التقدير هو أن الشرطة تركز جدا على شاهد ملكي. والمرشحان هما ابرئيل بار يوسيف وميكي غانور. وفي المرحلة، المحامي دافيد شمرون. أو من يأتي أولا. بين القضايا التي يحقق فيها: لماذا عين بنيامين نتنياهو ابرئيل بار يوسيف، المشبوه بأنه المثير الاكبر لهذه القضية، في منصب رئيس قيادة الامن القومي بعد أن كان عارض في الماضي تعيينه بشدة. من أثر على نتنياهو ليعلن عن التعيين؟ هل المحامي شمرون ضالع هنا ايضا.
5. لست من اولئك الذين يستمتعون بالنزول باللائمة على النائب ارال مرغليت. يمكن الجدال في الاسلوب، او في الجهد لتحقيق مكسب سياسي (فشل)، ولكن عندما تلوى الجميع بالسنتهم، عمل مرغليت بكد وحاول الحصول على مادة معينة. مجرد حقيقة أنه العضو في عدة محافل حساسة للغاية في لجنة الخارجية والامن في الكنيست بما في ذلك لجنة التسلح، اثار اكثر من جلبة في الغرف الداخلية وعرض حتى على آفي ديختر كل المعطيات النتنة، هذه الحقيقة تجعله يستحق وساما. فقد بذل الكثير جدا من الطاقة، بل وغير قليل من المال في الحرث العميق في المانيا وفي اوروبا، بمواظبة وبتصميم. احيانا يمكن ايضا قول كلمة طيبة.
6. كما أسلفنا بالضبط بالنسبة لوزير الدفاع السابق موشيه بوغي يعلون. لست واثقا ان نتنياهو استبدل يعلون بليبرمان بسبب الغواصات أو السفن. ولكني واثق بأن يعلون يقول الحقيقة حين يصف الضغط الشديد الذي مارسه نتنياهو على كل المنظومة في موضوع الغواصات، في موضوع السفن وفي مواضيع اخرى تتعلق بهذه الموبئة. «لا احتاج لتحقيق شرطي كي أعرف بأن رئيس الوزراء ضالع في الامر»، قال يعلون في محادثات مغلقة امس، «من ناحيتي، جماهيريا هو انتهى. انا اعرف ماذا كان هناك. انا اعرف لماذا تدخل. انا ارى لوحة الفسيفساء». لقد اكتشف يعلون النية لشراء ثلاث غواصات اخرى، وعرقله. وبعد ذلك اكتشف الفكرة غير المفهومة لخصخصة صيانة الغواصات من حوض سفن سلاح البحرية وتسليمها إلى حوض السفن الالماني. «بيبي هو الذي يحتاج لان يشرح كل هذا، وليس انا»، يقول يعلون، وقريبا سيحتاج لان يشرح هذا في الشرطة ايضا.
7. الجزء الاكثر إثارة للتسلية في القضية هو ما نشرته أمس الصحافية تل شنايدر، وافاد بأن ميكي غانور، الوسيط «الجديد» الذي جيء به بعد تنحية الوسيط شايكا بركات من جانب قائد سلاح البحرية السابق اليعيزر مروم (تشايني)، يغادر فيلته الفاخرة في قيساريا ويبحث عن بيت بديل في مكان آخر: في ذات الشارع، بجوار شديد، يسكن من جهة نتنياهو، وإلى جانبه غانور، وفي الجانب الاخر دافيد شمرون. اقترح على الشرطة ان تضع يدها على محاضر لجنة الحي.
معاريف